إلي العمال : الجنة الآن !!

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 02:23
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    

مخاض أحلامكم بيمناكم
ويسراكم ..
قوة عقولكم حامية وراعية لقوة سواعدكم
أحلامكم تحتاج منكم للطموح ..
لسعادة الفقراء وملء بطون الجوعي بالخبز الساخن
وتشييد مساكنهم من الطين والخشب وألواح الصفيح الصدأة إن لم يكن موجود غيرها
إزرعوا الأرض قمحاً وأذرة وبقوليات وشبت ويقدونس وكرات وثوم وبصل ..
إزرعوها فستق وعين جمل ..
إزرعوها لوزا ورماناً وبرتقالاً وليموناً
إملئوا شوراع أوطانكم وزينوها بأشجار النخيل والزيتون
لاتتركوا شبراً إلا وزرعتموه بعرق جبينكم
اجعلوا الأخضر يتباهي بكم ..
ولون السنبلات الصفر يعكس لونه علي إمتداد إبصاركم
هذه دنيانا ودنياكم و أوطانكم أوطاننا
هذا كونكم وعالمكم الوحيد ..
عالم الإنسان
لاتفرقوا بينكم وبين غيركم من الشعوب في العمل وتوزيع العمل
طاقة إنتاجكم للسعادة والفرحة والبهجة والسرور
كونوا للناس: كل الناس مدفأة في الشتاء ..
وكوة نار لصناعة الخبز الدافيء لبطونهم الجوعي ..
وملحاً لحياتهم ودنياهم .. أسبرينة خضراء لمداواة صداعهم .. وكوباً من الشاي بعصير ليمونة خضراء لأوجاع بطونهم
كونوا لهم سفراء للحب والإخلاص والتفاني من أجل الإنسان : كل بني الإنسان ..
فلاتفرقكم أوطان ..
ولاتفصل بينكم حدود مصنوعة بأيادي أنظمة استعمار تسرق جهدكم وعرق جبينكم ..
و حكام طغاة مستبدين فاسدين سفلة يستغلوا طاقة قوتكم ويسلبوا مجهودكم الإنساني ..
ليضاف إلي رصيدهم المتخم بالرفاهة والفراغ
قاوموهم
وجابهوا طغيانهم السافل الحيواني الغاشم
لاتخشوهم أبداً ..
فهم ضعفاء واهنين ..
ومهانين في عقولهم وضمائرهم
عقولهم كعقول سمكة تركت الماء وشارفت علي الرحيل لتقدم لحيوان وجبة غير مشتهاة
أو لجائع يروم سد ربقة جوعه
كونوا علي مسطرة دين الإنسان
ومذهب الإنسان وطائفة الإنسان
والجماعة الإنسانية
لاتشغلكم ملة ولاتنتبهوا لنحلة ..
ولايستهويكم خداع رجال الدين الذين يعملون خدام سفلة مرائين لكم ومستعبدين للسلطة ..
عيدكم عيدنا ..
سيعلن دق أجراس كنائسكم وكنيساتكم بالفرحة .. وستؤذن مآذنكم بالحرية والسعادة ..
وسيلتحم بوذا وذرادشت وكونفوشيس وسنتكم وشيعتكم وبهائييكم تحت راية مكتوب عليها :
يا أيها الإنسان : أنا منكم وأنتم مني
أنا الذي أجوع وأعطش واشقي وأتعري وأبحث لي عن ملاذ آمن..
أنا الذي أتوجع وأتألم وأمرض وأموت من أجل رغيف خبز وقرص دواء ..
أنا مثلكم في ذلك .. وأنتم مثلي ..
الوجع والألم والمرض والجوع والعطش والتشظي .. كل ذلك وتلك وأولئك : ليس له دين أبداً ..
اجعلوا العمل والوطن والإنسان ملاذاتكم الوحيدة
لاتجعلوا الوطنية والقومية والعنصرية الدينية تغرق سفينتكم وتمزق شراعاتكم عبر عباب الحياة التي نريد لها أن تكون جنتنا علي الأرض
إجعلوا جنتنا الأن ونحن معكم..
إعملوا فقط لذلك !
شعارنا وشعاركم
الجنة الأن ..
وليست غداً
.. .. .. !!!

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات