أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - حامد الحمداني - مهمات الطبقة العاملة احداث نقلة نوعية في علاقات الانتاج ونحقيق العدالة الاجتماعية














المزيد.....

مهمات الطبقة العاملة احداث نقلة نوعية في علاقات الانتاج ونحقيق العدالة الاجتماعية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 21:21
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


المجد للأول من أيار عيد الطبقة العاملة

مهمات الطبقة العاملة في إحداث نقلة نوعية في علاقات الانتاج
وتحقيق العدالة الاجتماعية
حامد الحمداني 28/4/2017

أحدث سقوط التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وانهيار منظومة المعسكر الاشتراكي انتكاسة كبرى ليس فقط بالنسبة لشعوب هذه البلدان وحلمهم في قيام عالم جديد قائم على أسس من العدالة الاجتماعية، وإنهاء استغلال الانسان لأخيه الإنسان، بل أن الكارثة قد حلت بالعالم اجمع، بعد أن اصبحت الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة القطب الأقوى في العالم، وتحول هذا العالم في عهد العولمة إلى سوق مفتوح، وتداخل واسع النطاق للرأسمال العالمي والشركات المتعددة الجنسيات، ولاسيما بعد حصول هذا التطور السريع والكبير لوسائل الاتصال التي جعلت من العالم قرية صغيرة، ولم تعد الحدود تقف حائلاً أمام تداخل وهيمنة الشركات والمؤسسات الرأسمالية على الاقتصاد العالمي.

لقد أدى هذا التغيير الدرامي المتسارع إلى اشتداد الضغوط التي تمارسها الرأسمالية العالمية على الطبقة العاملة في مختلف بلدان العالم بعد أن فقدت سندها القوي الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، واشتداد قبضة الشركات والمؤسسات الرأسمالية على الطبقة العاملة، واغتصاب حقوقها المشروعة في تأمين العدالة الاجتماعية، وتأمين حياة كريمة تليق بالإنسان العامل الذي هو العنصر الحاسم في خلق كل هذه المنجزات التي تشهدها البشرية في عالم اليوم، ولا تحصل لقاء جهدها الكبير سوى النزر اليسير، في حين تتكدس مئات المليارات في جيوب أصحاب الشركات الاحتكارية والكارتيلات والمؤسسات الرأسمالية الكبرى.

لقد باتت الرأسمالية العالمية أكثر جشعاً في استغلال جهد الطبقة العاملة، وزاد من هذا الاستغلال التطور الهائل في وسائل الإنتاج ودخول عصر الأتمتة الذي حول العامل إلى آلة صماء لا تستطيع الفكاك من متابعة العمل ولو للحظة واحدة، حيث يفرض هذا التطور أن يسير العمل دون توقف في كل مراحل الإنتاج، فأي تأخر في أي من مراحل الإنتاج يؤدي إلى تأخر المراحل التالية، وهكذا تصبح الآلة هي التي تتحكم في عمل الانسان، ولذلك فلابد للعامل أن يتحول في نهاية المطاف إلى جزء من هذه الآلة حيث يستنزف أقصى طاقته في هذا العمل المستمر دون توقف.

إن هذا التطور في وسائل الإنتاج، وتصاعد الاستغلال لجهد الطبقة العاملة، وتصاعد الضغوط التي يفرضها طبيعة العمل لابد أن يفرض على الطبقة العاملة أن تغير أساليب نضالها المشترك كماً ونوعاً من خلال تنظيماتها السياسية والنقابية كي تستطيع فرض شروط عمل أفضل، وأجور تتناسب والجهد المبذول، والذي يحقق للطبقة العاملة مستوى من الحياة المعيشية تليق بالإنسان على المدى القريب، والسعي الجاد والمتواصل من خلال تنظيماتها الحزبية المسترشدة بالماركسية وتطويرها بما يتلاءم والعصر الحالي وخلق الظروف التي تمكن في نهاية المطاف نضال الطبقة العاملة من أجل تغيير حقيقي لعلاقات الإنتاج، وهو الذي يمثل الهدف الأبعد لنضال الطبقة العاملة.

إن فشل التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي لن تكون نهاية المطاف أبداً، والمجتمع الإنساني سبق أن مر بمراحل متعددة، وكل انتقال من مرحلة إلى أخرى قد يصاحبه أخطاء وانتكاسات، كما حدث في الاتحاد السوفيتي، لكن هذه التجربة والتجارب التي سبقتها، والتي ستليها، ستعلم الطبقة العاملة وأحزابها السياسية وتنظيماتها النقابية كيف تستفيد من تجاربها وتتجاوز أخطائها، والسير الحثيث من أجل خلق عالم جديد، وعلاقات إنتاج جديدة تحقق حلم الطبقة العاملة، وسائر المجتمع الإنساني بحياة رغيدة خالية من الاستغلال واستعباد رأس المال.

أن الماركسية بما قدمته لنضال الطبقة العاملة وإنجازاتها كان كبيراً جداً، ولولا الأخطاء التي وقع فيها قادة الاتحاد السوفيتي الذين حولوا النظام الاشتراكي الذي سعى مؤسس الدولة لنين لبنائه ليكون نموذج للعالم اجمع، إلى رأسمالية الدولة، بالإضافة إلى انتهاك الحقوق الديمقراطية للشعب السوفيتي وشعوب المعسكر الاشتراكي، لكان عالم اليوم غير هذا العالم الذي بات فيه الرأسمال العالمي يتحكم بمصير الشعوب، لكن هذا التحكم لن يستمر إلا إلى حين.

ستبقى الماركسية هي السبيل الذي يهدي البشرية لتغيير الواقع الذي تعيشه اليوم، وتعلم الطبقة العاملة وأحزابها السياسية أساليب النضال لتحقيق حلم البشرية في مجتمع عادل لا مكان فيه للاستغلال، مجتمع لا مكان فيه للفقر والعوز والبطالة، مجتمع تتحقق في ظله كامل حقوق الانسان في الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد.

إن منظري الرأسمالية مهما حاولوا تلميع وجهها لن يفلحوا أبداً في مسعاهم لسبب بسيط هو كون النظام الرأسمالي قائم في الأساس على استغلال الإنسان لجهد أخيه الانسان، فهو نظام تنتفي فيه العدالة، وستكون الرأسمالية في نهاية المطاف عاجزة عن تقديم حل حقيقي وإنساني للتناقض الحاصل بين المستغِلين ( بكسر الغاء) والمستغَلين (بفتح الغاء) إلا من خلال نظام بديل يؤمن للإنسان العدالة الاجتماعية الحقيقية الخالية من الاستغلال والاستعباد.
تحية للطبقة العاملة وشغيلة الفكر في عيدها المجيد .
ليكن هذا اليوم المجيد الحافز لنضال الطبقة العاملة وشغيلة الفكر من أجل عالم أفضل
المجد لشهداء الطبقة العاملة وشغيلة الفكر في العالم أجمع.




#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو السبيل للتصدي للإرهاب في العالم اجمع
- في الذكرى الرابعة عشر للغزو الامريكي للعراق
- الكذب لدى ابنائنا وانواعه واسبابه وعلاجه
- واقع الأسرة وتأثيره على مستقبل الاطفال
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال/ الحلقة الخامسة والاخيرة
- المعلم وضرورة اعداده لتربية اجيالننا / الحلقة الرابعة
- المعلم وضرورة اعداه لتربية اجيالنا / كيف ينبغي أن يقوم المعل ...
- فاز ترامب وهُزمت كلينتون، وانتصر الشعب الامريكي
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال/ كيف ننهض بمستوى المعلم؟
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال
- المجد لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا
- متى يقيم العرب كياناً حقيقياً يجمعهم ؟
- ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، والدروس والعبر منها
- من اجل اعادة حقوق قائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم
- الدعوة لتقسيم العراق خيانة وطنية كبرى
- في الذكرى الثامنة والستين للنكبة / أضواء على تطورات القضية ا ...
- في الذكرى الثامنة والستين للنكبة / أضواء على تطورات القضية ا ...
- أضوء على تطورات القضية الفلسطينية الحلقة الاولى 3/1
- انقلاب رشيد عالي الكيلاني
- العراق وتداعيات الحرب العالمية الثانية / القسم الاول 2/1


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - حامد الحمداني - مهمات الطبقة العاملة احداث نقلة نوعية في علاقات الانتاج ونحقيق العدالة الاجتماعية