|
النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟ )7) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين تونس- تعليق على مقالين لرفيق حاتم رفيق
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5506 - 2017 / 4 / 29 - 06:57
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
( ملاحظة : البحث بأكمله متوفّر منذ مدّة بمكتبة الحوار المتمدّن – نسخة بى دى أف ) - أرى أنّه لأمر سيء بالنسبة لنا ، إذا كان رجل منّا أو حزب أو جيش أو مدرسة لم يتعرّض لمهاجمة العدوّ ، لأنّ ذلك يعنى أنّنا إنحدرنا بالتأكيد إلى مستوى العدوّ. أمّا إذا هاجمنا العدوّ فذلك أمر حسن لأنّه يبرهن على أنّنا رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ . و أحسن من هذا أن يهاجمنا العدوّ بعنف و يصمنا بكلّ عيب و يقول عنّا إنّنا لا نحسن شيئا البتّة ، إذ أنّ هذا يدلّ على انّنا قد رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ ، و يدلّ كذلك على أنّنا قد حقّقنا نجاحا كبيرا فى أعمالنا. ( ماو تسى تونغ - هجوم العدوّ علينا أمر حسن لا سيء - 26 مايو- أيار- 1939 ؛ مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ ، الصفحة 16). - على الشيوعيّين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، و أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر يطابق الواقع و تؤيده مبرّرات سليمة أو لا، و لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبودية." ( ماو تسى تونغ- " إصلاح أساليب الحزب" ، فيفري 1942 ) - يجب أن نتضلّع من النظريّات الماركسية و أن نستطيع تطبيقها عمليّا ، فالهدف الوحيد من التضلّع هو التطبيق . فإذا إستطاع المرء أن يستخدم وجهات النظر الماركسية اللينينية فى تفسير مسألة واقعية أو مسألتين فقد إستحقّ الثناء ، و يمكن أن نقول فى هذه الحال إنّه قد حقّق بعض النجاحات . و كلّما إستطاع المرء أن يفسّر أشياء أكثر و أعمّ و كان تفسيره أكثر عمقا نقول إنّ نجاحه أعظم . ( " إصلاح أساليب الحزب " ( أول فبراير – شباط – 1942) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث) - التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إنّ المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط ّالإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي .
( ماو تسى تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية 12 مارس/ أذار 1957 ؛ " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 ) - إنّ نضال الماركسيّة الثوريّة الفكريّ ضد النزعة التحريفيّة ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثوريّة الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو انتصار قضيّتها التام... ( لينين ،" الماركسيّة و النزعة التحريفيّة " ) - كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية . ( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005). ============================================ مقدّمة : في دعوتنا الموثّقة كملحق أوّل لهذا البحث ، " دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي " ، كتبنا الآتى ذكره : " كشيوعيّين ما يحدّد هويّتنا أكثر من أيّ شيء آخر هو غايتنا الأسمى ، بلوغ المجتمع الشيوعي العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي والقومي . و قد عبّر ماركس عن غايتنا الأسمى هذه فى صيغة صارت منذ الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى الصين 1966 -1976 معروفة ب" الكلّ الأربعة " و قد شدّد على نشرها على نطاق واسع أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، وهي : " هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".
( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ). و من أهمّ الأسلحة التى نرفعها عاليا فى خضمّ نضالنا من أجل تحقيق غايتنا الأسمى سلاح علم الشيوعية ، علم الثورة البروليتارية العالمية الذى يتجسّد اليوم فى شيوعية اليوم ، الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية . و نظرا لكون الحركة الشيوعية عالميّا و عربيّا ترزح تحت الوطأة الثقيلة و الخانقة و حتّى القاتلة أساسا للتحريفيّة بما هي فكر برجوازي يقدّم على أنّه ماركسيّة و ثانويّا للدغمائيّة التى تدافع عن عمى عن كلّ التراث الشيوعي بمكاسبه و أخطائه و لا تقبل بتطوير علم الشيوعية ، رأينا أنّ من أوكد واجباتنا أن نحارب بما أوتينا من طاقة هذه التحريفية و الدغمائيّة و نمارس الماركسية فنعبّد الطريق لإنتشار إستيعاب علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره . لذلك إتّخذ مشروعنا هذا شكل إصدار نشريّة إصطفينا لها من العناوين المعبّرة و المترجمة لفحوى هدفنا الجوهري " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و لاحقا أضفنا " و الروح الثوريّة للماوية اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ." و إنطلقنا منذ سنوات فى صراع إيديولوجي و سياسي تلبية لحاجة التمييز الواضح بين الماركسيّة الثوريّة و شتّى أرهاط التحريفية و الدغمائيّة و ما تفرّخانه من إصلاحيّة . و فى مقالاتنا و كتبنا التى تضمّنتها النشريّة المشار إليها أعلاه ، نقدنا عدّة فرق " يساريّة " متمركسة و ضمنها حزب الكادحين بتونس الذى أفردنا له كتابا تجدونه بمكتبة الحوار المتمدّن حمل من العناوين " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " . و فيه أعملنا سلاح النقد فى كتابين لأمينه العام فضلا عن عدّة أعداد من جريدته " طريق الثورة " و بيّننا بالدليل القاطع و البرهان الساطع مدى تشويه ذلك الحزب للماركسيّة [... ] و عقب صمت مريب لمدّة تناهز السنتين ، طلع علينا فى بداية أكتوبر 2016 أحدهم أمضى مقالين بإسم مستعار هو رفيق حاتم رفيق ، بردّ بإسمه و إسم حزب الكادحين و أصدقائه ... نوثّقه بحلقتيه كملحق لهذه الدعوة . [ 1- ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية ؛ 2- ناظم -الماوي- ومزاعم إحتقار نصف السماء ] و إنتظرنا إلى بدايات شهر ديسمبر 2016 ، أي لمدّة شهرين تقريبا ، أن يفي هذا الكاتب بوعده بتناول مواضيع عدّة لكن خاب أملنا إذ يبدو أنّ الكاتب عدل عن متابعة حلقات ردّه أو هو إعتبر ما ورد فى المقالين إيّاهما كافيا و شافيا حقّق بفضله مراده لا أكثر . " و كمقدّمة لبحثنا الجديد هذا لن نضيف على ما تقدّم سوى أنّنا من موقع الواجب الشيوعي في رسم خطوط التمايز و مزيد توضيح الفرق بين الفرقِ لأهمّيته في بناء و تطوير نظريّة شيوعيّة ثوريّة دونها لن توجد حركة ثوريّة حقّا ، نلج مجدّدا لجج هذا الصراع و نساهم في هذا الجدال ضد التحريفيّة و الإصلاحيّة بالنقاط التالية فضلا عن هذه المقدّمة : 1 ـ الحقيقة للجماهير أم مغالطة القرّاء و تضليلهم ؟ 2 ـ النقد المبدئيّ الجدّي و العلميّ و الدقيق أم الشتيمة ؟ 3 - حماقة أم ذكاء ؟ 4 - منّة أم واجب ؟ 5 ـ ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟ 6 - نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة أم الدفاع عنهما ؟ 7 ـ النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟ 8 ـ المنطق الشكليّ و المثاليّة الميتافيزيقيّة أم الماديّة الجدليّة ؟ 9 - " مزاعم إحتقار النساء " أم حقيقة خطّ إيديولوجي و سياسي ؟ 10 - إبداع أم إجترار ؟ 11 ـ تمخّض جبل فولد فأرا : خاتمة و من الأكيد أنّ من ينكبّ على النظر بتمعّن في هذا البحث سيدرك أنّ من يتبنّون الماركسيّة و يمارسونها و يطبّقونها و يعملون على تطويرها لا يساوون من يتّخذونها قناعا فحسب ويشوّهونها خدمة لمآربهم الشخصيّة و الفئويّة لا لتحرير الإنسانيّة . و هل يستوى الماركسيّون و المتمركسون ؟ ======================================== 7 ـ النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟ يتمّ التهجّم على ناظم الماويّ على أنّه أحمق في النظريّة و جبان في الممارسة العمليّة . و قبل كلّ شيء يثير هذا التهجنّى سؤالا إنكاريّا بحجم جبال الهيمالايا ؟ إن كان أحمقا نظريّا لماذا ، منطقيّا ، لا يكون أحمقا عمليّا ؟ و الحال أنّ هذه من تلك غالبا و عادة ما تسمع من الماركسيين قول إنّ النظريّة الثوريّة تؤدّى إلى الممارسة الثوريّة و تنيرها ، عموما ، بما يساهم في تقليص إمكانيّة الوقوع في أخطاء لأسباب متنوّعة ، كما تؤدّى النظريّة التحريفيّة و الإصلاحيّة إلى ممارسة تحريفيّة و إصلاحية . و يتفرّع عن ذلك المنطق الأخرق لذلك الحزب سؤال يبرز عند النظر إلى المسألة من زاوية مغايرة : أيعنى هذا أنّ ناظم الماويّ شجاع وجريئ نظريّا ، على " حماقته " ؟ أيكون هذا إطراءا تسلّل من غربال كاتب المقالين إيّاهما أم هو إقرار غير مباشر بحقيقة ؟!!! و ممّا تقدّم نستشفّ فصلا مثاليّا ميتافيزيقيّا لدى اللارفيق هذا بين النظريّة والممارسة العمليّة . و لا تفوتنا الإشارة إلى العلاقة الجدليّة بين النظريّة و الممارسة العمليّة و تحوّل كلّ منهما الواحدة إلى الأخرى كما يرشدنا إلى ذلك قانون التناقض / وحدة الأضداد و كما يحدث فى الواقع المادي الموضوعي و قد شرح هذا ماو تسى تونغ شرحا مستفيضا في " في الممارسة العمليّة " و في " في التناقض " . و إلى ذلك نضيف توضيحات أساسيّة غالبا ما يتجاهلها المتمركسون . ما هي الممارسة العمليّة ؟ لقد ذكرنا للتوّ ما صاغه ماو تسى تونغ بإقتدار في هذا المضمار منذ ثلاثينات القرن الماضي ، و تاليا بات معروفا في الصين الماويّة و لدى الماويين عالميّا أنّ هذه الممارسة العمليّة تتجسد في أشياء ثلاثة هي الصراع من أجل الإنتاج والصراع الطبقي و التجريب العلميّ . ولنأخذ الصراع الطبقي في علاقة بالنظريّة و نلتفت إلى لينين العظيم في مؤلّفه المنارة " ما العمل ؟ " ، وهو مؤلّف ما إنفكّ يدوسه دوسا بالأقدام المتمركسون ومنهم حزب الكادحين . لقد عيّن لينين ، في الفقرة المخصّصة لإنجلز والنضال النظري ، أنّ الصراع الطبقي يجرى على جبهات ثلاث هي الجبهة الإقتصاديّة و الجبهة السياسيّة و الجبهة النظريّة و حسب ظروف الصراع الطبقي الماديّة الملموسة قد يتبوّأ الصراع النظري المصاف الأوّل في الأهمّية . جاء على لسان لينين فى فقرة " إنجلس و النضال النظري " : " إنّ إنجلس لا يعترف بشكلين إثنين فى نضال الإشتراكية –الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] العظيم ( سياسي و إقتصادي ) – كما جرت العادة عندنا - بل يعترف بثلاثة أشكال واضعا فى مصاف الشكلين المذكورين النضال النظري... [ الكلام الآن لأنجلس ] " النضال بصورة منتظمة فى جميع إتجاهاته الثلاثة المنسجمة و المترابطة : الإتجاه النظري و الإتجاه السياسي و الإتجاه الإقتصادي العملي ( مقاومة الرأسماليين). "
و حزب الكادحين مثله مثل التحريفيين و الإصلاحيين الآخرين يمحو تقريبا كلّيا الصراع النظري و يغيّبه عمدا عامدا و يدين من يتولّى خوضه ، ليحلّ محلّه المقولات الإيديولوجيّة التحريفيّة و الإصلاحيّة و ويل كلّ الويل لمن يصدح بنقد لهذا التوجه الذى يمضى أيضا ضد ما نبّه إلى خطره ستالين من عدم الاهتمام بالنظريّة : " إنّ ميل المناضلين العمليّين إلى عدم الإهتمام بالنظرية يخالف بصورة مطلقة روح اللينينيّة و يحمل أخطارا عظيمة على النظريّة . إنّ النظريّة تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى إذا لم تنر النظريّة الثوريّة طريقه . إلاّ أنّ النظريّة يمكن أن تصبح قوّة عظيمة لحركة العمّال إذا هي تكوّنت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملي الثوري ، فهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة وقوّة التوجّه و إدراك الصلة الداخليّة للحوادث الجارية ؛ وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملي على أن يفهم ليس فقط فى أي إتّجاه و كيف تتحرّك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أيّ إتّجاه وكيف ينبغى أن تتحرّك فى المستقبل القريب . إنّ لينين نفسه قال و كرّر مرّات عديدة هذه الفكرة المعروفة القائلة : " بدون نظرية ثورية ، لا حركة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ " ، المجلّد الرابع ، صفحة 380 ، الطبعة الروسية ) " ( ستالين ، " أسس اللينينية - حول مسائل اللينينية " ، صفحة 31 ، طبعة الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت ) هذه ظاهرة قد نتناولها بالبحث أكثر مستقبلا بشيء من التفصيل لكن ما يهمّنا الآن و هنا هو أنّ ما يقوم به ناظم الماوي من عمل على الجبهتين الإيديولوجيّة و السياسيّة يصنّف بداهة ضمن الصراع الطبقي ّ و ليس خارجه و بالطبع ليس حماقة بل مساهمة محوريّة في الظروف الراهنة التى تستدعى ضمن ما تستدعيه نشر الشيوعيّة الماويّة الثوريّة مجسّدة اليوم في الخلاصة الجديدة للشيوعيّة كسلاح إيديولوجي و سياسي لدحر التحريفيّة و الإصلاحيّة و تعبيد الطريق لبناء حركة شيوعيّة ثوريّة فعلا ، قولا و عملا . و حالئذ ناظم الماوي منغمس أيّما إنغماس في خوض الصراع الطبقي وهو يمارس ممارسة عمليّة ثوريّة لا ينكرها إلاّ المثالي الميتافيزيقي المستهين بالحقيقة الماديّة الموضوعيّة . ناظم الماوي يمارس الماركسيّة و ينبذ التحريفيّة كما تعلّم من ماو تسى تونغ وهو بهذا يساهم في الإضطلاع بدور شرح و تطبيق و تطوير النظريّة الثورية التي تتطلّبها حركة الصراع الطبقي اليوم و الحركة الشيوعية التي تهيمن عليها التحريفيّة محلّيا و عالميّا . و مثلما قال لينين : لا حركة ثوريّة ونظريّة ثوريّة . و قد فهم ناظم الماوي هذا فهما جيّدا و كرّس جهوده للمساهمة في تلبية هذه الضرورة ، وهو واعي تمام الوعي أنّ الممارسة التحريفيّة والإصلاحيّة لن تفعل ، فى أفضل الأحوال ، كما دلّلت على ذلك ممارسة عقود على الصعيد العالمي وبوجه الخصوص الإنتفاضات فى بعض البلدان العربيّة في السنوات الأخيرة ، سوى تأبيد الوضع السائد ، لن تساهم في تغيير العالم تغييرا شيوعيّا ثوريّا ، لن تعبّد الطريق إلى العالم الشيوعي بل تقف سدّا في طريق النضال من أجله . وعلى حدّ ما وضّح لينين في مقاله عن الماركسية و التحريفيّة ، جوهر التحريفيّة هو الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء . و يريدون من ناظم الماوي أن يكون مثلهم و يكرّس الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء . لأنصار الخلاصة الجيدة للشيوعية ، الشيوعيّة الجديدة هدف أسمى هو بلوغ العالم الشيوعي و القيام بالثورة وتحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي وهم يربطون على الدوام و بإستمرار كلّ تنظيراتهم و ممارساتهم بهذا الهدف الأسمى، لا بالحركة من أجل الحركة و لا بمصلحة هذا الشخص أو هذه المجموعة . و أكثر من ذلك ، هل تتّصف الممارسة العمليّة لناظم الماوي بالجبن ؟ إن كانت ممارسة الماركسيّة ، ممارسة النقد الماركسي للتحريفيّة و الإصلاحيّة و عدم مهادنتهما جبنا ، فناظم الماوي جبان بإمتياز و يفتخر بذلك ! و إن كانت ممارسة حزب الكادحين للتحريفيّة و الإصلاحيّة و مهادنته للتحريفيين و الإصلاحيين شجاعة ، فهنيئا له ( و لأصدقائه ، كيف لنا أن ننسى ذلك ؟! ) بشجاعته هذه ! و هكذا يشوّه حزب الكادحين الماركسيّة فى هذه المسألة أيضا ، مسألة النظريّة و الممارسة العمليّة و العلاقة الجدليّة بينهما. ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة أم الدفاع عنهما ؟ )6) المزيد عن
...
-
ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟ )5) ال
...
-
منّة أم واجب ؟ )4) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي ل
...
-
حماقة أم ذكاء ؟(3) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي ل
...
-
النقد المبدئيّ الجدّي و العلميّ و الدقيق أم الشتيمة ؟ 2)) ال
...
-
الحقيقة للجماهير أم مغالطة القرّاء و تضليلهم ؟ )1) المزيد عن
...
-
مقدّمة -المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحي
...
-
المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين تونس-
...
-
خاتمة كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم
...
-
عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد- اليسار - – النقطة 6 من الفصل ا
...
-
ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا – النق
...
-
ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر – ال
...
-
الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة /
...
-
سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية – النقطة 2 م
...
-
فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته – النقطة 1 من الفصل الرابع
...
-
مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوع
...
-
سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا – النقطتان 4 و 5 من
...
-
دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي ل
...
-
سلامة كيلة يتلاعب بلينين و يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة
...
-
الإنتخابات الأمريكيّة و الديمقراطية و الفاشيّة : دروس و عبر
...
المزيد.....
-
مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز
...
-
بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا
...
-
الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا
...
-
توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 600
-
العدد 601 من جريدة النهج الديمقراطي
-
ارتفاع أسعار الذهب اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025.. توقعات باس
...
-
الجبهة الشعبية في يوم الأسير: الأسرى في قلب المعركة الوطنية
...
-
الفصائل الفلسطينية: سلاحنا للدفاع عن النفس والغزّيون طليعة ج
...
-
م.م.ن.ص// من يمول الإبادة الجماعية؟ ومن يسهلها؟
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
-
نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم
...
/ بندر نوري
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
المزيد.....
|