نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5506 - 2017 / 4 / 29 - 16:51
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تقول الرّاوية:
في زمن كان فيه ملوك للحبّ. اختارت الآلهة ملكة له. ملكة الحبّ هذه عاشت في معبد يدعى معبد " البغاء"
الرّجال يسمعونها كلمات الإطراء، يعيشون معها ليالِ حمراء، وفي يوم من الأيّام أقفلت المعبد، وختمته بالشّمع الأحمر، أحضرت قاضي القضاة كي تبرّر له سبب الإغلاق.
في دفاعها عن نفسها قالت: يا سيّدي القاضي!
كلما كان يختلي بي رجل ليمنحني الحبّ كنت أشعر بالغثيان، وأبقى هائمة في ظلمة الليل أبحث عن جواب، تغمز لي النّجوم: أنت محظوظة أيّتها الملكة، فالرجال لا يعرفون الحبّ إلا معك. أغلقت باب السّماء كي لا أسمع همس النّجوم. أردت أن أسمع همس ذاتي، أخبرتني ذاتي أنّني بحجم نملّة، ولست ملكة على أيّة حال.
رحلت معها-أعني ذاتي- إلى الأماكن التي كنت ملكة للحبّ عليها. راعني ما رأيت. أكثر البشر في تلك الأماكن رجال، يلبسون ثياباً جميلة، ويتراءى لك القبح من ابتساماتهم الصّفراء، والنّساء يتأبطون أذرعتهم خوفاً عليهم من الفرار، بينما يطفئون سجائرهم على كتف النّساء.
سألت الزوج الأوّل، كان يبدو سعيداً: ما مفهومك عن الحبّ؟
قال الرجل على الفور: أن تكون حبيبتي طوع أمري . تمتّعني، أكون حرّاً لا تمنع عليّ الحبّ من الأخريات. ابتسمت المرأة ابتسامة عريضة، أسرعت لتقبّل زوجها ، دفعها دون أن ينتبه إلى أنّني لقطّت حركته. قلت لها: وأنتِ؟
قالت: الحبّ جميل يشبه طعم المخلّل.
سألت عن المدارس التي تعلّم الحبّ، رأيت مدارس عديدة: مدرسة " العودة إلى الحياة قبل ألفي عام" ، مدرسة " اقتل مقابل المال"، مدرسة" أنت لست نصاباً لو عرفت كيف تؤكل الكتف" ومدرسة " الجهل والفقر عنوان الحياة " ومدارس أخرى مشابهه يتخرّج منها فصيل بعد فصيل ، بعضهم ينادي بنصرة القوميّة، وبعضهم ينادي بنصرة الدّين، وكل المشرفين على المدارس يكونون في ضيافة الحبّ في معبدي.
انتهى الدّفاع.
الحكم:
حكمت محكمة الحبّ على المدّعى عليها " ملكة الحبّ" بالرّجم حتى الموت، ومن ثمّ إعادتها للحياة، ثمّ الرّجم حتى الموت، وهكذا دواليك، وبلغة مملكة الحبّ، وهكذا دواليب. وتجريدها من تاج الحبّ، والتّمرّد على الآلهة التي نصّبتها، وتسليم التّاج رغماً عن الجميع لملكة الحبّ الحقيقيّة" أم علي بشينة"
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟