أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لاوند ميركو - اغتصاب الهيمنه للحضارات الشرقية














المزيد.....

اغتصاب الهيمنه للحضارات الشرقية


لاوند ميركو

الحوار المتمدن-العدد: 5515 - 2017 / 5 / 9 - 17:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يقول الروائي الأمريكي « دان براون » في مقدمة روايته الرمز المفقود المعنونة بالتعاليم السرية لجميع العصور ..إن العيش من دون إدراك معنى العالم هو أشبه بالتجول في مكتبة عظيمه من دون لمس الكتب..وهو مايعني أن تناول تاريخ الهيمنات فقط كتاريخ بشري ليس كاملا مالم يتم تناول تاريخ الهيمنة وما قبل الهيمنة لفهم وادراك المعنى الحقيقي للتطور البشري تاريخيا حيث ينقل إلينا التاريخ صفحات لاتحصى من شتى أنواع الحضارات وأشكالها عبر العصور البشرية السحيقة وما رافقها من أحداث وتطورات مفصلية وهامة لعبت يوما ما دورا معينا في مجرى تطور العلاقات المجتمعية والأحداث المرافقة في غابر الأزمان سواء وصلت إلينا من خلال الميثولوجيات القديمة أو من خلال الإرث الثقافي الموروث من الحضارات القديمة والتي عثر عليها نتيجة البحث والتنقيب من قبل علماء الآركيولوجيا والمستشرقين على حد سواء في اللقى الأثرية والألواح المنقوشه بعد فك شيفرتها سواء المسمارية منها في الهلال الذهبي أو الهيروغليفية في وادي النيل والتي أماطت اللثام عن الغموض الذي رافق تلك المراحل قبل القرن العشرين.
الحديث هنا لابد وأن يتمحور على الألفية الرابعة قبل الميلاد أي الفترة الزمنية ماقبل ظهور الفراعنه في بلاد النيل وما قبل ظهور السومريين في ميزوبوتاميا أو بلاد الرافدين حيث وعلى سبيل المثال ترجح الدكتورة « كولييت شيلان » الفرنسية في مقدمة كتابها عن الفلسفة الأيونيه أن تطور المجتمع اليوناني والمصري جاء على أنقاض حضارة وفلسفة ميزوبوتاميا التي شكلت أساسا متينا لقيام الحضارتين العريقتين ، ولكن محاكاة بسيطة ضمن العقل والمنطق واستنادا إلى الكثير من الآثار المستخرجة في المنطقة قد يدحض هذا التوجه لاسيما إذا استطعنا تسليط الضوء على تطور شعوب « النقاده » في جنوب مصر الحالية وحضارة «البداري » في دلتا النيل وشمال مصر .
القصد من هذا الكلام وبشكل منطقي لايقبل الشك من أن هيمنة سارغون الأكادي كانت لن تكون لو لم يسبقها تاريخ لمجتمعات متطورة تمأسست عليها هيمنة سارغون وفي مصر فإن مينا الفرعون الأول في الأسرة الأولى لم يكن بإمكانه توحيد حضارات النيل في شكل مترابط لو لم تكن شعوب النقاده على مستوى رفيع من التطور حيث تفيد المكتشفات الأثرية أنهم أسسوا للرموز الهيروغليفية التي تجوزت ال ٥٠٠ رمز وشكل ومارسوا أشكالا مطورة من الزراعة والصناعه تأسست عليها بالمجمل حضارة الفراعنة وهي ماتسمى بمصر القديمة قبل أكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد.
وعندما نقول شعوب النقادة فإننا نتحدث بصيغة الجمع أي مجموعه من الشعوب المتعددة الأعراق والآلهات أو المجتمعات الوثنية وفيها بذور للديمقراطية الطبيعية التي طورتها الفلسفة اليونانية فيما بعد ونسبتها لنفسها وانتقلت منها إلى روما في عصور لاحقه أما العرب فقد دخلوا تاريخ الحضارات متأخرين وبشكل خاص بعد الدعوة المحمدية / الإسلام / في مكة المكرمة.
مايثير الإنتباه هنا أن جميع المجتمعات المتعددة القديمة بشكل خاص قد طورت أنظمتها الإدارية بشكل مشترك سماها كارل ماركس بالمشاعية البدائية حيث غطاها بطابع همجي متخلف رغم أنها تكاد تكون عكس ذلك تماما فيها توازن بالأدوار بين عناصر المجتمع / الذكر _ الأنثى/ حتى وصول مراحل الهيمنة والتي طغت فيها العقلية الذكورية وقمعت فيها العقلية الأنثوية ليتم اضطهاد المرأة حتى يومنا هذا.
وقد جاء في تعاليم بتاح حتب عام ٢٤١٤ ق م في الصفحة ١٠٧ أن المرأة ذات القلب السعيد تجلب التوازن ...ما يؤكد الخلل الذي أحدثته سيطرة الذهنيات الذكورية على المجتمعات جالبة معها حروب دموية مدمرة نشهدها حتى يومنا الحالي بحيث محال أن تبني العقليه الأحادية حضارة بشرية لوحدها .
فمصر للمصريين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم، وسوريا للسوريين بتعدديتهم المجتمعيه ، والعراق للعراقيين بنفس القياس وهكذ..
البحث في التاريخ يؤكد أن الإقصاء والتهميش والنزعه الفردية في مجتمع ما يؤدي إلى خلل في بنية ذلك المجتمع وتركيبته النزعة القوموية مثلا أو عدم قبول الآخر عقائديا بمعنى التمييز بين البشر حسب العرق واللون واللغة والإنتماء وما شابه من ما سمي بعوامل تشكل الأمم .
العودة إلى الجذور يصحح مسار الفروع ويبني حضارة الإنسان.



#لاوند_ميركو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط يتجه نحو الجحيم والمركز _ سوريا
- أبي الدرداء
- الحياة والموت
- بشر بشر
- عاشقة الصمت البعيدة
- رجب طيب أردوغان وظلاله
- اللعنة السورية
- سقوط جمهوريات الخوف وممالكها
- الواقع العربي بين العقل واللاعقل
- الاخوان المسلمين _أكبر أكذوبة في التاريخ المعاصر
- المفهوم القومي في الإرث الثقافي للشرق الأوسط
- الأكراد في أزمة الشرق
- الاسلام المفخخ ينحر الأقباط


المزيد.....




- بعد احتجاجات دامية.. رئيس كينيا يسحب مشروع قانون لزيادة الضر ...
- بن غفير: تقليص مخصصات الطعام للأسرى الفلسطينيين للحد الأدنى ...
- شعب داغستان يتوحد ضد الإرهاب
- لماذا نشعر بالألم عندما يرفضنا الآخرون؟ إليك 5 خطوات لتخطي م ...
- الجنائية الدولية تدين إسلاميا متشددا بارتكاب فظائع في مالي
- دراسة: نصف السكان في ست دول عربية يعانون من الخمول البدني
- غالانت ينتقد نتنياهو خلال لقاء سوليفان: نحل الخلافات في الغر ...
- الفساد في أوكرانيا يثير توترات بين واشنطن وكييف
- تونس.. وفاة عسكري في إطلاق نار مباغت على دورية عسكرية في رم ...
- زيلينسكي يوقع قانونا يجعل الإنجليزية لغة للتواصل الدولي في أ ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لاوند ميركو - اغتصاب الهيمنه للحضارات الشرقية