أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان الخليلي - مشعل خان،،، ضحية آخرى من إرهاب الفكر الأعوج، إلى متى؟؟!!.














المزيد.....

مشعل خان،،، ضحية آخرى من إرهاب الفكر الأعوج، إلى متى؟؟!!.


سليمان الخليلي

الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 04:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من شاهد مقطع مقتل مشعل خان الذي أنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بوحشية كبيرة لمتعصبين كقطيع الذئاب المجتمع لقتل فريسته، مقطع سيظل شاهدا على مر التاريخ على بشاعة بشرية حاقدة، ليست مجرد رواية يرويها للتاريخ قد تكون روايته خاطئة ولكن لا توجد أصدق من هذه الصورة البصرية التي تظهر لنا أبشع صفات البشر في قتل إنسان وحيداً بوحشية تامة حيث أعطى هؤلاء المتعصبون لأنفسهم الحق في الحكم والقصاص معا كأنهم ليسوا بشرا، اشبه بالملائكة المنزهين من الأخطاء، لا يرتكبون الرذائل، بل إنهم اكثر الناس بعدا عن الفضيلة وتعاليم الإسلام.

في مقتل مشعل خان، ضحية أخرى من الفكر الاعوج، الفكر الارهابي، التكفيري، قتل الأفكار الحرة، وأفعال محصلة المجتمعات الدينية المنغلقة، التي تقاد بفتاوى من أجل مصالح خاصة، الفتاوى التي تقدس اكثر أحيانا من الآيات القرآنية، واكثر تصديقا من النظريات العلمية.

مشعل خان، شاب باكستاني، كان مشهورا في محيطه، بأفكاره الحرة، الكاره للتزمت والتشدد، المتحرر من الخرافات والاوهام، المناضل في سبيل الحقوق والحريات في مجتمعه، لأنه يؤمن بكرامة الإنسان فوق كل شي، ويؤمن بأن الدين يحمي الانسان في حقوقه وكرامته، فحتى إيمانه بالله والرسول لم يشفع له ذلك فإتهم بالالحاد وعدم الإلتزام بالدين.

مشعل خان ليس المقتول الأول ولن يكون الأخير في هذه المجتمعات المنغلقة بذاتها،
قبله قتل بوحشية كثيرون، القائمة طويلة في تاريخ الفكر الإسلامي، في أفغانستان قبلها بعامين قتلت فرخندة تلك الفتاة الملتزمة التي كادت أن تكون معلمة دراسات إسلامية حيث جادلت أحد رجال دين في آرائه المتطرفة فإتهمها بحرق القرآن فسحلت وقتلت على أيدي أولئك المتعصبين، والعام الماضي قتل الرسام الاردني نضال حتر لإعادة تغريد كاريكاتير قيل بأنها مسيئة للذات الإلهية، ونفس العام في اليمن قتل الشاب عمر باطويل لإنتقاده الفكر المتشدد من خلال تغريدات تدعو للفكر الحر، ولا أحد ينسى مقتل المفكر المصري الكبير فرج فوده من شخص أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولم يقرأ له كتاب فقتله بناء على فتاوى اهدرت دمه لانه كان يدعو إلى تجديد الفكر بعيداً عن الفكر اللأهوتي المنغلق، ولو استمع حينها إلى أفكاره التجديدية لكنا الآن في الف خير عن الواقع المظلم التي تعيشه الدول العربية والإسلامية، كذلك ستظل باقية أفكار المفكر السوداني محمود محمد طه الذي أعدم بناء على حكم ردة.

لا ننس التاريخ الطويل لحالات القتل والإعلام والسجن والحبس في تاريخ الدول الاسلامية كلها، فالقائمة طويلة جدا، فمن نفخر بإنجازتهم في صناعة الحضارة الإسلامية كانوا ضحايا لهذا الفكر كحال ابن سينا وابن رشد وجابر بن حيان والرازي وابن المقفع وغيرهم الذين اعتبروا زنادقة كفرة لانهم أتوا بافكار تنويرية، يجب أن يدرك الفكر الإسلامي، وهنا لا اتحدث عن الأسلام كدين، بل أولئك الذين جعل أنفسهم أوصايا على المجتمع وأحتكروا الدين لذاتهم كأنهم أصحابه لهم الحق في تملكه والتصرف به كيفما يشاؤون، هولاء يجب أن يعلموا بأنه لا أحد يحاسب الفرد على افكاره إلا الله، ولا أحد يحاسب فرد على افعاله خارج إطار القانون إلا القانون وحده.

في مقتل مشعل خان، السؤال إلى متى ستظل كهذه الأفعال؟!، والجواب لن تتوقف مهزلة العقل الأعوج ما دام يسنده مجتمع مغلف بالفكر الديني، وتحميه سلطة تسيس الدين لمصالحها، حيث لن تنجح هذه المجتمعات إلى الوصول لمصاف الدول المتقدمة، ما دام يقتل فكرا حرا، وتهزه كلمةٍ حرة أركانه، ومن ثم يتساءلون لماذا الدول الاسلامية تعاني التخلف، وأغلب دولها ما بين الفقر والامية والمرض، يجب أن تدرك هذه الدول بأن مقتل الانسان لافكاره هي مؤشر خطير جداً في المجتمع، دليل بأنه وصل إلى الحضيض، أبتعد عن عجلة التنمية والتطوير ، لم يعدو بين قاب قوسين او أدنى بل ابتعدوا لمسافات طويلة جدا.

الدين ليس بحاجة إلى حمايته بافعال غوغائية تسيء اليه آكثر مما تحميه، بل المجتمعات الاسلامية بحاجة إلى تصحح مسارها بتجديد الفكر وتقبل الآخر وعدم قتل اي كلمة حرة قادرة على صناعة مستقبل أفضل له.


،

،


،



#سليمان_الخليلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحاب حلب،،،،
- اليمّن المدنية وحلول السلم،،،،
- لبنان،،، دولة التوازن
- تجارة الفتاوى والنظريات العلمية
- هل فشلت العربية أن تكون لغة العالم الاسلامي؟.
- إزدهار الحضارات بالفنون


المزيد.....




- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان الخليلي - مشعل خان،،، ضحية آخرى من إرهاب الفكر الأعوج، إلى متى؟؟!!.