أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - إنفراد الشعور بالسلطة ----- إفلاس التابع الثقافي














المزيد.....

إنفراد الشعور بالسلطة ----- إفلاس التابع الثقافي


حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 08:20
المحور: المجتمع المدني
    


انعزال الوعي عن الواقع غياب الحركة والانسجام في مكونات المجتمع ووعيه بنظام المتغيرات في الوسط العالمي, والمعرفة المرتبطة بعلاقاته ومؤسساته تنخفض إلى مستويات حرجة ينعدم معها الحراك الاجتماعي ويصعب معرفة الجوانب المضيئة في وجوده , فالتحول نحو الركود وغياب العقل الناقد يترافق مع التوجه نحو مسائل شكلية لا تخدم البنية الواعية ولا تبني وعي مدرك لحقيقة مضامينه الجوهرية وقدرة التعبير عن المسببات الدالة على الركود والانهزام وتنشيط التفاعلات الحسية والملذات المصطنعة على بقية الاعتبارات الأخرى.
فالسلعة السياسية المقدمة لكسب الرهان التاريخي تجاوزها الزمن وأصبحت داخلة في المهام الواجب إخراجها من دائرة الفعل السياسي , فالإمكانية الإصلاحية لطبيعة السياسة الهاربة من التكيف مع مستجدات الوجود المتغيرة لم تعد قادرة على توفير الحد الأدنى من القناعة الجماهيرية للالتفاف حولها, فدخلت مجرى الانهزام المقنع بدون إدراك أسباب فشلها المتكرر, فالثقة لم تعد قائمة على تأمين الروابط في الأجهزة والمؤسسات المختلفة بما يؤكد التهافت الكبير لامتلاك المقدرات الوطنية والعبث بسلامتها ومصداقيتها من خلال تكوّن وعي شعبي معادٍ لهذه المؤسسات , فالإدارة الفاشلة والمهيمنة قادرة على التلاعب بها وإفشالها, إنها تعمل على تدميرها أكثر من أي قوة معارضة ومناضلة ضدها مهما بلغت من التعبئة في طاقة الهجوم الجماهيرية وهي لا تعمل من المنطلق ذاته على تدمير البنية الأساسية لمكونات المجتمع بل تحافظ عليه كوحدة منسجمة وفاعلة لإحداث التغيير المطلوب.
فالدولة الفاشلة ترتفع فيها وتيرة الصراعات ويتعمق الانحلال في مكوناتها العقلية وتنحط إلى مستويات دنيا خارج واقع الالتزام بالمبادئ الوطنية والتعاون لإخراج المجتمع من محنته القائمة. فالحكومة تتوجه إلى اتخاذ إجراءات غير قادرة على الحماية ولا تدخل في صلب العملية المنهجية لإزالة المعوقات والصعوبات المؤثرة على بنية الدولة وسلامة وجودها , وغالباً ما ينصب العمل لتأمين الحماية الخاصة لعملية الاستئثار بالمقدرات والمناصب والأملاك
بما يظهر الحكومة وكأنها تدرك أهمية الانفلات والانفكاك من الواقع الاجتماعي .
فالحالة المعيشية المطربة يمكن أن تصل إلى الانهيار بوجود حاشية غير مهتمة بثبات الوضع الاقتصادي والتركيز على الإفقار المتعمد لبقاء التوجهات والهموم الوطنية والشعبية في شغل دائم بتأمين مستلزمات الحياة , فتغيب المسؤولية ويتقلص الاهتمام بالوعي كرادف مسؤول عن الإنارة الاجتماعية, وتشكيل وعي سياسي قائم وقادر على تفعيل الوجود الاجتماعي ونبذ التطرف والعنف وتأمين حركة جماهيرية معادية لكافة أساليب التضليل والتفرقة والانزلاق في متاهات التيارات المذهبية والسياسية المتطرفة بما يخالف تطلعات الحياة الاجتماعية نحو الحرية وبناء الديمقراطية القادرة على إدخال المشاركة الفعلية لكافة التوجهات في بناء الدولة المستقبلية .
فالخوف من الآخر يأتي عادةً من تعبئة مغايرة للنمطية الحقيقية المتواجد فيها ومهما تعددت البنية المتواجدة في مجتمع ما يمكن تشكيل روابط فيما بينها قائمة على الالتزام بالأسس الموضوعية لبناء الدولة المدنية الحديثة بما يوفر للجميع إمكانية المشاركة الحقيقية في عملية البناء وإرساء قواعد ناظمة تحدد العلاقات بين أفرادها على أساس الحريّة في اختيار الفكر والتطلعات القابلة للتطور بما ينسجم مع المتطلبات العصرية المتوافقة مع عالمها الأوسع .
فالتأسيس الملتزم لبناء مجتمع حضاري مخالف لجميع التوجهات العصبية القاتلة والمؤدية إلى إدراج المجتمع في منازعات لا طائل منها ولا تعبر عن منحاه الأصيل وقيمه المتجذرة في بنية التاريخ الإنساني والمعرفة القائمة على تقبل التنويعات المرتبطة بوعي الوجود الحقيقي لقيام أمة متوافقة مع العصر مهتمة في إعطاء الإنسان الأولوية القصوى في برامجها وأهدافها للوصول إلى التكامل الاجتماعي في جميع مجالات البناء.



#حسين_عجمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الموت
- الحريّة في الفكر العربي ....... توجيه الشرائع لتقييد حريّة ا ...
- حقوق المرأة ---- تحوّل المتحولات الصعبة
- المجتمع المدني --- نظام التفاعل السلمي
- الخوف من المدنية
- اعتقال الحريّة --- غياب المسؤولية
- الديمقراطية بالمشاهدة
- العلاقة بنية متوافقة مع طبيعة العقل
- ملاحم البحر
- موسيقى الدِّماغ
- مناخ العوادم
- الذكرونثوية --طبيعة التكوين المتحد
- ذاكرة الغار
- صواعق العصر --- قوة الشر وشر القوة --- للنهب الموجه
- نحلٌ وبلان
- السلاح هزيمة العقل
- سياسة المشاكل ومشاكل السياسة
- مدارات العليق
- شرنقة القز
- الحب في المجال الموسع


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - إنفراد الشعور بالسلطة ----- إفلاس التابع الثقافي