|
قراءة لحديث الشيخ سالم عبدالجليل - المسيحيين أصحاب عقيدة فاسدة -
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 09:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الخبر : طالعتنا الميديا اليوم ، بالخبر التالي - نقل بتصرف : القاهرة - مصر ، يوم الجمعة ، 12 مايو/ أيار 2017 (CNN)-- نفى وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ، الشيخ سالم عبدالجليل ، أن يكون قد تم إيقافه عن الخطابة بالمساجد بقرار من وزير الأوقاف ، وذلك بعد حالة الجدل التي أثيرت حوله بشأن ما قاله عن المسيحيين ، وأنه ليس تابعا لوزارة الأوقاف حتى يتم إيقافه ، بحسب ما قاله ل CNN بالعربية . وبين (( .. لم يتم تأويل ما قلته على الإطلاق ، ما قلته هو ما تم تداوله ، وقلت إن " المسيحيين أصحاب عقيدة فاسدة " ، ولكن قلت في نفس الوقت " إننا نحبهم ويجب أن يكون بيننا كل الود لأنهم أخواتنا " ، ومشكلة غيري إنه يقول نفس هذا الكلام ويصمت ، فيحتمل كلامه أوجه عديدة . وقال الشيخ عبدالجليل ، إنه لم يعتذر عما قاله ، ولكنه أصدر بيانا اعتذر فيه لمن جرحوا من كلامه فقط ، لأنه مؤمن بما قاله وهذا ما جاء في القرأن ، وإنه كان يتوقع أن يحدث كلامه حالة من الجدل ولكن ليس بالشكل الذي تم . .لم أعتذر عن الكلام الذي قلته ، بل أني متمسك بكل كلمه قلتها .. )) وللعلم ، أن الشيخ سالم عبد الجليل يقدم برنامجا يوميا على قناة " المحور" حول تفسير القرأن منذ عام ونصف العام . القراءة : 1 . أولا ، أن الكلام الصادر عن الشيخ الازهري سالم عبد الجليل ، ينم عن شخصية مرضية ، أقل ما يقال عنه أنه مصاب بالشيزوفرينيا / الأنفصام ، فكيف يقول الشيخ أن " المسيحيين أصحاب عقيدة فاسدة " ، ومن جهة أخرى يقول : " .. في نفس الوقت إننا نحبهم ويجب أن يكون بيننا كل الود لأنهم أخواتنا " ، أيها الشيخ ، لم هذا التناقض والتضادد في الحديث ، كيف تحبهم وعقيدتهم فاسدة ! فالبديهي أن " الأناء ينضح بالذي فيه " أي هم أيضا فاسدين / أي المسيحيين ، فالذي يعاشر فاسدا المفروض أن يكون مثله ! ، ومن جانب أخر أما تقلق أن يصيبك الفساد نتيجة مصاحبتك للمسيحيين الفاسدين !! . 2 . تكلم الشيخ عبد الجليل عن القرأن ، وعن الألتزام بكل ما جاء به !! ، وأنه لن يخرج عنه ، وهذا كلام موضوعي وعقلاني ، لأنه مسلم ، ولكني أرى أن النص القرأني أوقعه في حيرة وشك من أمره ، هو وباقي الشيوخ ، فمن جانب يكفر النص القرأني المسيحيين ، كالنص التالي : ( لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم / 73 سورة المائدة ) ، ومن جانب أخر يبين مودة للمسيحيين ، كالنص التالي : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / 82 سورة المائدة ) . فأي النصين عجبا يتبع الشيخ عبد الجليل !! ، أم أنه يطبق فحوى النصين الأثنين معا ، وفي أن واحد !! . 3 . لنرجع الى حديث الشيخ عبد الجليل / في قناة المحور ، الذي أعترف به بأعتماده على مرجعية القرأن ، ألم يقرأ مثلا النصوص التالية : ( الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ . / 171 سورة النساء ) . ( نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ . / 3 سورة آل عمران ) . ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ، ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون . / 55 سورة آل عمران ) . وهنا يتبادر للذهن التساؤل التالي : هل أن معتقد أو دين كهذا ، الذي ذكرت بحقه كل النصوص السابقة ، على سبيل المثال وليس الحصر ( بحق رسوله / المسيح – كلمة الله ، وبحق كتابه / الأنجيل ، وبحق ملة المسيح ، بأعتبارهم فوق الذين كفروا ) ، أن يكون معتقدا فاسدا !! ، وأذا كان فاسدا ! لم تذكر هكذا نصوص بحقه ! . 4 . الشيخ سالم عبد الجليل ، بين أيضا بحديثه أن ( مشكلة غيري إنه يقول نفس هذا الكلام ويصمت ، فيحتمل كلامه أوجه عديدة .. ) ، هذا الكلام أيضا ، أراه مأزوما وأشكاليا ، لأن الشيخ بين وبشكل ضمني ، أن جمهور الشيوخ ، يؤيدون كلامه ، ولكنهم قد لا يجاهرون به من باب ( التقية ) !! . وهنا لا بد لنا أن نوضح ومن خلال حديث الشيخ ، مدى مقياس ( الشفافية والصدق والأمانة والوضوح ) معدوم لدى الشيخ سالم عبد الجليل ولدى باقي الشيوخ !! ، فكيف لشيوخ بهذا القدر من المستوى الفكري أن يؤتمنون على هذه الأمة ! . 5 . أن الموروث الأسلامي ، وضع طبقة الشيوخ والمفكرين والعلماء ، أضافة الى جمهور عام المسلمين بين المطرقة والسندان ، فمن جانب هناك نصوص أيجابية نحو المسيح والمسيحيين ، ومن جانب أخر هناك نصوص تكفر ملة المسيح ، ومن ناحية ثانية ، بالنسبة للعامة هناك جانب وهو وجود ما يتطلبه المنطق والعقل من بديهيات في تقبل الأخر أو تكفيره ، وجانب ثان للعامة أيضا ، وهو أنه كيف يكفر الفرد الأخر ، وهو ممكن أن يكون صديقك أو زميلك أو جارك أو رفيقك بالوطن ، أنى أرى أن النصوص القرانية أصابت العقل والتفكير في مقتل ، فأن كفر الشيوخ المسيحيين تلك مصيبة ، لأن التكفير ضد المنطق وضد المواطنة والتعايش ، وأن لم يكفروهم ، تكون المصيبة أعظم ، لمخالفتهم النص القرأني !! الذي يكفر المسيحيين أصلا .. أرى ايضا ، وجود الكثير من التناقض في الموروث الأسلامي الذي أوقع المسلمين من علماء وجمهور في أشكالية فكرية وحياتية وأجتماعية معا !! . 6 . الشيخ عبد الجليل ، لم يبين ما هو الفساد الذي في عقيدة المسيحيين ، فهل هناك مثلا .. قتل وتكفير للأخر ، هل هناك حكم للردة وقطع ليد السارق وهل هناك حور العين وجهاد النكاح وهل هناك جزية وسبي .. ، أني أشعر أن الشيخ أوقع نفسه في متاهة عقلية !! . 7 . هناك تساؤل مشروع .. أذن ما جدوى اللقاء الذي تم في مصر بين ( البابا وشيخ الأزهر د . أحمد الطيب في نهاية أبريل 2017 ) ، والذي أكد الأثنين معا على التعايش والمواطنة بين المسلمين والأقباط ، كما شددا على نبذ العنف والأرهاب ، من جهة ثانية ، أن حديث الشيخ سالم عبد الجليل ، والذي جاء بعد زيارة البابا بأيام ، جاء مؤكدا ، أن النص القرأني هو الحكم ، وليس البرتوكولات الأعلامية التي ينتهي مفعولها في حينها ! مما سبق يتضح لنا ، أن كل أثر وصدى " لميديا زيارة البابا " ، ذهب تفعيلها بعد أن وضع البابا قدميه على طائرة الأياب الى الفاتيكان! خاتمة : تأسيسا لكل ما سبق ، أذا أردنا قبول الأخر والحد من مبدأ تكفير المخالف ونبذ العنف والأرهاب ، أرى أن المرحلة الحالية لا تحتاج الى تجديد ( الخطاب الديني ) فقط ، وأنما تحتاج الى ( تجديد العقلية الفكرية لرجال الدين ) الذين لا زالوا يتخبطون بالفكر الماضوي للأسلام ، وهذا الأمر يحتاج بالنتيجة الى ( تنقية نصوص الموروث الأسلامي ) ، وهذه ثورة دينية ، مسؤوليتها العقائية أضخم وأكبر من طبقة رجال الدين الحاليين !! الذين يمارسون التجارة بالدين !! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بناء المساجد بين الحاجة العقائدية والغاية الخفية
-
قراءة نقدية حول موضوعة - هل كان الرسول أميا -
-
قراءة عن المعلن و المخفي في الأغتيالات
-
قراءة .. في قضية - الخمس - بين الشيعة و السنة
-
الأرهاب الأسلامي وتفجيرات الكنائس في مصر
-
هدم الكنائس بين الفتاوى والموروث الأسلامي
-
قراءة في شبهات أحاديث البخاري
-
قراءة حداثوية ... لدور الخليفة أبو بكر الصديق في - حروب الرد
...
-
قراءة في مسؤولية الخطاب الديني عن التحرش الجنسي
-
قراءة في حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُ
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العالم الألماني ك
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العالم الألماني ك
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن / مع أستطراد لأراء العالم الألماني
...
-
قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العا
...
-
قراءة في .. تعدد الزوجات في الأسلام
-
قراءة في .. - تأخر دفن الرسول محمد - وعملية - نقل السلطة -
-
قراءة أولية في النص القرأني
-
تركيا .. الذي يزرع الموت يحصد الدم
-
قراءة حداثوية .. في مفهوم - اللوح المحفوظ - و - النص القرأني
...
-
قراءة .. في المحبة و القتل في الأسلام / مع أستطراد لوالد الط
...
المزيد.....
-
الجهاد الإسلامي تنشر مقطع فيديو للرهينة إربيل يهود المحتجزة
...
-
-أنا بخير في غزة-.. سرايا القدس تبث مقطعًا مسجلًا للمحتجزة أ
...
-
سرايا القدس تبث رسالة مصورة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهو
...
-
شاهد..رسالة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود لنتنياهو وترا
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود تناشد فيه نتنياهو و
...
-
شاهد.. الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لدى -سرايا ال
...
-
تردد قناة طيور الجنة أطفال 2025 على نايل سات وعرب سات
-
الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية التزمت بالكامل بعدم خرق الاتف
...
-
هل الولايات المتحدة جادة في رصد -مكافأة كبيرة للغاية- على رؤ
...
-
الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية تصدت بكل اطيافها لعدوان الاحت
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|