رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 5520 - 2017 / 5 / 14 - 12:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفضائية العراقية والإنحياز .!
رائد عمر العيدروسي
منَ الثابت أنّ القطعات التي تخوض المعركة في الموصل هي كافة صنوف الجيش ومعها القوة الجوية وطيران الجيش , جهاز مكافحة الأرهاب , الحشد الشعبي , والشرطة الأتحادية , ولكلِّ منهم دوره الخاص حسب طبيعة ومتطلبات طبوغرافيا المعركة , على الرغم من أنّ الجميع غالباً ما يقاتلون بصورة مشتركة حسب محاور الهجوم المتفق عليها او ترسمها قيادة العمليات . والرأي العام " محليا ً, عربياً , وعالمياً " يشاهد التغطية الإعلامية التي تنقلها القنوات الفضائية عبر موفديها الى ارض المعركة وعبر عددٍ من المراسلين الحربيين . ومن الطبيعي أنّ معظم فئات الرأي العام تطّلع وتشاهد التقاريرالإعلامية المتلفزة عن تطورات المعركة , عبر الفضائيات الأكثر مصداقية والأوسع انتشاراً , لكنه ومن خلال مراقبتنا لأداء هذه الفضائيات , فمن المؤسف أنّ " قناة العراقية " وفي تغطيتها الاعلامية للمعركة وبنحوٍ يومي , فأنها تبدي انحيازاً بارزاً للحشد الشعبي يعادل اضعاف الأضعاف لما تقوم به القوات والقطعات الأخرى المذكورة , وتهمّش دورها القتالي بشكلٍ ملحوظ وملفت للنظر .! , وخصوصاَ انها " قناة الدولة " ولا يفترض تمثيلها لحزب او جهة محددة .
لسنا هنا بصدد التقليل من اهمية ودور الحشد الشعبي في المعركة وخصوصاً من جهة " زيادة الكثافة النارية والتطويق والإحاطة " وسواها , لكنّ انحياز وتركيز هذه الفضائية على الحشد في معظم نشراتها وبرامجها ولقاءاتها مع قادة الحشد وتقاريرها العملياتية , على حساب القطعات المشاركة الأخرى , هو أمرٌ غير مقبول , وتجاوز على المهنية الإعلامية .
وبصراحةٍ متناهية , فمهما قامت به قوات الحشد ولا تزال , لكنها لايمكن ان تبلغ اداء فرق الجيش " كالفرقة التاسعة مثلا " او اقتحامات جهاز مكافحة الأرهاب , ولا الشرطة الاتحادية التي تضم في صفوفها ضباطاً متمرسين على القتال ومقاتلين اكتسبوا خبرة عالية في المعارك . وإذ لا ينبغي التمييز في او بين اداء الحشد والقطعات الأخرى في " الإعلام " , لكنه من الواضح أنّ اعتباراتٍ سياسية ضيّقة الأفق هي التي تلعب دورها بتوجيهٍ من القائمين على ادارة هذه القناة .
ثمّ , ماذا سيقول العالم علينا .! مختلفين مع بعضنا حتى في تغطية اخبار المعركة .!!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟