أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي














المزيد.....

نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي


مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)


الحوار المتمدن-العدد: 5521 - 2017 / 5 / 15 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي


دأبت ثقافتنا على الإستئناس مع ما تجده ماكثاً في محيطها العام, من عادات و طقوس و عبادات دينية , ترحب به و تتمسك بقوانينه , دون المحاولة في التفتيش عن ماهيته و أصوله مع غياب شبه مطلق من أي نزعة ذاتية لتنقية او تشذيب ذلك القديم او ما يطلق عليه التراث او النصوص التي يتعبد بها الناس .

كتب عدد غير قليل من الاساتذة و الواعين العرب عن محنة داعش و تعاملها مع المختلفين معهم بالدين او المذهب او التوجه , و دبجّ بعض الكتاب الى الهمجية الوحشية التي يمارسها أفراد داعش و أستهجنوا ممارساتهم المرتكبة باسم الاسلام . و كوني أحد الذين كتبوا عن هذه المرحلة و إسقاطاتها و الممارسات الرّثة التي مورست فيها , فأني ركزت و بإصرار على أصل المشكلة و عمقها و الاوتدة التي مكنتها من البقاء لهذا اليوم. معضلة مجتمعنا بشكل عام و بعض مثقفينا بنحو الخصوص أنهم ينظرون الى القضايا المهمة نظرة سطحية جداً , دون الغور في القعر الذي تنبعث منه الغازات المسرطنة و القاتلة.

ركزت في معظم ما كتبت على خطورة النصوص الدينية المتأتية من عمق الشرخ الانساني و الديني ومن جوهر الصراعات و القتل و التمييز و الإلغاء , النصوص التي يتمسك بها رجال الدين على أنها المسلك الحياتي الصحيح و الفاعل للتقرب الى الله , باتت تبعدنا عن الله و عن الانسان . تأملوا معي نصوصنا الاسلامية فستجدون ان معظم القتل و الدمار و الخراب الذي ضرب أوطاننا وقوض عيش أهلنا أتى مما نطلق عليه أسم دين ! ولا يمكن لعاقل ان ينهزم أمام تخويف العامة لكي يعترف بهذه المهزلة التي ترتكب بإسم الله و الله منها بريء

أحد المخاطر التي تواجهها المجتمعات الاسلامية هي النصوص الفقهية , التي تعد معظمها إستنساخاً لاراء سابقة مع قدر قليل من التحسينات اللفظية . اشتغل الوعي الاسلامي على الفقه إشتغالاً مكثفاً . الامر الذي وصفه ناقد العقل العربي محمد عابد الجابري " إذا جاز لنا ان نسمي الحضارة الاسلامية بأحدى منتجاتها فإنه سيكون علينا ان نقول عنها إنها حضارة فقه "

يعتمد الجابري في دراسته التي كونها من خلال بحث و مطالعة و خبرة طويلة , و يؤكد على مخاطر النص الفقهي و جموده لأنه يبحث عن تبريرات لبقائه و ديمومته و لذلك نجده يتشبث بالقديم فيقول في رأي اخر " العقل العربي كان و مازال عقلاً فقهياً , عقل تكاد تقتصر عبقريته في البحث لكل فرع عن أصل, لكل جديد عن قديم يقاس عليه و ذلك بالاعتماد على النصوص "

لم تكترث بعض النصوص الاسلامية و الفقهية منها بالتحديد, لحال بعض الاشخاص المنتمين لديانات اخرى و خاصة الذين يعيشون في كنف الاسلام, فقد أجهدتهم هذه النصوص و أقصتهم عن الدور التفاعلي الذي يعيشون فيه . بل و جعلتهم لا يتساوون في الخاصية الانسانية مع المسلم و رأت فيهم أنجاس غير طاهرين ! لهذا السبب تجد ان بعض الآراء و الرسائل العملية الفقهية التي تقول بطهارة الكتابي تُصنف بالرأي الشاذ . بينما يفتي أكبر الفقهاء و زعيم الحوزة العلمية , بأن ملامسة الكتابي نجاسة !

ترى كتب الفقه الاسلامية بشكل عام ان غير المسلم لا يساوي المسلم , وان دم المسلم لا يكافئه دم غير المسلم . ركزوا معي قليلاً , إذا قَتل مسلماً شخصاً غير مسلم, يهودياً او مسيحاً او مجوسياً, فلا يُقتل المسلم بغير المسلم! لأن النص الديني الذي عندنا يقول " لا يقتل المسلم بكافر" و في رواية اخرى ان النبي قال " المسلمون تتكافأ دماؤهم ولا يقتل مسلم بكافر" و قالوا ان كل من لا يؤمن بالاسلام هو كافر .

النصوص و الاراء التي بين يدي الان كثيرة تؤصل لمأساتنا و حنق الفقه و اراء الفقهاء على المنتمين لغير الاسلام . لكني أرغب بشدّ إنتباه القارئ الى مسألة مهمة وهي : ان أصل النصوص الفقهية و الاراء التي تتعبد بها معظهما تتبدد فيها روح الله و نسق الانسان الخير الوديع الذي بداخلك .

الذي حرضني على هذا الموضوع هي محاضرة ألقاها رئيس الوقف الشيعي العراقي السيد علاء الهندي وهو يتحدث عن الجهاد, قال فيها ما نصه " هناك ثلاثة طوائف يجب مجاهدتها الكفار المشركون , منهم كفار أهل الكتاب اليهود والنصارى .. يجب دعوتهم الى الاسلام , فإما يدخلون في الاسلام و إما يقاتلون وإما يأخذون منهم الجزية "

صحيح ان السيد الهندي أتى برأي غريب على مسامع الكثيرين, خاصة من المذهب الشيعي لكنه لم يأتي بالرأي من عنده , هذا ما وجده في كتب الفقه التي يزعم أصحابها انها توافق شرع الله و رسوله !

أرجوكم لا تكثروا الحديث عن علاء الهندي فالرجل مأزوم حتى مع أهل مذهبه , بل راجعوا و تأملوا في كتب الفقه و أنظروا كيفية تعاملها مع بني البشر ؟ لا تسرفوا بالحديث عن ظاهرة الهندي بل دققوا في نصوصنا الاسلامية و حاولوا لفظها و إقصائها من حياتنا الانسانية , أيها السادة القراء ليس المسلم بخطر على ذوات البشر و الناس المختلفين معه ، لكن نصوص المسلم و رجال دينه هي الخطر الحقيقي .
مصطفى العمري



#مصطفى_العمري (هاشتاغ)       Mustafa_Alaumari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الواعي تجسير بين ضفتين .. لقائي بالشيخ عبدالفتاح مورو
- الإلحاد من منظور اسلامي
- إحذروا مساجد ضرار
- الإلحاد .. ظاهرة أم إعتقاد
- لا عقل مع الايمان المطلق ..قوة التدين تطيح بقوة العقل
- التضحية و إشكالية المصطلح
- روح شيوعية بثقافة إسلامية
- قراءة في كتاب / ذكريات الزمن القاسي
- جدلية الانسان و الدين .. المسلم أهم من الاسلام
- المسلمون و محنة الانتماء للوطن !
- اشكالية التماهي بين المثقف و المجتمع ..
- أسباب الفشل .. المسلمون و ظاهرة الدعوة
- تأثير الفلسفة العربية في إحياء عقل المسلم
- وهم المعرفة
- غياب العقل النقدي يُحيل العقل الى صخرة ..
- لماذا تقدم الغرب و تأخر المسلمون
- المجتمع العربي و الاندماج مع القديم
- أزمة الأديان بين الدعوة الكونية و الخطاب الضيق .. ج2 مرحلة ا ...
- أزمة الاديان بين الدعوة الكونية و الخطاب الضيق .. ج1
- قراءة نقدية ... لتأريخ اسلامي مخيف


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي