أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اسعد عبدالله عبدعلي - العامل العراقي حزين في عيده














المزيد.....

العامل العراقي حزين في عيده


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:10
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


العامل العراقي حزين في عيده

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

علاء, شاب بغدادي بالثلاثين من العمر, لم يكمل تعليمه بسبب الظروف الاقتصادية القاهرة, والتي يتوارثها الإباء عن الأجداد, يعمل مع الاسطة عيدان كعامل بناء, وكل ما يأتيه من رزق هو أجره اليومي, وتنتظره العائلة بشراء احتياجاتها, مما يعني تبخر كل دينار يكسبه, مما أدى الى تأجيل حلم الزواج الى زمن أخر, وتأجيل معالجة أسنانه الى حين ميسرة, الى أن حصلت الفاجعة بعائلة علاء, حيث وقع علاء من سطح احد البيوت التي يعملون بها, وأصاب رأسه فطر بالاضافة لكسر الساقين والحوض واليدين, صرف المقاول لعلاء ثلاثمائة ألف دينار فقط, لغرض العلاج, كمبادرة إنسانية منه.
كان العلاج مكلفا والمراجعة لعيادات الأطباء تحتاج لأموال كثيرة, ولا توجد جهة حكومية أو مستقلة تتكفل علاجه, فأصبح علاء معاقا مريضا, يحتاج لمن يعينه للحركة, ودخلت الأسرة فترة قاسية مما اضطر إلام للخروج للشارع للاستجداء.
هكذا العمال في العراق من دون أي حماية ولا أجور كافية, كانت انطلاقة النقابات في الخمسينات والستينات بزخم اكبر, لكنها ألان هياكل فارغة, العامل اليوم هو ضحية بيد زمن لا يرحم, فالدولة لا تشغل بالها في مصير عامل بناء أو مرض صباغ أو تعسر اسكافي, فهذه الطبقة يتم سحقها من قبل الجماعة الحاكمة فقط يغتصبون أصواتهم بإشكال متعددة من المكر والخديعة.
ويمكن تشخيص أهم ثلاث مرتكزات للعمال تمثل الهم والحلم, والتي لو تم حلها حلا عادلا لتغير شكل الوطن.

أجور قليلة وإعمال متقطعة
يعاني العمال في العراق من تدني أجورهم اليومية, بحيث لا تتناسب مع حجم ساعات العمل, ولا تتفق مع حجم الأسعار المرتفع, فالمعاناة كبيرة لكن تتعرض للتجاهل من قبل الحكومة والأحزاب, فلا تجعلها من أولوياتها لأنها لا تدخل فلسا في جيوبها والمعروف أن الأحزاب في العراق مجرد تجارة, فلا تعمل من دون مكسب مادي, مما جعل العمال ضحية لبلد يعيش حالة من الضياع ويلتهمه وحوش الفساد.
مع أن العراق يعتبر من البلدان الغنية, لكن العمال يعانون فيه وبالكاد يستمرون بالعيش, لكن من دون أحلام, لأنهم عمال وعليهم خدمة الطبقة المرفهة فقط, وكل ما يتحصلون عليه يسد رمق العائلة لا أكثر من ذلك.
مع حالة قلق دائمة فرزق العمال غير مضمون, أحيانا بسبب الظرف الأمني يعيش العامل بطالة ولا يجد الا الاستدانة ليكمل العيش هو وعائلته, وأحيانا الأزمة الاقتصادية تجلسهم في البيوت, وعليهم أن يواجهوا مصيرهم الأسود وحدهم, فالحكومة لا يهمها العمال حتى لو ماتوا جوعا.
نحتاج في العراق لكيان يدافع عن العمال ويضمن لهم أجور مناسبة بحسب معطيات السوق, وهذا من مسؤوليات الدولة التي أهملتها لعقود.

غياب الضمان الصحي
عندما يتعرض العامل الى وعكة صحية فان لا احد يعطيه أجوره, ولا احد يدفع عنه مصاريف العلاج, مما يعني دخول العائلة محنة حقيقية, فمراجعة الطبيب ومصاريف العلاج تعتبر من الأمور الهائلة لطبقة العمال, والتي تحتاج لفترة من الزمن لجمع مال العلاج والطبيب, ولذا فاغلب العمال يترك العلاج ويذهب فقط للصيدلاني ويشتري ارخص أنواع الدواء, بل بعض العمال يلجئون الى بسطيات الدواء لان أسعارها اقل.
اعتقد على العراق وبما يملك من إمكانيات أن يصرف بطاقة ضمان صحي للعمال, بحيث يكون التشخيص والعلاج مجاني ي مستشفيات الدولة, وان تجبر الصيدليات على تخفيض أسعارها للفقراء والعمال بحيث يكون له رصيد شهري من الدواء المخفض وبهذا تحقق الدولة بعض العدل لبيوت سئمت من الظلم الطويل.

غياب الراتب التقاعدي
كم تألمت عندما شاهدت عجوزا في السبعين من العمر, وهو يحمل الطابوق ويعمل كعامل بناء, ذكرني بقصة الأمام علي عليه السلام عندما شاهد عجوزا يهوديا يعمل, فرفض أن يعمل ووفر له راتب من بيت المال, عدل علي حلم الإنسانية في كل زمان.
مما يفرض معاناة مستمرة للعمال, من المستقبل المخيف الذي ينتظرهم في أخر العمر, فبعد الستون تضعف قواهم ويصبحوا شيوخا, وهنا تبدأ معهم محنة كبيرة, عندما لا يقدرون على بذل الجهود والتي تحتاج لقوة الجسد, فالراتب التقاعدي لكبار السن حق لكل إنسان عراقي في رقبة الحكومة, فمن أين يأتي الشيخ الكبير بالمال وقد ضعفت قوته, وهو قد خدم الدولة على مدار سنين عمره كعامل بالأجر, هنا من باب العدل يجب توفير رواتب تقاعدية لكل كبار السن لحفظ كرامتهم.

الثمرة
بمناسبة يوم العمال العالمي, نطالب هنا بثلاث أمور أساسية يفتقدها في واقعه الحالي نتيجة الفشل الحكومي في إدارة الدولة وضياع دور مؤسسات المجتمع المدني, والأمور الثلاث التي يحتاجها العامل العراقي بشدة, هي:
أولا: توفير أجور مناسبة بحيث تتناسب مع تضخم السوق وتعدد الحاجات الإنسانية.
ثانيا: توفير ضمان صحي للعمال, بحيث يتحصل العامل على علاج ودواء مدعوم حكوميا, وهذا حق في عنق الطبقة الحاكمة.
ثالثا: توفير رواتب تقاعدي للعمال من وصل لسن الستون فما فوق, وهذا حق لكل كبار السن في العراق بعنق الطبقة الحاكمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار عاشق في زمن النهوة
- الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن
- مصر هي مفتاح الحل للعراق
- حديث الحب: علاقات جامعية مريبة
- موسم صيد حيتان الفساد
- أريد بيتاً
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي
- هتلر في بغداد
- رحلة البحث عن بيت للإيجار
- الحل الصيني لمشكلة السكن
- كاتب وموت وشمعدان
- من المعابد الى القنوات الفضائية
- المعلم العراقي حزين في عيده
- فتح ملف اغتيال السيد محمد باقر الحكيم
- الانتخابات القادمة بين الأحزاب والمرجعية
- عندما تشيخ اللعنات
- الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم
- العنوسة بين المعوقات والحلول
- حديث الحب: الثقة في زمن الدولار
- بديل الشيطان بعد 2003


المزيد.....




- ما هي حقيقة زيادة الرواتب؟ .. المالية تكشف عن جدول صرف رواتب ...
- WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i ...
- العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
- ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
- بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
- بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع ...
- دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- ” 200 مليون دينار ” سلفة من مصرف الرشيد فورية في حسابات المو ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اسعد عبدالله عبدعلي - العامل العراقي حزين في عيده