أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسن البرزنجي - الرجعية الدينية والانسان الجديد المتنور














المزيد.....


الرجعية الدينية والانسان الجديد المتنور


محمد حسن البرزنجي

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان التيارات الرجعية والاصولية قديمة قدم اليانات السماوية , وظهرت مع سوابق اسبقت الاعداد واشتمل هذا التيار على تقاليد دينية في كل العالم وفي كل الديانات ( الاسلامية والمسيحية واليهودية ) واعقبت ذلك مظاهر التعصب الديني وكانت في الاحايين كثيرة وغير متسامحة بل ومحبطة وخطرة في آن معا وقد جاءت هذه التيارات كرد فعل لبعض القيم التي بداءت تنتج عن كثير من المجتمعات الحديثة والثقافة الغلمانية , ولذا تكمن في عملية فهم ماحدث من التغييرات الكبيرة في البيئة الاجتماعية في كثير من دول العالم وبشكل خاص دول العالم الثالث وبالذات الفقيرة منها .
ان تفسير تصاعدالوازع الديني الرجعي في هذا الغالم يتطلب منا قبل كل شي الى تحليلا فكريا عميقا لفهم كيف ولماذ ظهرت هذه الافكار الرجعية والديينية منها غلى وجه الخصوص , حيث اننا المسلمون نعلم ان انطلاق الاصولية والرجعية الدينية بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وبدايات مبايعة علي بن ابي طالب خليفة على المسلمين ومن ثم اشتد في العصور اللحقة وفي عهد معاوية بداءت تشهد صراعا عنيفا على السلطة والمال وكانوا بعيدين عن جوهر الدين والقرآن في سلوكهم وتصرفاتهم لقهر من لا يشاطرهم الرأي والفكر المستنير .
ان ارتباط عناصر الثقافة الحديثة بالدين والعلمنة التي تميز بها الفكر الحديث وفصل بين الين والدولة فيما بعد بشكل عام وما سميت بالعلمانية اصبح الدين مسألة شخصية , وهنا تغلب الطابع المادي على روحانيات (كارل ماركس) .ومن جهة ثانية لبس القانون رداء علمانيا واصبحت السلطة فاقدة كل قدسية وعدت مجرد مؤسسة بشرية مفصولة عن كل امل الهي حيث آل ذلك الى الفصل بين السلطة السياسية والجامع والكنيسة وتطلب هذا الفصل قيام الديمقراطية كسلطة للشعب او (حكم الشعب) ومن ثم افضى ذلك الى قيام حركة سياسية دائمة لاتتوقف والى حكم الاغلبية مع احترام حقوق الاقليات . اما الفرد الذي اصبح مستقلا منذ عصر الفيلسوف (كانط) بل صار هو محور المجتمع وموضوع الحقوق الوحيد ,فاصبح المجتمع مجرد جمعية افراد يربطهم عقد اجتماعي لا مفاضلة فيه. فالفرد يغطي على الجماعة ومن هنا جاء الحذر تجاه الفرق الجماعية وعليه يجب على رجال الدين الحقيقيون في هذا الوقت ان يقدموا للأنسان معنى ومغزى فيه هداية ونفع عام وان يشرحوا ويفسروا المستعصي وان يجيبوا عن اسئلة الانسان الاساسية من انا؟ ومع من والى اين اسير؟
ان الديانة كانت في البداية خبرة وتأمل وتفكير عميقين ولكن الناس دخلت الاديانافواجا وانتمت اليها بالولادة وبسهولة ,فتلونت بطابع الانتماءات الاخرى وضعف البحث عن المعنى واعتمدوا المنجز والمقولات السابقة ولم يعودوا يرون جدوى في البحث عن المعنى والتساؤل والغريب ان كثرين يعدون كل ماجاء في الاديان بديهيا عاديا, شأنه شأن الامور الحياتية الاخرى فحدث مايشبه الاواني المستطرقة بين العادي والخارق وشملهما مبدأ الاستفادة فقاد ذلك الناس الى الاعتقاد ان في امكانهم ان يفهموا كل شي ويعرفون كل التفاصيل ونسوا ان الدين في الاساس هو خروج من الأنا والنحن والدخول في عالم المجانية فيصبح الدين تدريبا عليها والمكان الوحيد الذي نرى فيه عدم جدوى حياتنا فنقبل بالموت كي نقبل بالحياة .
اذا على الانسان الواعي ان يعول على نوعية القراة والتعامل مع النصوص الدينية بحذر شديد في الوقت الذي نعرف بأن هناك قراة حرفية او تفسيرية او تأريخية او رمزية وعلى كل انسان ان يتذكر انه هو الذي دائما يقرأ اي هو الذي يفسر وهو واقع تحت حكم زمانه ووقته ومكانه والحال يمكننا ان نناقش طويلا بشأن الامور الدينية وان هناك اجوبة كثيرة لكل التساؤلات ولكن هناك اختلاف عميق بين جوهر الرسالات الدينية (الذي هو السلام والمحبة والرحمة نحو الاخرين) لكن هذه الرسالات في مساراتها التأريخية شي اخر مختلف وتحليلنا يصح على كل الديانات بدون استثناءات اذ هي تتأرجح بين ضغط النص عليها وتأثير المحيط فيها والتردد بين الانفتاح على الخارج او الانطواء على ذاتها وفي هذا الشأن لاتوجد ديانة يحق لها ان تلقن دروسا للاخرين لان اوقات الفرح والالم كانت هي الايقاع الذي ملأ تاريخها ورسالاتها في كل مكان وزمان وكلها اخطأت ويمك القول بكل ثقة ان الديانات انتجت اشياء مذهلة لكنها انتجت ايضا فضائع كثيرة ولنترك هذا الجدل الفكري الى اصحاب الاختصاص ونتجنب وضعه غلى الساحة ونفكر في كيفية بناء مجتمعات متعددة الثقافات والاديان وان نقيم اناسا يتعايشون من الان فصاعدا في هذا التنوع للتقاليد الحضارية والاساليب بحيث يستطيعون الحياة معا في الوحدة والتناغم , وللوصول الى هذا الهدف السامي هناك اصلاحات يمكن اجراءها بخصوص التعليم وكتابة التاريخ والادب والفلسفة وتأريخ الافكار والاستشراق كما ان من الضروري بمكان في تدريس الفلسفة وتأريخ الافكار ان نجرب توسيع الجدال في اتجاه الافكار الغير الاسلامية وهذا امر اساسي لكي تطمئن الجماعات التي هاجرت الى الغرب ويسكن الروع اعضاءها واخيرا ان نضع الدين والله في عالم الخصوصية الفردية ف "نعم" , اما النظر الى عالم بدون الله فهو موضوع خطير وخطير جدا يجب غلينا التفكير الف مره ومره قبل طرحه بشكله المجرد في حواراتنا او جلسات سمر وبين عامة الناس العاديين والغريب في الامر ان كثيرا من ادعياء العلمانية عندما يطرح بينهم موضوع ما في غير الدين الاسلامي فنراهم يقبلون به ويحترمون الافكار المطروحة بهذا القدر او ذاك ولكنهم يسيئون الى الرموز الدينية في الاسلام بمناسبة وغير مناسبة وبسبب او بدون سبب , في الوقت الذي نراهم يمارسون بعض الطقوس الدينية من حيت يدرون او لايدرون.




#محمد_حسن_البرزنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسن البرزنجي - الرجعية الدينية والانسان الجديد المتنور