نص كلمة زعيم الحزب الاشتراكي الهولندي في مظاهرات امستردام المناهضة للحرب ضد العراق- 15 شباط 2003

جعفر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 402 - 2003 / 2 / 19 - 03:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

الترجمة عن الهولندية: جعفر الزبيدي
 
في يوم السبت 15 شباط الجاري انطلقت مظاهرة في امستردام مناهضة للحرب الامريكية ضد العراق. ضمت هذه المظاهرة عددا تراوح بين الستين الف الىالسبعين الف شخص حسب التقديرات الرسمية. كان احد ابرز منظمي و قادة هذه المظاهره السيد يان مراينسن زعيم الحزب الاشتراكي الهولندي. و الذي القى كلمة قصيرة و معبرة نورد ادناه ترجمة لها. و مما له دلالته ان السيد يان مراينسن قد طالب في اليوم السابق للمظاهرة , الحكومة الهولندية للايعاز الى السفير الهولندي في ايطاليا لمطالبة الحكومة الايطالية بأصدار مذكرة القاء قبض على طارق عزيز كمجرم حرب و الذي يزور ايطاليا في هذه الايام.
للاسف يختلط الامر على البعض فيعتقد ان معارضة الحرب تؤدي بالضرورة الى تأييد حكم صدام الدكتاتوري. واكثر ضحايا هذا الاعتقاد الساذج هم من الاخوة العرب الذين يعتقدون ان كراهية الولايات المتحدة يجب ان تمر عبر بوابة تأييد نظام صدام حسين.و بالطبع لا اشير هنا الى مرتزقة النظام و منتفعيه مدفوعي الاجر.
العالم كله قلق على العراق و شعب العراق الا حثالات الزمن الرديء من ابناء العوجة الذين يصعب عليهم فهم المشاعر النبيلة التي عبر عنها ملايين البشر في كل ارجاء العالم تظامناً مع الشعب العراقي.

نص الكلمة
اعزائي...
في السادس و العشرين من اكتوبر الماضي و قف الكثير منكم هنا ايضاً. انه شيء رائع ان تكونوا هنا مرة اخرى. لكني اود ان ارحب بشكل خاص بالذين انظموا حديثاً بهذا التحرك المعارض.مرحباً ,مرحباً...
ان الدرع البشري المناهض للحرب ينمو و يزداد...هنا و في مناطق اخرى.مظاهرات تعم العالم في عطلة نهاية الاسبوع هذه, حيث يقف حوالي عشرة ملايين انسان ضد الحرب و مع السلام.
ان هذا لم يحدث ابدا بعد المظاهرات المناهضة للحرب ضد الفيتنام.انتم تكتبون التاريخ في هذا اليوم.
ان المساندين لخيار الحرب يزعمون اننا ندعم صدام حسين. هذا الزعم ماهو الا عار. نحن ندين حكومة صدام حسين. تعالوا لننظر برهة في الحقائق.
من هو الذي دعم عمليا صدام حسين و سلحه,خلال حوالي الثلاثين سنة من حكمه الدكتاتوري, و خلال حر به ضد ايران؟
الصحيح , انهم جميع الاعضاء الدائمين في مجلس الامن. لانهم كانت لهم مصالح في ذلك. لقد صنعوا الوحش الذي يريدون مكافحته بالعنف, وبأي ثمن.
أعزائي ...
اننا نرفض حرب بوش و بلير و بالكنندة(رئيس وزراء هولندا الحالي-المترجم)!
لان ظاهرة الحرب الوقائية (و هل هي وقائية فعلاً؟) خطيرة جداً.ان كل بلد يمكن ان يتذرع في اية لحظة بالحرب الوقائية.
لان تقرير بليكس و البرادعي أمس بين ايضاً بأن العراق في هذه اللحظة لايشكل خطرا محدقاً بالمنطقة.
لان بليكس اوضح ايضاً بأن ادعاءات باول في الاسبوع الماضي لا تشكل بأي وجه دليل على شيء.
لان ذلك يعني ان لامبرر للحرب, و لكن لتفرض الولايات المتحدة هيمنتها على المنطقة. و بالارتباط بشكل خاص بالمصالح الاستراتيجية النفطية في هذه المنطقة.
اننا نقول لا دماء من اجل النفط.
لان شعب العراق قد عانى كثيرا:
من دكتاتورية صدام حسين, و من حربين كبيرتين و من عشر سنوات حصار اقتصادي. و حسب الامم المتحدة فان الملايين فقدوا حياتهم نتيجة ذلك.
الان مصادر الامم المتحدة حذرت من احتمال سقوط نصف مليون قتيل و جريح. الكثير سيقع فريسة الجوع و الامراض المعدية . و مليون و نصف انسان سيضطر للهروب , و لذلك نحن ضد حرب الباءات الثلاثة( بوش وبلير و بالكنندة- المترجم).
لان الولايات المتحدة لاتريد تسليم مقاليد الامور الى المعارضة العراقية بل تريد فرض حكومة احتلال.
لان المنطقة تسير بأتجاه مخاطرة كبيرة و لانه لا يوجد ضمانة ببقاء الحرب محصورة بالعراق.
لان الاحباط لدى شعوب المنطقة سيزداد اكثر. الاحباط الذي يتغذى يومياً من خلال الرفض الاسرائيلي لحق الفلسطنيين بالحياة الطبيعية. لم تصدر الولايات المتحدة اية اشارة تدعوا فيها شارون للانضباط.
الان الحرب ضد العراق ستضعف الحملة العالمية لمكافحة الارهاب كما أشار الى ذلك شرويدر. هل الحرب الحالية ضد الارهاب قد انتصرت؟
افغانستان- باستثناء العاصمة كابل- مازالت الى الان ساحة حرب, و العون الى الشعب الافغاني لم يصل الى الان. لم ينالو بعد من اسامة بن لادن, و بالتالي لا يمكن الحديث عن نجاح في تحجيم( القاعدة).
لان الحرب الجديدة ضد العراق ستبذر البذرة لمزيد من الارهاب و العنف.
و لجميع هذة الاسباب نحن نرفض الحرب ضد العراق.
اعزائي...
حسب ما يدعي بوش و بلير و بالكنندة, ان صدام هو مصدر الشر. هم يدعون الرغبة في تغيير النظام؟
لكن لماذا لم يتم القاء القبض على صدام حسين؟
أنا اقول: ليرحل صدام, و بأسرع و قت ممكن.
لكني أقول ايضاً: بالقنابل لا تصيد الاشرار.بل تعمل شيئاً اخر.
اصدر قرارا دولياً بملاحقة صدام. لاحق صدام , كما نفعل الان مع مجرمين آخرين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية.
اقبض عليه . اجلبه الى محكمة دولية. و احكم عليه بما اقترفه من جرائم, و لكن لا تقتل الشعب العراقي.
اني اقول لحكومتنا الحالية و القادمة , للحزب الديمقراطي المسيحي و الحزب الليبرالي و حزب العمل:
ان شعب هذه البلاد يرى ان اطماع الولايات المتحدة هي الخطر الاعظم الذي يهدد السلم العالمي.
اصغوا الى مواطنيكم.
اوقفوا التحضيرات للحرب . لا تشاركوا في هذه الحرب الباطلة .استعملوا في النهاية عقولكم و قلوبكم.امنحوا السلام فرصة!
اقول لكم مرة ثانية:

انه لشيء رائع ان تكونوا هنا.هذا شيء مهم.ان ذلك سيكون مرئياً و مفهوماً

#جعفر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات