أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رائد محمد نوري - انْطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبْنانَ (2) متحفُ الحياةِ البحْريّةِ والبرّيّةِ في جعيتةَ














المزيد.....

انْطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبْنانَ (2) متحفُ الحياةِ البحْريّةِ والبرّيّةِ في جعيتةَ


رائد محمد نوري

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 01:22
المحور: سيرة ذاتية
    


يقعُ في جعيتةَ قريباً من مغارتِها الطَّبيعيّةِ العجيبةِ معلمانِ سياحيّانِ آخرانِ جميلانِ هما :- متحفـُ المشاهيرِ ، ومتحفـُ الحياةِ البحريّةِ والبرّيّةِ .
ربّما أكتبُ لاحقاً عن متحفِ المشاهيرِ ، لكنـّني اليومَ شغوفـٌ بالكتابةِ عن متحفِ الحياةِ البحريّةِ والبرّيّةِ ؛ لأنـّهُ –حسب ظنـّي يشكّلُ أعجوبةـَ تحدٍّ بشريٍّ لبنانيٍّ خلّاقٍ *
تأسّسَ المتحفـُ على يدِ طبيبِ الأسنانِ د. جمال يونس في صورٍ جنوبَ لبنانَ عامَ 2002 ، ثمَّ انتقلَ في عامِ 2015 ليستقرَّ على قمةِ جبلٍ في جعيتةَ شمالَ بيروتـَ .
يدخلُ السّائحُ المتحفـَ من فمِ القرشِ العملاقِ وينحدرُ ثلاثةـَ عشرَ متراً تحتـَ قمّةِ الجبلِ إلى حيثـُ المغارةـُ الصّناعيّةـُ التي تتكوّنـُ من ستـِّ حجراتٍ – مغاورَ – تضمُّ أكثرَ من 2000 نوعاً من الكائناتِ البحريّةِ والبرّيّةِ المحنـَّطةِ التي عرفـَتْها البيئةـُ اللّبنانيّةـُ والمنطقةـُ ، وتضمُّ – كذلكَ - بعضَ الكائناتِ الأخرى من بقيّةِ أنحاءِ العالمِ . في المغارةِ –أيضاً – مجموعةـُ أصْدافٍ نادرةٍ وأحجارٌ ثمينةـٌ وأخرى شبهُ ثمينةٍ في صورتِها الخامِّ ، هذا فضلاً عنْ مجسّماتٍ لأشجارٍ ولسمكةِ قرشٍ عملاقةٍ وسفينةٍ حربيّةٍ فينيقيّةٍ .
حرصَ صاحبُ المتحفِ على تزويدِ متحفِهِ بمرافقـَ خدميّةٍ وترفيهيّةٍ ، ففيه مطعمٌ و 7 شاليهاتٍ ومحال لبيع التـِّذكاراتِ .
يذكرُ الإعلامُ أنـَّ المتحفـَ ينفردُ بثلاثةِ أرقامٍ قياسيّةٍ هي :-
1 أكبرُ مجسّمٍ لسفينةٍ حربيّةٍ فينيقيّةٍ عملاقةٍ بطولِ 40 متراً وارتفاعِ 7 أمتارٍ .
2 أكبرُ مجسّمٍ للقرشِ الأبيضِ بطولِ 35 متراً وارتفاعِ 5 أمتارٍ .
3 أكبرُ مغارةٍ صناعيّةٍ محفورةٍ داخلَ الجبلِ ؛ تحتوي على كلِّ موجوداتِ المتحفِ بمساحةٍ تزيد على 4500 مترٍ مربّعٍ *
يخبرُنا التـّأريخـُ أنـَّ الفينيقيينـَ –جدودَ اللّبْنانيينـَ الذينـَ علَّمُوا البشريّةـَ الأبجديّةـَ - امْتلكُوا قلوباً حرـّةـً شجاعةـً محبـّةً للحياةِ ، وأرْواحاً شغوفةـً بالتـَّحدّي والمغامرةِ ، لا المقامرةِ .
اسْتـَهواهمْ البحْرُ الأبْيضـُ المتوسّطُ فمخرُوا عبابَهُ بسفنِهمْ الحربيّةِ والتـِّجاريّةِ مدفوعينـَ برغْبةٍ عارمةٍ للاكتشافِ والمعرفةِ ، لا بل هيمنَتْ سفنـُهمْ عليهِ حتـّى صارَ يسمّى في بعضِ فتراتِ التـّأريخِ باسمِهمْ :- (بحْرُ فينيقيا ذو العظمةِ ) .
ترى ، أيحقـُّ لنا القولُ :- للفينيقيينـّ يرجعُ فضلُ بذرِ بذرةِ البرجوازيّةِ الأولى في تأريخِ المجتمعِ الإنسانيِّ ؟!
ربَّما .
ورثـّ جمالُ يونسُ جُدودَهُ الفينيقيينـَ . مارسَ في مدينتِهِ الجنوبيّةِ صورٍ رياضةـَ الغطسِ ، فكانـَ على تمّاسٍّ معَ البحرِ وسحرِهِ وجاذبيّةِ كائناتٍهِ الحيّةِ . رغبَ في أنْ تظلَّ كائناتـُ البحرِ السّاحرةـُ معَهُ ، وأنْ يظلَّ معَها .
حقـَّقـَتـِ المصادفةـُ رغبتـَهُ . درسَ يونسُ في ثمانينيّاتِ القرنِ الماضي طبَّ الأسنانِ في رومانيا ، وفي أثناءِ دروسِ التـَّشريحِ كانـَ عليهِ الحفاظـَ على الأعضاءِ المشرّحةِ سليمةـً ، فاكتشفـَ بذلكَ التـّحنيطَ الذي أتاحَ لهُ أنْ يكونـَ قريباً من الأحياءِ البحريّةِ التي أحبَّ ، وشـُغفـَ بها .
مارسَ يونسُ بعدَ عودتِهِ إلى صورٍ هوايتـَهُ الجديدةـَ ، فكانـَ يحنـِّطُ الكائناتِ البحريّةـَ التي يصطادُها أو التي يشتريها من الصّيّادينـَ ليحنـّطَها . الهوايةـُ تطوَّرَتـْ ، فصارَ الطّبيبُ الشـّغوفـُ بتحنيطِ الكائناتِ البحريّةِ النـّافقةِ يحنـّطُ كائناتٍ برّيّةـً تهدى إليهِ أو يشتريها منـَ الصَّيّادينـَ . ملأَتـْ الكائناتـُ المحنـّطةـُ بيتـَهُ وعيادتـَهُ ، فكانـَ يهدي أصدقاءَهُ ومرضاهُ بعضاً منها .
في عامِ 2001 ، وفي أثناءِ الاحتفالِ بصورٍ عاصمةـً للسّياحةِ العربيّةِ ، قدَّمَ يونسُ للنـّاسِ شيئاً منـَ البيئةِ الطّبيعيّةِ للبنانـَ والمنْطقةِ في مجموعةٍ تضمُّ أكثرَ من 500 كائنٍ محنـّطٍ للاشتراكِ في معرضٍ يقامُ بالمناسبةِ . فكانـّتـْ مجموعتـُهُ هذهِ النـَّواةـَ لمتـْحفِهِ الذي تأسّسَ في صورٍ عام 2002 ، ثمَّ انْتقلَ في عامِ 2015 لجعيتةـَ *
يستعمل يونس الطّريقةـَ الفرعونيّةـَ في التـَّحنيطِ ، إلّا أنـَّ فرادةـَ تجربتِهِ ، وتميّزـَهُ يكمنانِ في تحدّي تحنيطِ الكائناتِ البحريّةِ من أسماكٍ ورخويّاتٍ ! . فمنـَ المعروفِ أنـَّ لهذهِ الكائناتِ جلوداً وأجساماً تجعلُها عصيّةـً على التـَّحنيطِ وفقـَ الطّريقةِ الفرعونيّةِ التي يفْرغـَ المحنـِّطُ فيها جسمَ الكائنِ المحنـَّطِ منْ أعْضائهِ الدّاخليّةِ ، ويبْقي على اللّحمِ والعظمِ .
شغفـُ يونسَ بالبحرِ في صورٍ ، وبكائناتِهِ الجميلةِ جعلَهُ يحاولُ ويحاولُ حتى تكلّلَتْ محاولاتـُهُ بالنـَّجاحِ ، الأمرُ الذي دعا مؤسسةـَ ناشنالجيوكرافك تثمّنـُ عملَهُ ، وتوجّهُ لهُ شهادةـَ تقديرٍ وتميّزٍ كونُهُ أوّلَ منْ حنـَّطَ الكائناتِ البحريّةِ *
لماذا أرى في تجربةِ د. جمال يونس أعجوبةً لبنانيّةً خلّاقةـً ؟!
هي أعجوبةـٌ لبْنانيّةـٌ خلّاقةـٌ ؛ لأنـَّ روحَ يونسَ الفينيقيّةـَ البرجوازيّةـَ الحرّةـَ قبلَتْ التـَّحدّي ، فحوّلَتِ الشـَّغفـَ بالبحرِ وكائناتِهِ إلى هوايةٍ ، ثمَّ حوّلَتْ - بشيءٍ منـَ المغامرةِ والقروضِ ودعمِ الأصدقاءِ - الهوايةـَ إلى متحفٍ يحفظـُ للبنانـَ والمنْطقةِ شيئاً مهمّاً من ذاكرتِهما الطَّبيعيّةِ ، ويضيفـُ لخارطةِ لبْنانَ السّياحيّةِ معْلماً سياحيّاً يسعى لأنْ يكونـَ لزائريهِ مصْدرَ متْعةٍ وفائدةٍ وإلهامٍ *




بغداد :-
مساء الجمعة 5-5-2017



#رائد_محمد_نوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبنانَ :- ( 1 ) لبنانُ الحلمُ
- عتاب
- الجنَّةُ ممكنةٌ على أرْضِنا
- هكذا تنتهي ، هكذا أبدأ ..
- البرجوازية الأوربية في ألف ليلة وليلة من 1704 - 1885
- .......هذا المَساءَ
- سدُّ الموْصلِ والطّوفانُ المُتَرَقَّبُ!
- يا سُلافُ
- خرافةُ الفِرْقَةِ النّاجية
- الخُرافَةُ الحِسّيّة
- صِفَةُ الفَتاةِ
- دعوةٌ للعدوانِ والقتلِ على الهويَّةِ
- إِلى اللَّطّامَة
- هكَذا تَنْتَهي، هكَذا أَبْدَأُ..
- بَعيداً عَنْ دارَةِ جُلْجُلِ
- الحديقَةُ قُبالَةَ دارتي 1
- بَيانٌ مُقْتَضبٌ
- بَنَفْسَجتانِ
- (العباديُّ) ليسَ حرّاً
- عن حديثة والبغدادي وصباح الكرحوت


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رائد محمد نوري - انْطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبْنانَ (2) متحفُ الحياةِ البحْريّةِ والبرّيّةِ في جعيتةَ