إبراهيم مشارة
الحوار المتمدن-العدد: 5516 - 2017 / 5 / 10 - 01:48
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
شهر ماي (أيار) هو الشهر الذي يحتفي فيه العمال بعيدهم،وله ذكر في شعرنا فالمعري الكفيف ذكره:
تشتاق أيار نفوس الورى :وإنما الشوق إلى ورده
حتى الشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم إبراهيم طوقان سماه شهر الكرامات في قصيدة مشهورة
محذوفة من الديوان لا تقرا إلا على النت ، حقا لقد أحسنوا اختيار العيد في شهر ماي فوحدها الطبيعة تعرف قدر العامل البسيط فيتفتح قلبها له وردا وتنفحه بشذاه.
العامل البسيط هو حقا من يقدم أهم الخدمات ولولاها عدمت الحياة كذلك حال عامل النظافة ، وحارس المدرسة والمعلم ، والحداد والإسكافي والراعي وغيرهم أولئك البسطاء الذين يهبوننا أعمارهم وجهودهم وعرقهم مقبل مبلغ مادي لا يسد رمقا، أوليس العامل البسيط الذي يربي أطفاله ويعلمهم يستحق أرقى الجوائز؟ يحرم نفسه ليشبع أطفاله ويجوع ليشبعوا ويدخر القليل لتعليمهم أليست هذه بطولة تستحق الاحترام والإكبار؟
ماجدوى ثقافة الصالونات الأدبية والأيدي الناعمة بتعبير توفيق الحكيم وما جدوى كثير مما يكتب ويطبع في عالمنا العربي ما دادم لا يغير؟
ليس في العالم العدل فمن يجد ويكدلا يجني إلا القليل وتذهب الثروة إلى من لا يعرق عليها ولا يجوع ويعرى.
من المهم تنمية ثقافة الكفاح والوعي والتضامن بين العمال والنقابات والمثقفين الذين لابد لهم من الالتزام بقيم العدل والمساواة والحرية لجميع الناس .
تحيةمن القلب إلى كادحي عالمنا العربي والثالث وامتنان كبير لمجهوداتهم وعطائهم طيلة مسار حياتهم وكثير منهم يلقى حتفه في عمله.
ولا اجد أبلغ من تعبير الشاعر المهجري
شفيق المعلوف الذي امتد عطفه على الفلاح ورأى على جيبنه النور ولم يره على جبين السلطان:
وفى الحياة ديونـــها
كرما وما وفيت ديونه
عرق الجهاد همى على
عينيه فانطبقت جفونه
هلا نظرت جبيـــنه
كم فيه لؤلؤة تزيـنه
ضنت عليه بالدمــوع
عيونه فبكى جبــينه
من مساوئ ثقافتنا العربية القديمة أنها ثقافة سلطان وحاشية حتى في تدوين التاريخ إنه تأريخ لحياة الملوك والسلاطين وجواريهم وحتى المثقفين الذين كانوا يحوط الملوك بهم أنفسهم بعضهم من مثقفي السلطة، وتغيب في كتبهم التاريخية حياة الشعب إنها ثقافة المركز والهامش.
#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟