أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - طارق الجبوري - منضلون منسيون وابو هيفاء وعيد العمال














المزيد.....

منضلون منسيون وابو هيفاء وعيد العمال


طارق الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:13
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


مناضلون منسيون وابو هيفاء وعيد العمال
طارق الجبوري
كلما اشتد بي الحنين والشوق الى المباديء الوطنية الحقة شدتني الذاكرة الى ابو هيفاء مرتضى النجار ذاك الرجل المناضل البسيط الذي اعتدنا ان نراه منذ الصباح الباكر وهويدق على ارض احد ازقة الكاظميه اوتاد تثبيت معدات النسيج البسيطة ليقوم بعدها بالحركة المألوفة مع خيوط النسيج والعرق يتصبب من جبينه .. كان الناس يقولون عنه شيوعي وكانت الغالبيه منهم تقول بلهجتها البسيطه ( خوش آدمي لكنه شيوعي كافر لايؤمن بالله .. بل انهم يحللون الزنا بالمحارم .. )! وكانت هذه الاوقاويل غير الحقيقية احد اساليب الاحزاب او الافكار الدينيه لايقاف مد الحزب الشيوعي آبان فترة الخمسينات .. ابو هيفاء بشجاعته التي عرفتها به المصاحبه لهدوئه كان يسمع بعض هذه الكلمات ولايرد عليها مباشرة ، غير انه رحمه الله كان يساعد جميع الاشخاص .. لم اعرف انه شيوعي وتوطدت علاقتي به في تسعينات القرن الماضي حيث اعتدت زيارت في بيته الذي يعيش فيه وحيداً في محلة العكيلات بعد ان سافرت ابنته وعائلتها الى سوريا انذاك فكنت انتهز هذه الفرص لاسأله عن حقيقة انتمائه للحزب الشيوعي وعن ارائه بالقومية والدين وغيرها من الاسئلة التي ظلت مخزونه في ذاكرتي منذ ان كنت صبيا تلميذا في مدرسة الامام الصادق الابتدائية .. فكان يبتسم ويقول انتم القوميون ايضا انجرفتم مع موجة الاتهامات الباطله ضد الحزب الشيوعي العراقي اقرأوا وناقشوا وابحثوا عن الحقيقة .. ويضيف الشيوعية بشكل عام ليست ضد الدين لكنها تعارض فكرة استغلاله من اجل ترسيخ العبودية الظلم واشاعة الفقر ..كما انها ليست ضد القومية الا بقدر استخدامها كاداة للتوسع الاستعماري كما حدث في اوربا !!
لم اعرف ان كان ابو هيفاء رحمه الله شيوعيا منتم كما اشاع حوله الناس ام لا ، واظنه ربما غادر تنظيم الحزب الشيوعي مبكراً من دون ان يتخلى عن الفكر الماركسي اللينيني العلمي ، لكنه وطني ومناضل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ، لذا فحري بالحزب الشيوعي ان يستذكر مثل هكذا شخصيات بفخر ويستقي منها الحكم والتجارب .. كان في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ينتقد بقسوة بعض الممارسات الخاطئة ويطرحها بشجاعة ومن دون خوف وباسلوب حواري لايثير حفيظة البعض من البعثيين او حتى بعض وكلاء الامن او من اشخاص متبرعين بالوشايه ممن لا يعرفون التمييز بين الوطني الحقيقي واخر معاد للوطن.. كان يجهر بارائه في وقت التزم الكثير الصمت او هادن .. واثق جازما بان صراحة وشجاعة مرتضى النجار ابو هيفاء كانت محط اعجاب كل من يعرفه بما فيهم بعثيون اعتادوا زيارته وهذه الشجاعة هي من حمته الى ان تم اغتياله بوقت مبكر جدا بعد الاحتلال الامريكي للعراق بطريقة جبانه وخسيسه.. فابو هيفاء بحسه الوطني وفطرته السليمة غير الملوثة ادرك خطورة المحاصصة الطائفيه وكان قبل مرضه الذي الزمه الفراش يحذر الناس من الطائفية والتيارات المتبرقعة بالاسلام ، بل انه كان ينتقد الحزب الشيوعي ويطالب بان يكون له موقف متميز مما يجري يليق بتاريخه النضالي وتضحياته ..
في عيد العمال ادرك انني لم اف حق المناضل العمالي مرتضى النجار الذي اغتيل في داره خنقا برغم كبر سنه وعمره الذي جاوز السبعين ، واعلم ان الكثيرين من امثاله من المناضلين المنسيين في العراق قد تجاهلتهم احزابهم جهلا ومن دون ان تعي ضرورة استلهام العبر من مواقفهم وان امثالهم ينبغي ان نجعلهم قدوة ونموذج نستلهم منها الامل ..
وللامانة لست شيوعيا بل انا قومي الفكر لكنني افتخر بالقول انني تعلمت من ابو هيفاء اهمية الحوار العلمي الموضوعي كونه نافذه للحقيقة من دون تعصب كما علمني ان المناضل هو من تكون مساحة الحب في قلبه تتسع للجميع مؤيدين لافكاره ام معارضين .. فتحية للعامل ابو هيفاء وجميع العمال في عيدهم ولارواح الشهداء المجد والخلود ..



#طارق_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنين ان حكت
- هل من يسار عربي ؟!
- الطاهر يبحر في حوار الحضارات
- من ينفض الغبار عن جوهر الاشتراكية وحقيقتها الديمقراطية ؟
- المدى - 22 حزبا وحركة تتفق على دخول الأنتخابات القادمة بقياد ...


المزيد.....




- 25 November, International Day for the Elimination of Violen ...
- 25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
- استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين ...
- هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ ...
- -فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق ...
- إضراب عام في اليونان بسبب الغلاء يوقف حركة الشحن والنقل
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- مفاجأة كبرى.. مقدار زيادة الأجور في المغرب وموعد تطبيقها ومو ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - طارق الجبوري - منضلون منسيون وابو هيفاء وعيد العمال