أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية خلوف - البعض يفضّلها علمانيّة














المزيد.....

البعض يفضّلها علمانيّة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 14:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تقول الرّاوية: في بلاد لم يكن يعرفها العالم على الخارطة. كان أبناء البلاد يعتقدون أنّهم العالم كلّه، يتحدّثون عن أنفسهم كبشر لهم قدرات تفوق البشر.
عرّف أحدهم بنفسه بأنّه من بلد الحضارات. سأله المتلقي: لم أفهم. ماذا تقصد؟
قال: أنا من سورية. أراد الرجل بمودّة أن يعرف أين تقع سورية، ولما شاهدها على الخارطة قال. ها! إنّها قرب إسرائيل. غضب الرجل صاحب الحضارة، وضرب الرّجل الآخر معتقداً أنّه يقلل من شأن وطنه. هذه القصة حقيقيّة. لكن لم تصل إلى المحاكم لأنّ المضروب لم يبلّغ فقد اكتفى بالجواب: أفهم يا عزيزي أنّ الحرب جعلتكم أناساً غاضبين.
سورية اليوم معروفة بكل موبقاتها، حيث غسل التهديم آثار الحضارة، وبدأت تظهر فيها وحوش بشريّة تستطيع اغتيال الحجر والشّجر والبشر. سورية اليوم أرض الدكتاتورية، الإسلام المتشدّد، التّطرف القومي، القتل، ولا زال السوريين يمجدون أنفسهم كشعب متفوّق.
تتابع الرّاوية حكايتها: كان هناك أربعة أصدقاء منذ الطفولة، تعلّموا في مدرسة واحدة، وفي جلسة ودّية على عشاء في مركز اللجوء في دولة بعيدة. سأل أحدهم: كيف ترغب أن تكون سوريّة المستقبل؟ ثم أضاف: بالنسبة لي أريدها عربية، قال الثاني: وأنا أريدها فيدراليّة، قال الثالث: أريدها إسلاميّة ، وقال الرّابع أريدها علمانيّة.
علا صوت الأصدقاء، ومن ثم بدأت الكراسي تتناثر في الصّالة، خرج الجميع من صالة الطعام، وأتت الشّرطة. استمعت الشرطة للجميع وقالت لكلّ واحد على حدة: أنت على صواب، وهم لديهم تعليمات أن يتعاملوا مع مراكز اللجوء بهدوء كون اللاجئون ضحايا حرب، ولهم سلوك الضحيّة. انتهى الموضوع، تصالح الأصدقاء أمام الشرطة، ثم بدأ كلّ شخص منهم يحشد مجموعة.
في يوم من الأيّام قرّرت ثلاثة مجموعات أنّ العلمانية لا تتناسب مع وضع المجتمع، أتوا إلى العلماني، وطلبوا منه بالحسنى أن يتخلى عن رأيه لأنه يدعم الدكتاتوريّة. ظن العلماني أنّه يعيش في دولة فيها قانون يحميه، وفي يوم من الأيام استيقظ سكان المركز ، وإذ بالرجل قد شنق نفسه، وقامت المجموعات الثلاثة تطالب بالتّحقيق في الحادث، وبعد أخذ ورد ، وخبراء، وشهود، وتقارير خبراء بصمة قرّرت المحكمة أن طريقة القتل هذه سوريّة، فلا أحد يشنق نفسه بهذه الطريقة، ولن يستطيع القانون الوقوف على جريمة من هذا النوع إلا وفق تقارير تسرد مواقف المتّهمين.
الرّاويّة رافقت المجموعات الثلاثة المتبقي زعماءها على قيد الحياة. أحدى المجموعات قدمت للبوليس فيديو كيف يعذب أنصار الدكتاتور الناس، ويقتلونهم في السجون، فقدّمت المجموعة الثانية فيديو يظهر زعيمها، وهو ينفّذ حكم الإعدام بقطع الرأس كونه قائداً ميدانيّاً.
القاضي محتار بماذا يحكم، فهذه الحوادث سوابق لا يجد مشابهاً لها مهما بحث في كتب القانون، والقضيّة قيد الحكم. لكنّ الرّاوية سجنت لأنّها كانت على علم بالأحداث منذ البدايّة ، ولم تبلّغ الشرطة عن عقليّة القتلة. حكمت عليها المحكمة بقضاء عام واحد في سجن إصلاحي كي تتعلّم كيف تمنع الجريمة لو علمت بدوافعها عن طريق الإبلاغ عنها، وفي دفاعها عن نفسها أمام القضاء قالت: أحبّ الحياة، ولا أرغب بالموت على الطريقة السوريّة. أرغب أن أموت بشكل طبيعي.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيود أمّي-الفصل الخامس-4-
- بضع كلمات حبّ
- في انتظار ترامب
- قيود أمّي -الفصل الخامس -3-
- مسار الثّورة السّوريّة
- لازالت الثّورة الروسية تلهم العمّال في العالم
- قيود أمّي-الفصل الخامس-2-
- قيود أمّي-الفصل الخامس-1-
- قد لا يمنح الدستور الحقوق
- البيت الأبيض قال، ولم يقل
- - كلّ مصائبي أتت من هذا الرّجل-
- قيود أمّي- الفصل الرّابع-5-
- قيود أمّي-الفصل الرابع-4-
- تلك الأماكن المقتولة. تقتل ثانية !
- قيود أمّي -الفصل الرّابع-3-
- العودة إلى حضن النّظام السوري من البوابات الخلفيّة
- قيود أمّي-الفصل الرابع-2-
- الأطفال السّوريين في مخيّمات اللجوء
- قيود أمّي-الفصل الرّابع-1-
- سهرة حتى الصّباح


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية خلوف - البعض يفضّلها علمانيّة