طارق محمد سلايمة
الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 10:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مما لاشك فيه أن الرجم ( رجم الجمرات ) أصبحت مشكلة تؤرق المسلمين والقائمين على الأمر الديني على حد سواء ، ويحاول أصحاب الشأن أن يضعوا الحلول المناسبة من أن أجل أن لا تستمر هذه " الشعيرة " في هلاك المئات من الحجاج في كل عام .....
ومع أن الحج قد عرف عند القبائل العربية من قبل مجيء الإسلام ، إلا انه لم تذكر لنا الروايات قيام تلك الأقوام بعملية الرجم التي يقوم بها الحجاج المسلمون ،
وقد استند المسلمون على تطبيق هذه الشعيرة على استرجاع ذكرى صراع الشيطان مع سيدنا إبراهيم وهو يهم بالدخول إلى مكة ، حيث تمكن أخيراً من النصر على الشيطان ودخل مكة المكرمة ....
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل لو أن الشيطان لعنه الله لم يتصدى لسيدنا إبراهيم ، فهل كان سيدنا إبراهيم سيتصدى للشيطان عندها ، أم أمه كان سيستمر في طريقه معرضاً عن الشيطان ومتجاهلاً وجوده أصلاً ؟؟
إن قرآننا الذي هو بينة الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى ، يدعونا أن نعرض عن الجاهلين وندع أذاهم وأن لا نكون للخائنين خصوما ، فبالتالي لا بد أن سيدنا إبراهيم لم يكن ليعترض طريق الشيطان الرجيم لو لم يتعرض له الشيطان بداية ...
وبالتالي فإن القيام الحجاج برجم " النصب للتذكارية " للشيطان بالحصى أو بالشباشب ، حتى وإن كانت إحياء لفعل سيدنا إبراهيم ، لكنها مخالفة كتابية واضحة ، لأنه حتى ولو قام الشيطان بالتصدي لسيدنا إبراهيم في حينه ، فالشيطان لم يعترض طريقنا نحن ونحن قادمون من مزدلفة ، فلماذا نرجمه ، أليس يكفي أن نتخذه عدواً كما أمرنا الله ونستعيذ بالله منه أن يجعلنا من المحضرين الخاسرين .
ووجود نصب تذكاري دائم له في منى أو غيرها تجعل الأمر وكأنها موطناً دائماً له ، وبالتالي فإن المبيت في منى من أجل ذلك لا أساس له ولم يأمرنا به الله ورسوله ولا يرضى به المؤمنون حتماً ...
فهل وصلت الفكرة
أرجو ذلك .....
#طارق_محمد_سلايمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟