|
صلاح الدين الأيوبي من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني
مكسيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 5518 - 2017 / 5 / 12 - 09:58
المحور:
سيرة ذاتية
أثارت المقابلة التي أجراها الإعلامي المصري، عمرو أديب، مع الكاتب، يوسف زيدان، في برنامجه "كل يوم" روح الفضول في داخلي بعدما صرح الكاتب المصري يوسف زيدان قائلاً صلاح الدين الأيوبي من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني .. ولقد دفعني فضولي للبحث عن هذه الشخصية التاريخية ومعرفة حقيقتها فأليكم ماتوصلت اليه بعد بحث مطول : يخبرنا التاريخ أنه ـ اي صلاح الدين ـ احتمى بالصليبيين وتحالف معهم بعد معركة حطين لمقاتلة خليفة بغداد وأنه من اجل أن يناصره الصليبيون على قتال الخلافة الإسلامية تنازل لهم عن فلسطين واعادها لهم مدينة مدينة عدا القدس وانه اعتبر مايحكمه من البلاد الإسلامية مزارع وقرى يملكها ملكاً شخصياً ويورثها بعده لمن يشاء فقسم الوطن العربي من بلاد الشام إلى مصر إلى اليمن ـ وما بين ذلك من بلاد وعباد ـ قسمه بين اخيه وأولاده ومزقه قطعا قطعا ورثوها بعد موته مستقلا كل واحد منهم بما ورثه ثم راح يطمح كل واحد منهم فيما في يد غيره من الورثة حتى اختلفوا واستعانوا بالصليبيين متنازلين لهم عن البلاد لينصروا فريقا على فريق فأعادوا للصليبيين حتى القدس! كما يخبرنا التاريخ أن صلاح الدين كان انتهازياً عاكفا على الشهوات بعكس مايشاع عنه من ورع وتقوى كما كان شخصا متعصباً عنصرياً ارتكب افضع الجرائم فقد قتل على يده المفكر والفيلسوف الشهير السهروردي كما تخبرنا المصادر التاريخية انه اقدم على عمل لم يسبقه إليه احد ولم تشهد له مثيلا اشد العصور طغيانا وهمجية وظلما فقد احتجز جميع رجال الأسرة الفاطمية في مكان واحتجز جميع نسائها في مكان آخر ومنع الفريقين من الزواج لئلا يتناسلوا إذ ـ يقدر المقريزي صاحب كتاب الخطط ـ عدد المحتجزين بعشرة الاف مابين ذكر وأنثى وقد ظلوا في الأحتجاز عقودا من السنين كذلك اقدم على ابادة المكتبات العظيمة التي انشأها الفاطميون يقول ـ ابن ابي طي ـ ومن جملة ما احرقوا ـ يقصد جنود صلاح الدين ـ خزانة الكتب وكانت من عجائب الدنيا لأنه لم يكن في جميع بلاد الإسلام دار كتب اعظم من الدار التي بالقاهرة في القصر ومن عجائبها أنه كان بها الف ومئتان وعشرون نسخة من تاريخ الطبري ويقال انها كانت تحتوي على مليونين وستمائة الف كتاب " وقد بعثر هذه الكتب واضاعها بطغيانة فغدت هباءً منثورا واتلفت على يديه هذه الكنوز العلمية التي لم يجتمع مثلها لا قبلها ولا بعدها كذلك قام بهدم عدد من الأهرامات مستفيدا من احجارها ببناء قلعته أما بخصوص معركة حطين ـ وتحرير القدس ـ فلا شك أن النصر في حطين كان نصرا مؤزرا ولا شك أن ما أسفرت عنه المعركة من استرداد القدس كان أنجازا عظيما ولكن إلى أي مدى أمكن أستغلال هذا النصر وإلى اية نتيجة عملية وصل ؟ أننا نقول مستندين إلى ماسجله مؤرخو تلك الأحداث ومعتمدين على الوقائع المسلم بها لقد اضاعت التصرفات التي تلت معركة حطين ماكان يمكن أستغلاله من هذا النصر واضاعت اية نتيجة حقيقية له فتذكر المصادر التاريخية أن صلاح الدين هذا بطل حطين لم يكن يطمئن إلى النصر الرائع في تلك المعركة حتى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدقه لولا انه يقرأ بعينيه تفاصيله الواضحة فيما سجله مؤرخو تلك الحقبة فقد حصل بعد حطين أن صلاح الدين الأيوبي آثر الراحة بعد العناء والتسليم بعد التمرد فأسرع يطلب إلى الفرنج إنهاء حالة الحرب وأحلال السلام وما وراء ذلك من اعتراف بوجودهم واقرار لإحتلالهم ويبدو جليا أن الصليبيين استغلو هذا الطلب احسن استغلال فاشترطوا للقبول بالهدنة ان يعاد اليهم الكثير مما كان قد اخذه صلاح الدين منهم بعد النصر في حطين ووافق الصليبيون على إنهاء حالة الحرب واحلال السلام وعقدت الهدنة في 21 شعبان سنة588هـ وقبض الصليبيون الثمن الباهض الذي دفعه صلاح الدين لهم لقاء قبولهم بالمهادنة فأعاد لهم حيفا ويافا وقيسارية ونصف اللد ونصف الرملة وغير ذلك حتى لقد صار لهم من يافا إلى قيسارية إلى عكا إلى صور بل صارت لهم نصف فلسطين وهكذا اذا كان الأنتصار في معركة حطين يثير في النفس البهجة فأن البهجة لا تلبث أن تتلاشى أمام خيانة هذا القائد وتصرفاته التي اعقبت المعركة وذهبت معها دماء المقاتلين هدرا وفي سبيل لا شيء كذلك تخبرنا المصادر التاريخية انه لم يكد صلاح الدين يموت حتى استقل كل واحد من ورثته بما ورثه عن صلاح الدين وتمزقت البلاد وفقدت وحدتها وتشتت الشعب قطعا قطعا ولم يقتنع كل وارث بما ورثه بل راح كل واحد منهم يطمع فيما في يد غيره ويستعين على غريمه بالصليبيين ففي سنة 638هـ سلم الصالح اسماعيل ـ احد ورثة صلاح الدين ـ صاحب دمشق للصليبيين صيدا وهونين وتبنين والشقيف ليساعدوه على ابن اخيه الصالح ايوب صاحب مصر!! وفي سنة 625هـ سلم الكامل والأشرف ولدا العادل اخي صلاح الدين سلما القدس وما حولها للملك الصليبي فريدريك الثاني وسلماه معها الناصرة وبيت لحم وطريقا يصل القدس وعكا!! هذا الذي نقلناه هنا هو مثال عما آل اليه أمر الوطن الذي مزقه صلاح الدين الأيوبي بين ورثته فالتفاخر بإن صلاح الدين استرد القدس يخزيه بأن تصرفات صلاح الدين أدت إلى أن يعود الصليبيون إلى القدس كذلك يتبين لنا مما تقدم أن هذه الشخصية التي حملت اكثر من حجمها فنسبت لها صفات الشجاعة والتسامح بشكل اسطوري ليست إلا شخصية انتهازية مراوغة لا تتوانى عن فعل الخيانة اذا تطلبت المصلحة الشخصية ذلك..
#مكسيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام صنع في الأرض
المزيد.....
-
حاول تثبيتها فسقطت منه في البحر.. شاهد ما التقطته كاميرا تحت
...
-
علماء يكتشفون سببًا محتملًا لإعادة بناء نصب -ستونهنج- قبل آل
...
-
أحبّها بعمق.. قد يصدمك ما فعله رجل ليبقى بقرب حبيبته
-
فيديو يظهر محاولة اقتحام سجن مكسيكي بعد أعمال شغب دامية.. شا
...
-
-العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد أقل حدة مما كان متوقع
...
-
آلاف السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين في الجمعة الثانية بعد
...
-
إل ألتو البوليفية: -المنازل الانتحارية- مهددة بالانهيار والس
...
-
فنلندا تجدد رفضها فتح الحدود مع روسيا
-
ليبيا.. ضبط شبكة نشطت في تصنيع وبيع الخمور المغشوشة في بنغاز
...
-
مصر تدين اعتداء الدهس في ألمانيا وتؤكد رفضها كل أشكال الإرها
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|