قاسم احمد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 19:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ما نقصده في مصطلح الحيادية هنا هو الحيادية تجاه الفكرة وليست الحيادية في المواقف الانسانية التي تتطلب منا الانتصار لكل فكرة انسانية بناءة ومثمرة و شجب اي موقف ظالم يتعرض له انسان بغض النظر عن اي انتماءات اخرى .الحيادية تجاه الفكرة هي النافذة التي تجعلنا نبصر الامور بأقرب ما يكون الى حقيقتها كون البصيرة نقية ، لا تخدعها الكلمات ولا الانتماءات .
عندما نشاهد مباراة رياضية يكون فريقنا المفضل طرف فيها ، تكون رؤيتنا للمباراة متشنجة ومتوترة مما يستوجب راي غير نقي وغير حقيقي ، اما اذا كنا نشاهد مباراة بحيادية تامة فأن رأينا عنها سيكون اكثر نضجا واكثر واقعية .
فمن اجل فهم نقي ومبدع فأن افضل تكنيك داخلي للتعامل مع الفكرة الجديدة هو ان لا نرفضها ونتصارع معها وبنفس الوقت لا نسلم بها ونعتنقها ونستنفر من ذاكرتنا وعملياتنا الذهنية كل حجة تؤيدها ، ففي كلتا الحالتين سيصيب ذهننا التوتر والانغلاق الفهمي .
علينا ان نقوم بمراقبة الفكرة دون احكام مسبقة او قطعية وبمرونة ذهنية ، هذا الفعل من شأنه ان يقوم بترسيب خلاصة الفكرة وجوهرها الحقيقي في عمقنا الداخلي ، اي بمعنى ان الجواب عن مدى صلاحية الفكرة او عدمها سيحدده الداخل الروحي وبشكل تلقائي وعلى هيئة مشاعر نقية، تكون هي المرحعية المثلى لنا في كل تفاعل او تصرف او رأي لان الداخل الروحي منطقة عصية على المؤثرات الخارجية ، وذلك لمن يتقن فعل المراقبة الحيادية وعدم اطلاق الاحكام المسبقة او النهائية .
#قاسم_احمد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟