سفيان الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 23:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من تستغرقه قيمة العدل لو يتدين لعله يكون في الاسلام ولو يتسيس يكون اشتراكيا بعقيدة ماركسية ...لذلك روجي قارودي أسلم بعد تقلبه من المسيحية الى الاشتراكية ....مصطفى محمود قد يكون استغرقته قيمة الحب وتدين بالاسلام لأنه فشل في اختبار طاقاته التأملية في غيره من الخلفيات بحسب روايته هو...لذلك كان اسلامه منحسرا في التأمل من خلال العبادة ولم يكن سلفيا طبعا ...بل حاول أن يكون انسانا في الاسلام أي التمس من الاسلام جوهرا الى الله على غرار بن الرومي كل من تجربته ....لو تجتمع الانسانية على هذا الجوهر لتحررت من عقدة العقائد وشكلانية الاديان .... بينما الحب عقيدة لا تفشل ....وهو من يستوعب العدل حتى يحققه لو يتجرد الانسان ....
الشخصية العربية عصية على الحب ....لعل أقسى ما ينتظر منها مجرد رجولة وشهامة ...والشهامة ليست هي الحب ...لا نتحدث عن الحب في العاطفة فهو فحسب من تجرأ على كسر الحواجز والرتابة ولكنه لا يكفي ....حتى جنائز المسيحيين العرب كما لو أنه يخيم عليها العويل العربي ...
قيمة العدل والحق يتكفل بها الكون وليس نحن...ولقد تكفل فعلا على الأرض بحسب النيات والسرائر لا بحسب الاديان ....الكون يمسح دمعة الطفل والمظلوم ...هذا الذي يبدو تافها ومضحكا وسخيفا يحققه الكون حقا ....نحن ينبغي أن نستقيل من وظيفة القيام على هذه القيمة حتى نكف عن الصراع ...نحن في الصمت وفي الحب وفي تناسق وسمفونية مع الكون ...نحن وحدة ...لذلك حين سمعت الانسانية أن الكون أو الله يقول " اذا ضربك أحدهم على خدك الايمن فأدر له خدك الايسر امتعضت وتأففت ....حتى الكنيسة تحيلت لتقنع بما هي ايضا لعلها ليست مقتنعة به ..ليس المعبد من يقول ولا النص يقول بل الطفل فينا يقول ...هذا يتسنى بصيرورة ...وليس دفعة واحدة لأن هذا الذي قيل كان صدمة لا تطاق ...لعلها حين تطاق نكون أيضا ...في الاثناء ها نحن في أروقة المحاكم أو نسفك الدماء مليا باسم قيمة العدل ....العدل قيمة كونية حقا ولكن تستوعبها قيمة الحب والجماال ولا ينبغي أن تكون قيمة العدل ضديدا للحب بأي حال من الأحوال ....السياسة والايديولوجيا تستثمران في قيمة العدل بينما لا تحققانه ..ولعلهما لن تحققاه ..
#سفيان_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟