أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - من صفعة نجاد إلى صفعة حماس..!؟














المزيد.....

من صفعة نجاد إلى صفعة حماس..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكتف الرئيس الإيراني المنتخب ديموقراطياً بتوجيه رسائل التحدي للإدارة الأمريكية من طهران بل عمد منذ أيام إلى توجيه صفعة مباشرة وصريحة من دمشق.
لقد شدد الرئيس نجاد على دعم إيران للمواقف السورية الممانعة للسياسة الأمريكية في المنطقة، ثم اجتمع مع حزب الله وبعض فصائل الرفض الفلسطيني لتنسيق وتفعيل مقاومة السياسات الأمريكية الإسرائيلية على الأرض.!
وكانت الإدارة الأمريكية قد تلقت قبل ذلك نصف صفعة إسلامية مصرية من خلال انتخابات مجلس الشعب المصري الأخيرة ومن ثم صفعة عراقية كاملة حين أسفرت الانتخابات الديموقراطية الأخيرة عن فوز الكيانات الدينية الإسلامية بغالبية مقاعد المجلس الجديد، ثم جاءت الصفعة الجديدة بفوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي في فلسطين المحررة ومن غير أدنى شك تعتبر هذه الصفعة الأقوى في سلسلة الصفعات التي وجهت بالتتالي للإدارة الأمريكية الممعنة في غباءها السياسي الذي كان واضحاً أشد الوضوح في كل ما قامت به بعد سقوط النظام العراقي وقد كتبنا عن ذلك في حينه.
إنه غباء القوة الذي كان سمة مشتركة بين جميع الإمبراطوريات عبر التاريخ وقد كان مآلها واحداً وسقوطها جامعاً.! واليوم يبدو أن الإمبراطورية الأمريكية تمشي نحو نفس المصير لكن قبل أن توطد ذاتها كما يشتهي بعض سياسييها الحمقى.!
لقد تخلت الإدارة الأمريكية عن الرمز الفلسطيني - ياسر عرفات – في لحظة تاريخية وفرت واحدة من أهم مرتكزات الحل السلمي لقضية الشعب الفلسطيني التي كانت وستبقى قضية تشغل الشعوب العربية كافة،أعني في هذا المرتكز قيامة الدولة الفلسطينية حيث لم تدفع أمريكا نحو إعلانها تناغماً مع حكام تل أبيب، وكان طبيعياً أن تتوقد روح المقاومة إثر ذلك، وأن تتوسع حركة حماس بشكل خاص أفقياً وأن تعِّمد مصداقيتها بالتضحيات اليومية التي قدمتها ولم يبخل قادتها بأنفسهم فسقط عددٌ كبيرٌ منهم شهداء في حين كانت سياسات الحكومة الإسرائيلية الأمريكية تنقل قيادة السلطة الفتحاوية من فشل إلى فشل ليصل المشهد بكل سلاسة إلى فوز حركة دينية تقف بالضد من كل ما يجري وليبدأ اختبار عملي لما تطرحه من شعارات إسلامية و سيكون الناخبون من الشعب الفلسطيني أمام مسؤوليتهم المباشرة في خيارهم هذا.
ما حدث في فلسطين ليس خيبة أمل في مسار التحول الديموقراطي في المنطقة بل على العكس من ذلك إذ أنه سيضع لأول مرة أصحاب الأيديولوجية الدينية في واجهة المسرح السياسي واختبار كفاءتهم في التعامل مع الآخرين في عالم لا تحتكم فيه الدول للأديان في تعاملاتها وعلاقاتها.. وهو من جانب أخر سيضع البنى المجتمعية المتدينة أمام مسؤولياتها فتتحمل نتائج خياراتها القائمة على أساس الدين والشعارات الدينية التي تبقى في حقيقة الأمر ملاذاً للخائبين واليائسين من سياسات الأحزاب الأخرى.! إن ما حدث ليس مفاجئاً بأية مقاييس، وهو ما كان سيحصل في أي بلد عربي أخر لو أتيح فيه فرصة الخيار أمام شعبه، غير أن الأمور قد تنقلب كلياً بعد هذه التجربة الحيوية التي وضعت مشايخ حماس أمام استحقاقات سيفرغ أي نجاح في مواجهتها كل شعاراتهم الإسلامية من محتواها وذلك لأن مواجهة هذه الاستحقاقات يتطلب من حركة حماس التحول البرنامجي الكامل وعلى الأخص التحول في فهمها الاستراتيجي، ومن نافل القول: إن مثل هذا التحول سيعني بالضرورة تخليهم عن مجمل رؤيتهم الدينية لقضية الصراع مع العدو المحتل تلك الرؤية التي خاطبت من خلالها عواطف الناس ومشاعرهم الدينية وليس عقولهم..! وسيكتشف الفلسطينيون لاحقاً أنهم قد لا يربحون باندفاعهم وراء الشعارات الدينية أكثر من تعميم لبس الحجاب على نسائهم.! وربما بعد أن يكونوا قد خسروا أربع سنوات أخرى يعيدون النظر في خيارهم هذا مثلما سيكون مفروضاً على أمريكا إعادة النظر بمجمل سياساتها في المنطقة وبخاصة ما تعلق منها بدولة إسرائيل.. هذا إذا رغبت الإدارة الأمريكية في تجنب المزيد من الصفعات ( الديموقراطية ) ..!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملوخية: طريقنا إلى الجنة..!؟
- جفاف الروح..!؟
- أول الغيث..!؟
- اللبننة المستحيلة والحرب الممكنة..!؟
- حكومة النكاشين..!؟
- الأكراد الأشقياء..!؟
- ماهية الخشونة في شعارات ( الناعمة ).!؟
- المعارضة الأوناسيسية.. والمعارضة الافلاسية.!؟
- خدام.. والاستمرارية السورية.!؟
- في المشهد السياسي السوري: انتهاء صلاحية .. ومخاض عسير..!؟
- عن كلِّ شيء.. وأشياء أخرى..!؟
- والروبوت كاذباً ..!؟
- ألتيكو الكتاب العرب والعيون الثلاثة
- حالة انشقاق..!؟
- حزب يبحث عن قاعدة
- تضامناً مع المصلحة العامة وليس مع إبراهيم اليوسف
- الدستور العراقي ومناحة القوميين العرب
- الحراك الشعبي أمُّ المؤتمرات
- الروبوت كاتباً
- البنية المجتمعية للإرهاب


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - من صفعة نجاد إلى صفعة حماس..!؟