أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - ثنائية الكهنة و الاستبداد














المزيد.....

ثنائية الكهنة و الاستبداد


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 23:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يظهرون الا بعد سجن المفكّرين و المثقّفين او اتهامهم للتغطية على عمليات رشوة و فساد او سرقات ضخمة او انتشار فضائح الحكومات، لا يظهرون الا بعد صدور قرار حكومي غير شعبي وغير مرحب به, انهم فقهاء السلطان أصحاب التبرير و لا " خروج عن الحاكم ", يتميزون بالعصبية والغلظة وسرعة الغضب وتعنيف الناس وتحقيرهم و اتهامهم بضعف الايمان و الخروج عن تعاليم الله و سنّة رسوله, يجتهدون بالظهور في شاشات التلفزيون يدافعون عن السلطة ويكتبون المقالات والبيانات ويقيمون الخطب و يصدرون الفتاوي في الدفاع عن السلطة وقراراتها وتبرير اساليبها مهما كانت قمعية, بتحريف الأيات عن مواضعها و اختلاق ترّاهات "حدّثنا فلان بن علان ".

في أغلبية الدول العربية الاسلامية التي تعيش ظروفا أقل ما يقال عنها أنها كارثية على جميع الأصعدة, لم يتجرأ أي فقيه ليعلن معارضته لسياسات دولته التي أوصلتها الى هذا الانحدار, على العكس فجميع القائمين على المؤسسات الاسلامية هناك لا يجدون أي حرج في القول أن هناك انسجام بين الشريعة مع سياسات البلاد المتبعة وفقا لفتاويهم..ففي الجزائر المقبلة على الانتخابات البرلمانية " المزوّرة " مسبقا, تحوّلت دور العبادة الى مراكز للحملات الانتخابية و تحولت خطب الجمعة الى خطب الدعوة الى الانتخاب في خرق فاضح لحرمة المسجد ولحرمة الدستور في دولة لا تعرف معنى الدستور الذي يمنع منعا قاطعا استغلال دور العبادة من جميع الأديان لأغراض الدعوة الانتخابية .. لم يتحرّك اي فقيه للتنديد ولن يتحرك أحد من السدنة لأن ذلك لا يخدم الا السلطة الجزائرية الفاشلة التي تريد رفع نسبة الانتخابات لأنها تعرف أن الشعب الجزائري فقد الثقة في دولته وفي السياسة بشكل عام, فكانت أخر شطحات احد الأئمة الجزائريين رئيس نقابة الأئمة " عادل حجيمي " الذي قال أن الانتخابات مثل الشهادة و ذهب لتحريف الأية القرأنية ولي عنق الأية " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه " فمن دعى الى المقاطعة فهو شاهد زور و كافر!.

هذه التصرّفات التي تدل على تحالف الاستبداد السياسي مع الكهنوت الديني الاسلامي ليست بجديدة علينا, فقد سبق و أن تم الترويج للخرافة الشهيرة في مصر ايام ثورة 23 يوليو أن الثورة الاشتراكية هي من صميم التراث الاسلامي و سارع الأزهر لـ بلشفة الاسلام " و الادعاء أن الدين الاسلامي هو أول من وضع اسس الاشتراكية و ايهام العامة أن الاشتراكية و الاسلام شيء واحد!, وسارعت مؤسسات عبد الناصر الى تسخير وزارة الأوقاف في القاهرة لنشر الاشتراكية, فقد نشرت جريدة الجمهورية في ملحقها الديني, العدد 30 يوم 15/7/66 تصريحا لمسؤول كبير في وزارة الأوقاف بعنوان ( وزارة الأوقاف جامعة مهمتها التطبيق الاشتراكي السليم / كتبه أنس الحجاجي ) !!, فهل تحرك رجال الدين لادانة هذا الاستغلال الفظيع للدين لأجل الأغراض السياسية ؟ لا فلعمري ذلك هو المستحيل .. فهل سيرضى المسلم العادي بهذا ؟ بل سيكون الاشتراكي أشد حنقا و غضبا من المسلم.

ان الجذور التاريخي لهذه المواقف السلبية للفقهاء تعود في أصلها الى دوافع سياسية و شخصية, فحينما خافوا من ضياع كهنوتهم و سلطانهم على المسلمين, توصّلوا الى " تسوية " مع السلطة, فهذه الأخيرة تعترف باستقلالهم الروحي وحريّتهم في احتكار الدين و فهمه, و الكهنة يعترفون بدور السلطة ولزومهم الصمت حيال جميع أفاعيل الخليفة فصاغوا له أحكاما فقهية تجعل الخروج عليه يعادل الكفر فتشكّل تيّار بأكمله في العصر العباسي من فقهاء البلاط, بعدما كان هذا التحالف سريّا في العصر الأموي ففي العصر العبّاسي كان الفقيه " سوار القاضي " يخذل الناس عن "ابراهيم و أخيه" الثائرين في المدينة و البصرة و " سعيد بن ابي عروبة " أمر الناس بعدم الاشتراك في الثورة كما كان للمنصور فقهاء يصيغون له اسلاما على مزاجه فكان منهم " عاصم الأحول " و " سوار بن عبد الله ", فتحوّلت هذه التسوية الى قانون الهي يتوارثه المسلمون الى اليوم و يعتقدون أنها من الدين, وهذا ما أنتج لنا شعوبا مسلمة لا تزال تعتبر الاستبداد و التخلف على جميع الأصعدة و انتشار للارهاب الفكري و الجسدي هو ابتلاء من عند الله و أن هذه الأوضاع هي قدر لا يمكن ردّه و لا يمكن حلّها الا بالدعاء, ولا تزال المجتمعات الاسلامية مجتمعات خرافية لا تؤمن بحرية الرأي و العقيدة ولا تفهم شئ عن الدين الا قشوره ومستسلمة تماماً لثنائية الانحطاط " الكهنة والاستبداد " ولا فرق بين سني وشيعي في هذا الأمر، الجميع كان متخلفا حتى ورثنا هذا التخلف بكل جوانبه.



#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة لعن الله قوما حكمته أمرأة
- الدين و الأخلاق
- تشوّه مفهوم السنّة و تأثيره على الفكر الاسلامي
- الشورى و الديمقراطية
- المسلمون و الصحابة
- عداء أهل الحديث لأهل الرأي و العقل
- جمود الفقه الاسلامي
- ثقافة الوصاية في المجتمع العربي الاسلامي
- العلمانية و خرافة محاربتها للأديان
- العرب و ايران .. فرص التقارب و التباعد
- الديمقراطية في خطر
- ازمة العالم الاسلامي الحضارية
- لماذا فشلت أحزاب الاسلام السياسي في العالم العربي ؟
- لحية القرضاوي
- الأزهر الشريف أم مفرخة الارهاب الشريفة ؟
- السلفية و داعش
- بدائع فتاوي فقهاء الكراهية
- ثقافة الاقصاء في جذور الفكر العربي والإسلامي المتطرف
- الاسلاميون في الجزائر يريدون دستورا على مقاسهم !
- ما سر تخلف المسلمين ؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - ثنائية الكهنة و الاستبداد