حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 5512 - 2017 / 5 / 5 - 09:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توازن القوى في الشرق الأوسط
أ.م.د. حبيب مال الله ابراهيم
ولى عصر التوازنات العسكرية منذ ان أشرفت الحرب الباردة على الانتهاء بين المعسكرين الغربي والشرقي، الا ان أحداث الشرق الأوسط تعيد الى الأذهان تلك الحرب وان كانت هذه المرة بين القوى الاقليمية الثلاث: تركيا، السعودية وايران، فتلك القوى سمحت لنفسها التدخل في دول المنطقة من خلال دعم حكومات أو مجاميع مسلحة أو أحزاب سياسية بهدف خلق موالين لها سواء باستخدام الاستمالة الدينية أو العرقية أو الطائفية.
سعت تركيا لكسب ولاء التركمان في العراق وسوريا بعد أن أنهكتهما الحروب الطائفية بدافع قومي ومن باب حماية الأقلية التركمانية والمطالبة بحقوقها القومية وسعت من جهة اُخرى لكسب ولاء السنة في العراق وسوريا والدفاع عنهم ليس بدافع قومي هذه المرة، بل من باب ان تركيا تدافع عن السنة ضد المد الشيعي الذي تدعمه ايران، أما في مصر التي أنهكتها الثورة فتركيا تدافع عن الاسلام السياسي المتمثل بالاخوان المسلمين ضد العلمانيين الذين انقلبوا على الشريعة من وجهة نظر الحكومة التركية.
أما ايران فلم تترك دولة في الشرق الأوسط الا وتدخلت في شؤونها سواء بالأساليب السلمية أو العسكرية، فهي تكاد تكون اللاعب الوحيد في العراق من دون أن ينافسها أحد، وقد وصلت سطوتها الى دعم المليشيات الشيعية وتحديد شكل العلاقة بين الحكومة المركزية واقيم كوردستان وارسال مدربين لتدريب الحشد الشعبي، ولا أحد يستطيع انكار الدور الايراني في السعودية في تأجيج المواطنين الشيعة ضد حكامها، كذلك في البحرين التي كادت المظاهرات أن تغيير مسار المملكة الصغيرة لتؤول مصيرها الى ما آلت اليه دول الربيع العربي، وفي لبنان فهي تدعم حزب الله وفي سوريا تقف مع النظام السوري ضد شعبه الأعزل وفي اليمن تمول وتدعم الحوثيين ليتمكنوا من حكم البلاد.
ما يشهده الشرق الأوسط من اقتال طائفي أدى الى نزوح غير المسلمين منه، ففي تقرير نشرته الامم المتحدة عام 2016 أشار الى ان العراق سيخلو من المسيحيين في غضون 10 سنوات، وأشارت تقارير اخرى غير رسمية ان العراق سيخلو من الايزيديين والصابئة والكاكئيين في غضون 30 عاما. تكشف لنا هذه الاحصائيات بأن مصيراً مجهولاً ينتظر شعوب الشرق الأوسط، فالقتال والطائفي سيظل مشتعلاً حتى مع تقسيم العراق وسوريا الى عدة دول لأن القتال آنذاك سيكون بين الدويلات بدلاً من حرب الميليشيات والمجاميع المسلحة المدعومة من دول الجوار لأن مدن كثيرة مازال النزاع عليها قائماً فمدينة كركوك على سبيل مصدر نزاع عربي كوردي تركماني منذ سقوط نظام صدام حسين.
#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)
Habeeb_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟