|
الاعلام الخليجي ... وشيطنة المقاومة
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 20:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ عام 1995 أي منذ انطلاق بث قناة الجزيرة من دويلة قطر بعد انقلاب الامير ولي العهد حمد على ابيه وسرقة الحكم بتحريض من امه موزة على طريقة الحكام والامراء والسلاطين وللأن يعيش في المنفى ... على قاعدة .. الغدر بالأقرباء اولى من الغدر بالغرباء ... ونحن نشهد تحولا اعلاميا عربيا خطيرا وخاصة من دويلات الخليج التي انفقت الملايين من الدولارات على السيطرة على الفضاء الاعلامي العربي ...من خلال الفضائيات التي انتشرت في فضائنا العربي ....وكلها تهدف لتشويه وشيطنة المقاومة العربية الفلسطينية ومقاومة حزب الله في الجنوب اللبناني وشيطنة الحشد الشعبي العراقي مؤخرا ...وهو تنظيم شعبي جاء ردا على احتلال داعش لأجزاء مهمة وكبيرة من العراق ... وهو يحرر ارضه من احتلال داعش .... ولقد سعت مجموعة الفضائيات الداعمة للإرهاب الى مهاجمة العراق وسوريا ولبنان واليمن وتشويه الحقائق لخلق فتنة طائفية بحجة رعبهم الشديد من الزحف الايراني (الشيعي) على مناطق نفوذهم وتهديد مصالحهم الحيوية ... كل هذا يتم بالتزامن مع ضخ أعدادا هائلة من النفايات البشرية عبر الحدود التركية والمطارات التركية والتسهيلات التي تقدمها حكومة التنمية والعدالة الاخوانية . ولقد جندوا مئات الالاف من البهائم البشرية عن طريق المواقع الالكترونية الكثيرة والمنتشرة والموجهة لكل العالم وبمساعدة مكاتب وشركات وجوامع تمول وتدعم هذه النشاطات التي تعمل تحت عين اجهزة المخابرات الاوربية والامريكية ... لتجنيد الارهابيين من كل بقاع الارض لضرب استقرار وتدمير العراق وسوريا واليمن ولبنان وتونس وتوسعت لتشمل ليبيا والان تخترق الجسد المصري لتشعل نار الفتنة المذهبية بين الاسلام والمسيحيين ويعلنون في فضائياتهم دعمهم للشقيقة الكبرى مصر والحقيقة انهم يسعون الى زعزعة الامن الوطني المصري وضرب الجيش المصري الذي حافظ للان على تماسكه وهذا ما يقلق اسرائيل فأوكلت لعملائها الخلايجة المعروفين بغدرهم وخداعهم لتوريط مصر واقحامها في اليمن ومن ثم في صراعها القادم مع ايران والذي قد يرقى الى المواجهة العسكرية وكلنا نتذكر ...كيف لاذوا تحت ابط صدام يتباكون مرعوبين اذلاء من شعارات تصدير الثورة الايرانية لهم عام 1979 التي ارهبتهم .... وكثيرا ما اكرر هذه الحادثة ... لأنبه لغدر هؤلاء الشياطين ...كيف غدروا بالعراق وتامروا على تدميره بعدما كانوا يزحفون اليه لكيل المديح له والاسباغ عليه القابا لم يحلم بها عنترة بن شداد ...؟ وواكب الربيع العربي الذي ابتدأ في عام 2011 .. انحراف خطير وواسع الميلان للبوصلة الاعلامية الخليجية بعيداً عن فلسطين قضية العرب المركزية ، انحراف تسبّب فيه هذا الإرهاب الديني والسياسي الأعمى، الذي أسمته دول الخليج بقيادة السعودية وقطر ومعها منظومة غربية وتركية ، اطلقوا عليها ثورات الربيع العربي وفي الحقيقة هي مؤامرة حكيت في دوائر مخابراتية في كل من امريكا واسرائيل ولندن وتركيا ودويلات الخليج لضرب الحكومات الوطنية وشعوب هذه الدول التي لطالما كانت ترفض التعامل مع اسرائيل كواقع حال .. ورفضها الاعتراف والتطبيع مع اسرائيل ودعمت الشعب الفلسطيني في مقاومته الاحتلال . وطبعا لا نسال هنا عن التمويل ....فكوارث ما سمي بالربيع العربي ممولة من الاخوات العوانس دويلات الخليج ...؟ وباستثناء قناة الميادين وقناة الاتجاه العراقية ممكن ان نقول انها تتوجه توجها صحيحا ومدروسا كما ينبغي ان ننبه ان القناتين تبثان من لبنان وممكن لقناة اسيا العراقية مع الدعم والتخطيط العلمي المدروس ممكن ان تنافس .... لكن هذا لا يكفي فالصوت المعتدل الوطني الذي يدعوا لدعم الثورة الفلسطينية والمقاومة للارهاب والفتنة الطائفية والمذهبية عجزعن الوصول الى العالم فيما عدا قناة الميادين التي تبث بالاسبانية وهذا يحتاج الى جهود دولية كبيرة لتتمكن من ايصال رسالتها الى امريكا واوربا وامريكا اللاتينية وروسيا والصين وجنوب شرق اسيا لتنافس الفضائيات الخليجية التي تصل الى غالبية بقاع العالم ... وهنا لابد من ان تكون هناك جهودا واموال كبيرة لتحقيق التوازن وصد الهجمة الوهابية المنسقة مع محطات عالمية في امريكا واوربا ....لاننا هنا يجب ان نعي انه مفروض علينا الوقوف بوجه تزوير الحقائق واشعال الفتن المدمرة لان الحملة الاعلامية الوهابية تستهدف كل الشعوب العربية ودون استثناء ...؟ ومن يجد راي غير هذا .... ليفسر لنا صرف كل هذه المليارات التي تضخ من اجل شراء الاسلحة وشراء الذمم والمواقف والصحف والفضائيات العالمية والمليارات التي تنفق في افريقيا والعالم لفتح المدارس الدينية لنشر الدعوة الوهابية والفكر المتطرف المعادي لكل الجمال والحب وكرامة العيش ...؟ غياب التضامن العربي الحكومي والشعبي مع الاسرى الفلسطينيين واضح جدا في هذا الوقت ...في حين الاوربيين الاحرار يتضامنون مع الاسرى ويتظاهرون ليوصلوا اصواتهم لكل العالم ويرفضون كل الممارسات الاسرائيلية العدوانية ...اما الشعوب العربية فتبدو لاول مرة في غياب كامل وانفصال عن فلسطين وشماتة لدى بعض الدول الخليجية ...لانهم نجحوا في اختراق العقل العربي وبدأ يشعر بأنه مهدد في وجوده او مهجرفي بلاد لا يعرفها وربما لم يسمع عنها ولا يعلم شيئا عن مصيره وماذا سيحل به .... في هذا الوقت بالذات تتقدم الفضائيات الموجهة من قبل اللوبي العربي الصهيوني ... لتدمير منظومته القيمية والعمل على تعمية رؤيته وبصيرته باتجاه التفاهة والضياع في عالم افتراضي من خلال برامج لا علاقة لها بالواقع مثل برامج ذي فويس او عرب جوت تالنت ...او برامج التوك شو والتي يستخدم فيها المحاورين كل الألفاظ التي تحطم جدار الذوق وادب الحوار ويتم فيها التجاوز على الافكار والاديان والمذاهب والاعراق ... وكأنها صراع ديكة حتى الموت ....وبالتالي هنا نرى اونسمع عن عدة مئات من الدكاكين الفضائية في العراق الجديد ...المبتورة عن حواضنها والتي تغرد خارج السرب ...؟العراقي والعربي والاقليمي والعالمي ... وهنا ينبغي الى ان نشير الى ان الغالبية من الجماهير المتعطشة لمعرفة حقيقة ما يدور .. تذهب باتجاه الفضائيات الموجهة لمناقشة واقعية معتدلة .....وهي المهمة التي تقوم بها قناة الميادين حاليا وتلحق بها قناة الاتجاه ...فهي تقدم الفكر الثوري المقاوم للاحتلال والمناهض لتدمير منابع فكر الامة وضرب ثوابتها التاريخية ... ومحاولة تحطيم الشواهد التراثية والموروث الثقافي الذي نتج عن صيرورة هذه الامة التي قادتها شعوب المشرق العربي المبدعة ....لا القبائل المتوحشة التي كانت تعيش حياة البداوة والعصبية القبلية لقرون عديدة ولم يكن لها أي مساهمة في بناء وخلق أي قدر من انواع الابتكار والابداع الذي ميز شعوب المشرق العربي . من هنا ... ينبغي ان نفهم ان الاعلام اسقط دولا وحكومات واجتاز حدودا وصنع انتصارات وصنع فتنا مدمرة واشعل نزاعات دولية واقليمية ومحلية ....انه اخطر الاسلحة الحديثة في القرن الواحد والعشرين والقرون القادمة حتما نتيجة تفجر ثورة الاتصالات الالكترونية وتجاوز الفضاء الكوني ليكون بحجم قبضة اليد ....من هنا ينبغي ان تكون لنا رؤية اعلامية مستقبلية في العراق وسوريا ولبنان تصل لجميع العالم وبكل اللغات العالمية .. اولا للدفاع عن موروثنا القيمي والحفاظ على وحدة بلداننا ولنشر ثقافة احترام الاخر والتعايش السلمي بين جميع البشر ... ونشر العدالة والتوزيع العادل للثروات . والتصدي للهجمة الشرسة التي تهدد وجودنا في (العراق وسوريا ) كشعوب كانت مؤسسة لأولى الحضارات البشرية على وجه الارض ...؟
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رأي....4
-
رأي....4 (اللهم فاشهد ... اني قد بلغت )
-
رأي ....
-
نعل عديلة ....؟
-
خان شيخون ...؟
-
الانتخابات العراقية القادمة ....ما لها وما عليها ...؟
-
الانتخابات
-
الطبعة الامريكية الباهتة ....؟
-
مجلس التعاون الخليجي ...؟
-
نينوى ....والمصير المجهول ...؟
-
ومن الحب ...ما قتل ...؟
-
قراءة متأنية ... في احد السيناريوهات المحتملة ....؟
-
حلب
-
قراءة في عالم متغير ...؟
-
العراق ....والخطة B ....؟
-
اخشى ما اخشاه ....ان تلعب بنا امريكا ....؟
-
العملية السياسية النافقة....؟
-
تقطة ضوء على لقاء باريس ... ؟
-
لا حل لمشاكلنا ...الا بخروج المحتل الامريكي ...؟
-
القتل في العقيدة ... كالأكل في العصيدة ....؟
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|