أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟














المزيد.....

القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 402 - 2003 / 2 / 19 - 03:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                     
 

بعيدا عن الإنشغال بتداعيات ونتائج التظاهرات الدولية الضخمة التي إنطلقت بالأمس في العديد من الحواضر الدولية ضد الحرب الأميركية / البريطانية المحتملة على النظام العراقي ، وهي تظاهرات لاتحركها بالقطع نوازع الدفاع عن إستمرارية ووجود النظام العراقي بقدر ماتحركها طبيعة الظروف الدولية وإتجاهات القوى السياسية اليسارية التي أصابها الوهن بعد الإنفراد الأميركي في شؤون العالم  ، ولكن يجب الإنتباه إلى أن كل تلك المظاهر وحملات الرفض لايعني أنها ستحقق غرضها المطلوب وتثني الإدارة الأميركية عن ماهي عاقدة العزم عليه! ، فالمسألة ذات جوانب إستراتيجية لاتحتمل التأجيل ومن الغباء وقصر النظر مقارنة الواقع الدولي الحالي بأزمة السويس عام 1956 ؟ لأن الولايات المتحدة الأميركية نفسها يومذاك كانت وراء سقوط إنتوني إيدن لتضمحل معه الصورة الإستعمارية القديمة وليتعزز مبدأ القطبية الثنائية في العلاقات الدولية ، والذي إستمر حتى أزمة غزو الكويت ومن ثم تحريرها ليقوم النظام العالمي الجديد والذي لن يأخذ شكله النهائي إلا بعد إنجاز المهمة في العراق خلال الأيام القادمة!؟

والعالم العربي في خضم هذه الأزمة المستعصية ، ومع تنامي وإستفحال الأزمة الداخلية في العراق أمام مخاطر وتداعيات حرب لاتتوضح صورة كافية ومؤكدة عن نتائجها ، يعيش في دوامة قاتمة من الحيرة والقلق وضياع الهدف الإستراتيجي ؟ فتعويم النظام العراقي عربيا لم يعد بيد الوضع الإقليمي العربي بعد أن دولت القضية العراقية ، فضلا عن أن التعهدات التي قطعت في قمة بيروت العربية الأخيرة لم تنفذ وكانت قرارات المصالحة المزعومة مجرد تمنيات لاعلاقة لها بالواقع ، كما أن تصرفات وأساليب النظام العراقي وخصوصا على جهة التصلب في حسم ملف أسرى الكويت  لم تؤد إلا لتعقيد الأزمة بعد أن تدخلت الإدارة الأميركية لتلزم العراق بتنفيذ القرار 1441 والذي سلب من النظام العراقي الباقي من سيادته المتآكلة واقعيا؟

ولكن ماذا بإستطاعة العرب أن يفعلوه في قمتهم المصرية القادمة ؟ وأي سبيل للتحرك تسمح لهم الظروف الإقليمية والدولية بإنتهاجه ؟ وماذا بإستطاعة ذلك الكيان العليل الذي إسمه الجامعة العربية أن يفعله ؟ وكيف سيتنادى العرب لإنقاذ الموقف في العراق واصل الملف الإستراتيجي ليس بأيديهم ف 100% من أوراق الحل بيد أميركا هذه المرة ؟

ولكن هل سيتمكن العرب من تفعيل قرارات الدفاع العربي المشترك ؟ ومتى طبقت تلك القرارات لكي تطبق اليوم في مواجهة أعتى قوى دولية ؟ وهل سيتصرف بعض العرب بصورة إنفرادية ليرسلوا قوات عربية للعراق تكون عونا رمزيا للمساندة المعنوية ؟ أشك في إمكانية تحقيق ذلك ، لعدم وجود الطرف العربي المستعد للتورط في هذه القضية الشائكة ؟ ثم أنها سابقة لم تحدث في تاريخ المنطقة المعاصر ، فالقضية كما أسلفتا لم تعد قضية عربية خالصة بعد أن دخل ملف التسلح العراقي في قضية الحرب ضد الإرهاب الدولي ؟

في عام 1982 تقدمت قوات الجنرال شارون الإسرائيلية لتحتل بيروت في ظل حالة عجز عربي كامل رغم إنشغال الجبهة العراقية / الإيرانية وقتها في معارك ضروس شرق البصرة بلغت ضحاياها الآلاف فيما لم تستطع كل القوة العربية أن تمنع شارونا من إقتحام بيروت وصنع المجازر ضد الوجود الفلسطيني هناك ؟ والصورة اليوم أشد قتامة وسوداوية والمنطقة مقبلة على إعادة رسم للخرائط والأولويات ولم يعد ذلك سرا مكنونا ؟ ولكن ماهو الحل العربي المعقول الذي يجنب العراق والأمة مصيرا أسود لاتعرف تبعاته ؟

إنني أعتقد أن ذلك الحل لايكمن إلا بتوفير إرادة عربية واعية للتعامل مع الأزمات المعقدة وإفهام النظام العراقي الذي فشل فشلا ذريعا في إدارة الصراع من أن الحل يكمن في تنحيه وإنهاء الأوضاع الإستثنائية والإتفاق على صيغة ملائمة لإنتقال سلمي للسلطة ووفقا لآلية يمكن الإتفاق عليها وبضمانات إقليمية ودولية ، وبعكس ذلك فإن الحرب واقعة لامحالة ولن تمنعها شتى التظاهرات ، ونتيجتها معلومة ، فلن تكون هنالك فيتنام ثانية كما يدعي بعض السذج ؟ ولن تكون هنالك مقاومة شرسة كما يزعم آخرون ؟ وستتكرر هزيمة أشد مرارة من هزيمة ( أم المعارك )! ، فهل يفتدي النظام العراقي الغارق في بحور الأوهام وجوده بوجود الشعب العراقي ؟

وهل ستتمكن القمة العربية من نزع الفتيل وترحيل النظام العراقي بشكل سلمي وبما من شأنه أن يحفظ جزءا من الكرامة العربية المهدورة ؟

أعتقد مليا أن المجاملات لم يعد لها مجال ، فالوقت ينفذ بسرعة وآلة الحرب الشرسة قد تدور في أية لحظة ، لنقول ساعتها ... سلام على أمة العرب .

فرصاصة الرحمة العربية هي التدخل لإقناع المهزوم بالرحيل وإلا فالطوفان القادم في طريقه للجميع ؟

 

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟
- بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟
- السيد حسن نصر الله ... والمصالحة المستحيلة ؟
- الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!
- النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟