هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 09:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أسفرت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في فلسطين عن فوز حركة حماس الإسلامية بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني حيث حازت على أكثر من سبعين مقعدا من أصل 132 مقعد ولا زالت النتائج النهائية لم تعلن بعد فربما تستطيع هذه الحركة إن تنتزع المزيد من المقاعد وقد حصلت حركة فتح على المرتبة الثانية في المجلس التشريعي .
ونتج عن هذا الأمر إن تقدم السيد احمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني باستقالته إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس تاركا الفرصة لقادة حماس كي يشكلوا حكومتهم القادمة , ولكن حاول قادة حماس إن يلقوا بالكرة في ملعب القوى الفلسطينية الأخرى قائلين أنهم لن يشكلوا حكومة منفردة بل سيسعون لدعوة كل القوى السياسية الأخرى بما فيها فتح إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وسبب دعوتهم تلك ليس حبا في القوى الأخرى ولا هو تواضع المنتصر ولكنه لغرض في نفس ابن يعقوب كما يقول المثل فحركة حماس من المعروف أنها حركة راديكالية مكونة من كوادر الإخوان المسلمون وهى ترفض حق إسرائيل في الوجود واهم بند في برنامج عملها هو القضاء على إسرائيل وتحرير فلسطين كاملة من العدو الاسرائيلى ولكن هذه الحركة تعرف إن هذا الرأي سيقيم الدنيا ويقعدها (وقد بدأت فعلا ردود الأفعال المعترضة على فوز حماس تتوالى ) لذا فان هذه الحركة تريد إن تورط القوى السياسية الأخرى في هذه اللعبة اى بالعربي الفصيح تريد من القوى الأخرى إن تكون بمثابة غطاء لها في هذه النقطة اى تريد تطريف (من التطرف) القوى الفلسطينية الأخرى لكي تتبنى نفس برنامجها بما فيها حركة فتح التي سبق ان غيرت من برنامجها وقبلت بحق إسرائيل في العيش بسلام , ولكن قادة حركة فتح اظهروا إلى الآن ذكاء سياسي برفضهم دعوة حماس لتكوين حكومة وحدة وطنية ونتمنى إن يستمر هذا التوجه من قادة فتح ومن قادة الحركات والأحزاب الفلسطينية الأخرى حتى لا يعطوا غطاء للتطرف في عالمنا العربي ولكي تتضح للقاصي والداني وخصوصا للشعوب العربية خطورة التصويت لمثل هذه الحركات المتطرفة .
إن فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية ماهو إلا امتداد لفوز الإخوان المسلمون بعدد كبير من المقاعد في مصر في الانتخابات التشريعية التي جرت في العام الماضي وهذا بدوره امتداد لفوز جبهة الإنقاذ الجزائرية بالأغلبية في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت في الجزائر في بداية التسعينات والتي تم إلغائها وهذه الأمثلة الثلاث وغيرها الكثير تدلنا على شئ هام جدا وهو إن الشعوب العربية مقدمة على عملية انتحار سياسي واقتصادي واجتماعي بتصويتها لمثل هذه الحركات المتطرفة وهنا فاننى وان كنت أدرك إن سبب هذا التصويت لهذه الحركات المتطرفة قد يعود إلى عدد من العوامل منها :

1 اليأس من تغيير القادة الحاليين الذين أدمنوا التزوير للبقاء في كراسيهم حتى يقضى الله أمرا كان مكتوبا عندما يتدخل عزرائيل للتغيير ولكن حتى هذا الأمل لم يعد وسيلة مناسبة حيث إن قادتنا العرب البررة أصبحوا يورثون الحكم إلى أبنائهم بمساعدة طبقة من المستفيدين والفاسدين .
2 استعانة القادة الحاليين ولعبهم بورقة الدين إلى أقصى حد ممكن وتناسى هؤلاء القادة ومستشاريهم إن استخدام هذه الورقة قد ادئ إلى تطريف المجتمع ككل والى إن هناك قوى امهر من هؤلاء الحكام قادرة على استخدام وتوظيف الدين لكسب الأنصار بطريقة أفضل منهم .
3 التأخر والتخلف والفقر التي وجدت الشعوب العربية نفسها فيه بالمقارنة بكافة شعوب المسكونة من دول غربية متقدمة إلى دول جنوب شرق أسيا إلى دول وأمريكا اللاتينية جعل الشعوب العربية تظن إن لا خلاص لها من هذا كله إلا بالدين .
رغم كل العوامل السابقة فلا يجب على الشعوب العربية إن تتبنى هذه الخيارات المتطرفة لأنها ستساهم بتطرف العالم الذي نعيش فيه بدون إن تدرى فلكل فعل رد فعل وعلى الشعوب والحركات الإسلامية والعربية ومنها حركة حماس التي تدعى إن إسرائيل دولة دينية إن تدرك انه رغم ادعائهم هذا فالحقيقة تقول إن الأحزاب الدينية في إسرائيل كالمفدال وهاتوراه وغيرها من الأحزاب الدينية في إسرائيل لم تحوز أكثر من عشرة في المائة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ولكن في بلادنا العربية التي تنص دساتيرها أنها دول غير دينية فان الأحزاب الدينية المتطرفة الرافضة للأخر تفوز بالأغلبية وكأن شعوبنا العربية لم تتعظ بما يحدث في السودان وإيران وأفغانستان .
إن فوز حماس قد يعطى دفعة معنوية كبيرة للمتطرفين في إسرائيل مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية وقد تفوز الأحزاب المتطرفة هناك وتستطيع تكوين حكومة وهنا فأننا سنقول للشعب الفلسطيني الذي اختار التطرف " على نفسها جنت براقش "
مجدي جورج
[email protected]

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات