أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اثير حداد - الخوف من المستقبل هو خوف من الحريه -3-















المزيد.....

الخوف من المستقبل هو خوف من الحريه -3-


اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    











الخوف من المستقبل هو: خوف من الحريه – 3 -
اثير حداد
" كي لا يكون مستقبلنا اعادة ولادة الماضي "
اتمنى ان اكون قد وضحت راي في الحلقتين السابقتين ( 1 و 2) من المقالات بنفس العنوان، والتي حاولت ان اصف الواقع الماضي او ربما الى حد ما تاريخنا القريب. وهذا لا يعني اطلاقا عدم تاثير كل التاريخ، بل بالعكس ان تاثير التاريخ علينا حاسم. لكن تناول مثل هذا الموضوع لا يمكن ان يتم عبر مقالات بل يحتاج الى مؤلفات و لربما الى مؤسسات اكاديميه متخصصه تتوفر لديها المصادر بشكل مكثف الخ .
لماذا تخلفنا ؟ هو سؤال جوهري مصيري اخلاقي فلسفي سياسي و اجتماعي ، تقع مسئولية الاجابة عليه على المثقف، وعدم الاجابة عليه تعني ان الا امل هي الاجابة الوحيدة .
اعود، وبنفس المنهجية السابقة في الايجاز، لاطرح افكاري التوصيفية لوضعنا اليوم والتي قد تحتوي، ضمنا، على اجابات. ودعوني اقدم ارائي هنا على شكل نقاط :
1-الديموقراطية فكرة غربية بامتياز ونشأت عند الفلاسفة الاغريق، وهنا اتحدى ان توجد في مكتباتنا اية مؤلفات عن الديموقراطية من قبل العرب او المسلمين وبالخص منهم الشرق اوسطيين. وهذا يشمل مفهوم الحرية. اما كلمة امارجي عند البابلين فقد كانت بمعنى الحرية الطبقية فقط اي حرية الاسياد.
2-ما يسمى بالتنويرين العرب في نهايات القرن ما قبل الماضي وبدايت القرن الماضي لم يخلقوا افكار خاصه بهم. بمعنى ما المقصود بالاصلاح الديني و فصل الدين عن السياسه ودور العلم والعلماء جاءت مستورده من الغرب اي ليست اصيله لا وبل باعتقادي جاءت نتيجه للانبهار بالنجاحات التي حققها الغرب وليس نتيجة لعمل واعي لخلق الظروف للتخلص من التخلف.
3-لم يلعب التعليم عندنا دور المحفز للتفكير بل دور اِمام الجامع المهتم بتلقين القران والاحاديث ليس الا . وعندما جمد دور العقل واصبح النص جامداً، لان النص ميت من غير عقل يفسر النص، اصبح حتى التاريخ مقدسا. وانا استخدم مصطلح العقل هنا للدلالة على عمل العقل اي الفكر وليس مادة العقل.

4-نمو الفقر والبطاله في الدول الاسلاميه الشرق اوسطيه نتيجة لارتفاع نسبة النمو السكاني باعلى من نسبة نمو الدخل الوطني. فالحكومات تخشى من سياسات تحديد او السيطرة على الانجاب خوفا من تكفيرها من قبل حاملي راية النص قبل الفكر في تفسيرهم لـ " تكاثروا " . حيث يفسرون هذا الحديث على انه دعوة لزيادة عدد المسلمين واغفال امكانية تفسير ذلك على انه دعوة للتكاثر النوعي وليس الكمي.
5-القدرية. اي هي المخزون في الاوعي بان الانسان مسيير وليس مخير فيتحول الى انسان سلبي خانع لان كل شيئ مكتوب له لا يستطيع الفكاك منه . فبدلا من البحث عن سبل الري الحديثة مثلا وعن اقامة السدود وطرق الري يقوم بصلاة الاستسقاء . هذه القدرية المتفشية في الوعي لدى شعوب الشرق الاوسط قادت الى سلبيه مرعبه تجاه الاحداث والواقع المتخلف . فالكوارث تفسر على انها عقاب من الله . كما وان هذه القدريه التي خلقت الكسل الفكري كانت الحاضنة للايمان بنظرية المؤامره بشكل مطلق، حيث انها مهدت الطريق لتتربع نظرية المؤامرة على عقول الناس فحتى ان احتجب المطر لمدة، او نزل بغزاره في الصحراء السعوديه تجد من يفسرها بانها مؤامرة امبرياليه صهيونيه.
6-محنة الشعب السوري عرت بجلاء مدى تشوه ثقافة/دين و جينات/ثقافة قومية لدى شعوب منطقة الشرق الاوسط خلال اكثر من خمس سنوات الماضيه من الحرب الاهلية التي اكلت الاخضر واليابس . عرت مفهوم العلاقه بين الحاكم والمواطن العادي وعلاقه المواطن/العربي الاخر مع المواطن/العربي السوري . مدن العالم من غير الشرق اوسطيه استقبلت واحتضنت مئات الالاف من المهاجرين السورين وتظاهر الاف المواطنين في العالم للضغط على حكوماتهم لاستقبال اكبر عدد من السوريين الا ان المدن العربية بقيت صامتة ، وانقسمت بين تابعة لحكوماتها او تابعة لمذهبها . وغاب عن كل تلك الثقافات الموقف الانساني تجاة الطفل والمراة السوريه التي هربت من اجل ان تعيش بسلام في اي بقعة من الارض شرط الامن .
7-الموقف من العلم والعلماء : عبر السنوات الماضيه كان الاعتراف بان العلم هو، وهو فقط، علوم الشريعة. وكان السلاطين عبر العصور يجالسون القضاة ليلا في مجالسهم ولم يكن هناك اهتمام اطلاقا بالعلوم الخالصة كالفيزياء والرياضيات .....الخ، الا في حالات نادره ولدى قله من الخلفاء . وفي مراحل متقدمة جرت محاربة الفلسفة كعلم ومنع تعلمها في المؤسسات التعليميه، و اعتبرت الفلسفة كفر لارتباطها بالتسائل دائما او لارتباطها بتقديم العقل على النص . و حددت وظيفة العقل بتنفيذ الاحكام الشرعية فقط . ضمن هذا قتل ابن رشد والحلاج وقال الداعية السلفي الجهادي الاخواني المصري وجدي غنيم عن العالم العالمي زويل ما يلي " انا لا اقول ان زويل مشرك، لا بل هو كافر، لا يجوز الترحم عليه ". بهذا المنظور الجهنمي اصبحوا ينظرون للعلم والعلماء بمعزل عن انجازاتهم والخدمات الجليلة التي يقدمونها للبشرية.
الهروب الى الخلف : مع حركة التنوير العربية ظهر العديد من رجال التنوير من امثال رفاعه الطهطاوي، محمد عبده، عبد الرحمن الكواكبي، خير الدين التونسي، جميل صدقي الزهاوي، شبلي شميل وغيرهم . لكن وما بعد الحرب العالمية الثانية، بالاخص، لم نعد نجد ان هناك نظره موضوعيه عن التطور الهائل الذي يحدث في الغرب بل ان جل الخطاب هو " هؤولاء الخنازير والقردة" . لا وبل حرم حتى مصافحة المختلف وشرع قتله و اخذ نساءه سبايا وفرض الجزية الى اخره من الدعوة الى نظم متوحشه جدا فاقت النازية الالمانية .
حتى قبل ظهور القاعدة والدولة الاسلاميه ومن ثم داعش اغتيل كل من حسين مروه و مهدي العامل في بيروت عام 1987 وقد سبق اغيالهم اغتيال احمد كسروي لاختلافهم مع فكر السلطة السياسيه الديني .
لماذا لم تكن حركات التحرر الوطني حركات تنويريه ؟ : بجملة واحده اقول لانها حررت الارض ولم تحرر الانسان . ويبقى جوهر السؤال لماذا فشلت حركات التحرر من بلوغ التحرير ؟
لماذا كل هذا الغضب والهجوم على الربيع العربي الى حد اعتباره مؤامرة امريكيه اسرائيليه، وبعباراتهم امبرياليه صهيونيه ؟ رغم فشل الربيع العربي الا ان الخشية منه امتدت الى كل اوصالهم ( مثال ذلك تصريحات السيد نوري المالكي حول الربيع العربي ) الا يمثل ذلك خشية من الحريه من جهة ومن جهة اخرى يمثل ذلك الفشل، فشل الربيع العربي، هشاشة التنوير العربي. دعوني الخص :
1-جميع النظم لما بعد الاستقلال كانت استبداديه او عسكريه متخلفه او فرديه او عائليه ، لم تستطع اي منها اقامة نظام عادل لا من ناحية الحريات الفرديه ولا العادلة الاجتماعيه .
2- النفط في ارض البداوة . بعد سبعينيات القرن الماضي والارتفاعات الهائلة في واردات تصدير النفط لنظم تعمل بعقليه عشائريه في توزيع الغنائم على التبع و " المخلصين " التصق ذلك مع ان قمة السلطة السياسيه هي المالك والمكون للدخل توزعه كما تشاء مع خلو شبه كامل لدور الفرد والجماعات في تكوين الدخل جعل الاستبداد سهلا وميسرا . ومن جهة اخرى فان الفكر البدوي الوهابي امتلك الاموال الهائلة فاكتملت الحلقة بين السلطة البدويه والسلطة الاقتصاديه فاصبح الفكر البدوي/ الاسلامي تيار عالمي مؤثر على قارات العالم .
3-ظهور تيارات اسلاميه متشدده استغلتها السلطة السياسيه لضرب الحركات التنويريه و اليسار . وكان خطاب هذه التيارات شعبوي شديد

التخلف ومانع للتفكير يستند على " الغرب منحل وكافر ونحن افضل منه فقط لاننا مسلمون " .
4-بعد ان قدست حركات التحرر الوطني في بلدان الشرق الاوسط التاريخ جعلت من التهمة السياسية تهمة دينيه تكفيريه وجعلت من الافكار التنويرية افكار الحاد فسهل عليها امر تصفية التنويرين جسديا وتطويقهم فكريا .
وقبل الانتهاء دعوني انقل لكم نموذجا من هذا الفكر المنغلق الهارب الى الخلف "عندما خسر السباح السعودي احمد جبريل السباق الذي شارك فيه 47 سباحا عالميا جاء تسلسل السعودي 47 كتب احدهم ما يلي : نحمد الله ان احمد جبريل لم يغرق في مياه بلاد الكفار، وقد عاد سالما الى الارض المقدسة " ، هكذا اذن !. وبكل سذاجه انه الهروب الى الخلف .
الخلاصــــــــة : تحرير الانسان من الخوف، قمة انسانية عليا . لماذا ؟
1-الخائف مقتنع ان الناس سيئين منافقين
2-يسعون لتحقيق حوائجهم خلف اقنعه، والتستر عند الابتلاء .
3-البراء بالقلب، والولاء باللسان ،
و اذا ما استشرى الخوف في المجتمع نتج عنه هدم ثلاث مقومات انسانية اساسيه هي
1-القدرة على التفكير
2-القدرة على الحب
3-القدرة على الاحترام



#اثير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من لمستقبل هو الخوف من الحريه - 2-
- الخوف من المستقبل: هو الخوف من الحريه - 1-
- الموظفين السياسيين
- نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!
- النفط لن يعود قادر على الاطعام !
- العلمانيه مركب النجاة
- يوميات رب عائله
- الشعبويه، التعبير السياسي لبرامج - تلفزيون الواقع -
- الشعبويه، التعبير السياسي عن برنامج الواقع التلفزيوني
- لّو !
- أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟
- اكان الربيع العربي احباطا !
- من المسيطرعلى السوق العالميه للنفط الان ؟ العرض ام الطلب ؟
- اسلحة الدمار الشامل العراقيه موجوده لكن الفطرسة الامريكية لم ...
- الوعي عندما يُغيّب
- الطائفية ...... لا تبني وطنا .
- الظاهرة التكفيرية ... اهي ظاهرة جديده ؟
- من داعش الى الخلافة الاسلاميه
- الارهاب، نتاج معادات المعرفه ! 1
- النفط - دم الشيطان -


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اثير حداد - الخوف من المستقبل هو خوف من الحريه -3-