فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 20:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعيش المرشد الاعلى لنظام الملالي، الملا خامنئي حالة رعب و هلع من الاحتمالات القائمة في ظل مسرحية الانتخابات القادمة في 19 مايو/أيار، خصوصا وإنه لايزال يتذکر جيدا ماقام به المنتفضون في عام 2009، عندما مزقوا و أحرقوا صوره و طالبوا بإسقاطه و کان قاب قوسين أو أدنى من أن يشهد نهاية النظام، ولذلك فهو يبذل عبثا و من دون جدوى کل مابوسعه للعمل من أجل الحيلولة دون ذلك.
بحسب ماقد کشفت عنه مصادر إيرانية عن إصدار الملا خامنئي أوامره و توجيهاته للوجوه الصفراء المشارکة في مسرحية الانتخابات بمنع جميع المرشحين من التطرق الى مجزرة عام 1988 و التي تم خلالها تنفيذ أحکام الاعدامات بحق 30 ألف من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، حيث أشارت هذه المصادر الى "أن المجلس الأعلى لأمن النظام الايراني قد كلف بأمر من خامنئي بإبلاغ جميع المرشحين الى الإنتخابات الرئاسية، التي ستجري في 19 من الشهر الحالي، بتجنب أي نوع من الإشارة في مناظراتهم وحملاتهم الإنتخابية إلى مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، موضحا أن هذه الاعدامات نفذت بفتوى صادرة عن الزعيم الايراني خميني، وأن الإشارة اليها تمثل ضربة لنظام ولاية الفقيه وتضعه في مشكلة امام الرأي العام الداخلي والخارجي."، فإن ذلك يدل و يثبت مرة أخرى على أمرين مهمين هما:
ـ إن نظام الملالي متأکد تماما من إن جذوة و جذور الغضب الشعبي العارم من تلك المجزرة اللاإنسانية لازالت على حالها.
ـ إن منظمة مجاهدي خلق مازالت تمارس دورها في الساحة السياسية الايرانية وقد تأخذ بزمام المبادرة في حال تداعيات التطرق لهذه المجزرة نظرا لکونها المدرسة التي قدمت کل تلك القرابين.
مسرحية الانتخابات التي دأب هذا النظام القمعي على إجرائها من أجل ذر الرماد في الاعين و الإيحاء من إنه نظام ديمقراطي، فإنه وکما يبدو جليا يعيش حالة من الهلع من إحتمال أن ينقلب الامر وبالا عليه أو کما يقول المثل يقلب السحر على الساحر، ولأنه يعلم جيدا بأن داينمو و محور الثورة الايرانية التي اسقطت نظام الشاه کانت منظمة مجاهدي خلق، فإن الملا خامنئي يعلم جيدا بأن دور المنظمة في الانتخابات القادمة من خلال شبکاتها الاجتماعية العاملة داخل إيران و نشاطاتها السياسية و الاعلامية المکثفة، قد يوفر لها فرصة ما من الممکن أن تطيح بالنظام و تجتثه من جذوره کأية شجرة عجفاء جرداء تعصف بها الرياح الهادرة فتقتلعها من الجذور، لکن الذي فات و يفوت الملا خامنئي هو: إذا جاءت اللحظة المناسبة فإنه ليس هناك قوة في الارض يمکن أن تنقذ هذا النظام من مصيره الاسود.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟