|
أحكام الجهاد في الاسلام
رحمن خضير عباس
الحوار المتمدن-العدد: 5521 - 2017 / 5 / 15 - 08:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أحكام الجهاد في الإسلام رحمن خضير عباس كانت تصريحات رئيس الوقف الشيعي الشيخ علاء الموسوي صادمة للمجتمع العراقي برمته. تلك التي تناول فيها أحكام الجهاد في الإسلام. والتي أكد فيها على وجوب قتال أهل الكتاب والذين وصفهم بالكَفَرة ثم أكد أيضا على وجوب قتال المجوس والصابئة والنصارى. موضحا أنّ أمامهم طريقين : أما الدخول الى الإسلام أو دفع الجزية. وبعكسه فسيكون قتالهم واجب على المسلمين.وكأن شيخنا الموسوي قد حلّ كل مشاكل المسلمين الدينية والدنيوية ولم يبق لديه سوى ( المساكين) من الكفار ليدخلهم ( جنة الإسلام ) . وقد أثارت هذه التصريحات موجة إحتجاج من قبل العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي ، مما حدا بالوقف الشيعي ان يفسر ذلك على انه محاضرة لهذا الشيخ قبل ثلاث سنوات وان النص مجتزأ من محاضرة طويلة عن احكام الجهاد . وفي الحقيقة ان مثل هذا العذر، سواء مايتعلق بقدم المحاضرة أو بمسألة اجتزائها ،لاينفي فحوى احكام الجهاد التي يرددها شيوخ جميع المذاهب الاسلامية وليس المذهب الشيعي فقط. معتمدين على النص القرآني ، متجاوزين او متناسين ظروف النزول لذلك النص وعليه فيجب ان يطبق – في عرفهم- في كل زمان ومكان .وهذا يتناقض ومسألة النَسخ الذي راعى الظروف والمتغيرات في فترة بداية الدعوة الإسلامية والاختلاف بين الفترة المكية والمدينة. كما ان بعض النصوص توقف العمل بها حتى في اكثر الدول الإسلامية كقطع يد السارق مثلا. ولا اريد ان أدخل في المسائل الفقهية. ولكني سأتناول دعوة الموسوي الذي أوجب حرب الكفار. واسأله هل يستطيع سماحته ان يحارب بلدان العالم غير الإسلامي من الصين والهند الى اوربا والأمريكتين؟! وهل يمتلك القوة الكافية لدحر هؤلاء الذين اعتبرهم كفارا ؟ او هل يستطيع فرض الجزية عليهم ؟ واذا استطاع فرض هذه الجزية او الضريبة فإلى اين تذهب ؟ وحينما يقول لي. سوف تذهب الى بيت مال المسلمين. اتسائل هل ابقيتم لفقراء المسلمين شيئا من خزائن المال التي أتت من بيع النفط الذي يستخرج بتقنية الكفار وينقل بواسطتهم ويُشترى من قبلهم. وحينما حصلتم على هذا المال الذي يُفترض ان يكون ملكا للشعب الفقراء ، بددتموه بشكل لا أخلاقي على مشاريعكم الوهمية وعلى مباذلكم ومنافعكم. فابقيتم الفقراء يتلظون في وهج الحاجة وهوانها. أقول ذلك لسماحة الشيخ لانه يترأس الوقف الشيعي الذي ليس لديه اية مهمة سوى رؤية الهلال. ومع ذلك فيتقاضون رواتب كبيرة ، على حساب حاجة الفقراء والمُتعبين. ثم لماذا ياشيخ علاء الموسوي تحارب الكفار؟ الا تؤمن بهذه الآية "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنتَ تُكْرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين.." اذا كنت تريدهم أن يعودوا الى الصراط المستقيم ؟. فاعلم ان أغلب هذه الدول تمتلك قوانين العدل والمساواة وتكافئ الفرص. من خلال دساتير ذات قيم إنسانية تحمي الانسان والحيوان وتحمي البيئة وتقدم المساعدات. كما ان هذه الدول( الكافرة)تمتلك منظومة أخلاقية نحسدهم عليها نحن المسلمين. أي انهم ليسوا بحاجة الى صراطكم او الى أحكامكم فقد سلحوا انفسهم بانظمة وقوانين وقيم تجعلهم أقرب الى الله منكم. انتم الذين تصلون ليل نهار ولكنكم بعيدون كل البعد عن مرضاة الله. اذا كنت تحاربهم لضمهم الى الإسلام. فهل تعطيني مثالا لدولة إسلامية نزيهة وعادلة وغير ظالمة وان أفراد المجتمع فيها يعيشون في بحبوحة من السعادة والكفاية ويمارسون الورع والتقوى في سلوكهم وفي معاملاتهم ؟. ولنفترض جدلا اننا دعوناهم الى الإسلام. فإلى أي مذهب من المذاهب . وكل مذهب يكفّر الاخر ويدعو عليه بالدمار. كما أصبحت مذاهبنا تحقد على بعضها البعض. فأين الفرقة الناجية التي ندعو الكفار الى رحابها ؟! ثم اذا انت تريد محاربة الكفار وتريد ضمهم الى الإسلام؟ فإلى أي مذهب ندعوهم وكلنا نعتبر الاخر مارقا على الدين والملة؟ لقد كانت دعوتك الى الجهاد أشبه بدعوة داعش ، بل هي نسخة منها. فما الفرق بينك وبين داعش ياسماحة الشيخ ؟وكأنك تتناسى قوله. " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " لقد أسأت الى اخوتنا في العيش المشترك من مسيحيين وصابئة وايزيديين وشبك وغيرهم. وأسات الى جميع المكونات والأديان الأخرى الموجودة في العراق منذ الازل. ولقبتهم بالكفار وأهل الذمة. مما يجعلهم هدفا للمتطرفين وربما هدفا لبعض العامة من الناس والذين لايفقهون من العلم الا قليلا. ألا يكفيك ماحدث لاخوتنا المسيحيين من مذابح وتدمير؟. حتى رحل أكثرهم الى دول اللجوء وسيفقدهم الوطن وسيبكي عليهم. هؤلاء إخوتنا والذين طالما رفعوا شعار المحبة والسلام. وكذلك يصح القول على اخوتنا للصابئة الذين وجدنا فيهم أجمل الخصال وأنبل الصفات. لذا فاني أقول لك بان هذا الوطن خيمة لنا جميعا نحن العراقيين ولانريدك أن تشوهها. وان كل الأديان والمذاهب في العراق هم أخوة ابديون في هذا الوطن الكبير الذي يتسع للجميع بدون حروب أو جزية أو فرض القناعات على المعتقدات الأخرى. كما ان رسالتنا لاخوتنا المسيحيين والصابئة وغيرهم باننا كمسلمين نقف معهم ضد قوى الظلام والتطرف. نحن معهم اخوة في الانسانية سنبقى معا يدا بيد لبناء العراق من خلال التشبث بحرية الرأي والمعتقد.
#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب البرمائية
-
مطار الناصرية الدولي
-
العبادي.. ومظاهرات جامعة الكوت
-
Pinacchio والوزير صولاغ
-
بين عصا ترامب وجزرة اوباما
-
سلاح الكاريكاتير يحاصرهم
-
البوركيني والبكيني
-
الفتنة... ملاحظات عابرة
-
سيلفي ..ناصر القصبي
-
خطوات متعثرة في أزقة مألوفة
-
بستان الليل
-
العصيان البرلماني
-
تكنوقراط المالكي
-
مقداد مسعود..والبحث عن كائن لغوي..في (هدوء الفضة )
-
متحف منتصف الليل.. وإشكالية الفعل الإنساني
-
أضواء على فيلم جاري الإتصال
-
فقاعة ساحة التحرير أم فقاعة سعدي يوسف
-
إبراهيم الجعفري بين زيارتين
-
مخيم المواركة..واستحضار الماضي
-
معركة تحرير الأرض
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|