فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 5515 - 2017 / 5 / 9 - 23:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتحمل من يملك السلطة وبيده دفة الحكم المسؤولية عن الازمة التي تعصف بالبلاد ومن قدم الوعود وقال ان بامكانه حل معضلات البطالة والتنمية مسؤول عن اخفاقاته وتتساوى في ذلك الحكومات المتعاقبة كما المعارضة البرلمانية التى هى من جنسها من حيث خياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لقد فشل هؤلاء كلهم في الامتحان مما جعل الازمة تتفاقم وتتحول الى وحش كاسر يفتك ليس بالمحكومين وحدهم بل بالحكام ايضا وهذا الوحش الكاسر الذي يصول ويجول الان متنقلا من جهة الى جهة ومن وزارة الى وزارة سيبسط جناحية في لحظة ما على البلاد بأسرها ووقتها لا مهرب منه ولا فكاك من مخالبه ويمكن ان يقدم البلاد على طبق من ذهب الى الاستعمار المباشر والإرهاب التكفيري كما يمكن ان يترك الساحة لكي يتحكم الشعب بمصيره محققا السيادة الكاملة على الوطن والتسيير الديمقراطي الفعلي للحكم فضلا عن التوزيع العادل للثروات ، ويخضع فرض هذا الحل أو ذاك الى موازين القوى بين القوى المتصارعة .
في ظل هذا الوضع يطرح سؤال ما العمل ؟ واذا نظرنا الى الاجوبة المقدمة من طرف السلطة والمعارضة البرلمانية فإننا نلاحظ انها مكررة فعندما واجهت الحكومات السابقة نفس المصير جرى الحديث عن انتخابات سابقة لأوانها وتشكلت حكومة كفاءات وحدثت تغيرات هنا وهناك في مظاهر النظام السياسي ولكن دون نجاح يذكر في التغلب على الأزمة فقد ظلت الأوضاع على حالها بل ازدادت تدهورا مع مرور الوقت .
ويعود ذلك الاخفاق الى سبب جوهري وهو عدم تنفيذ شعارات الانتفاضة التونسية التى تحوم في مجملها حول تغيير جذري لنظام بن على في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وغيرها فذلك النظام هو نفسه الذي يحكم تونس الآن وان فقد رأسه . ومن هنا فانه لا فائدة ترجى من تلك الحلول فقد ثبت فشلها وعليه ينبغى التوجه رئيسيا الى قلب المشكلة تمحيصا وتحليلا ومن ثمة حلا وتنفيذا ، أى وضع مهام الانتفاضة التونسية موضع التنفيذ والكف عن التظاهر بالوفاء اليها بينما يحدث واقعيا عكس ذلك وهذا ما لا يمكن أن يحصل دون انخراط المنتفضين أنفسهم في حل الأزمة بما يستدعيه ذلك من اطلاق موجة واسعة من النقاش الفكري والسياسي المنظم بعناية على النحو الذي تدرك معه كل قوى من قوى الشعب ما لها وما عليها لإنقاذ الوطن من الكارثة المحدقة قبل فوات الأوان.
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟