نزل إلى الشوارع يوم السبت 15-2-2003، في أروع وأضخم مبادرة جماهيرية، عدة ملايين من المتظاهرين في أكثر من 600 مدينة في العالم، معبرين عن اعتراضهم وغضبهم الشديد على الحرب الوشيكة على العراق التي تنوي أمريكا و الناتو القيام بها.
إن قيام الملايين من المتظاهرين في شتى أنحاء العالم بالتظاهرات و الاحتجاجات ليقولوا لا للحرب و لا لهيروشيما جديدة في العراق، و يقولوا لا للاستراتيجية والسياسات الداعية للحرب للهيئة الحاكمة في أمريكا وليعترضوا بوجه غطرستها العسكرتارية، كان بادرة عظيمة للإنسانية المتحضرة و انعكاس لجزء صغير جدا من قدرتها النضالية الكامنة على تغيير مستقبل العالم.
لقد بينت تظاهرات الأمس عمليا، بان البشرية المتحضرة، مصممة على الاعتراض ضد الحرب الكارثية الوشيكة على العراق وهي التي بوسعها وحدها فقط درء خطر نشوبها. إن سد الطريق أمام أمريكا لشن الحرب على العراق وإيقاف غطرستها العسكرية، التي تريد عن طريقها إيجاد نظامها الاستعبادي "العالمي الجديد، أمر ممكن إذا أقدمت القوة العالمية المحبة للحرية على الاعتراض بوجهها. فالتظاهرات العالمية ضد الحر ب يوم السبت تشكل الخطوة الأولى على هذا الطريق.
إن مئات الملايين من الجماهير الغاضبة و المعترضة ضد الحرب في جميع أنحاء العالم تعرف جيدا و غير مستعدة أن تقبل أكاذيب الهيئة الحاكمة في أمريكا و دوائرها الإعلامية العميلة. فلا يمكن تبرير حرب كارثية على العراق بأنها من اجل نزع أسلحة الدمار الشامل في الوقت الذي يمتليء العالم بهذه الأسلحة. إن الأكاذيب و الدعايات الحربية كإنشاء “الديمقراطية" و الخلاص من "الدكتاتور" و"الحرب على الإرهاب"، لا تقنع أحدا. فحتى الهيئة الحاكمة في أمريكا وإعلامها يعرفون بان قوة تأثيرها على ايهام الرأي العام باتت ضعيفة، حيث لا يخفي على احد بان العالم لا تنقصه الأنظمة الدكتاتورية و إن الحر ب على العراق تقوي الإرهاب الإسلامي و تبقي على المستنقع الذي يتغذى منه الإسلام السياسي في المنطقة. إن التظاهرات الجماهيرية المليونية ضد الحرب كانت أيضا بمثابة رد على كل تلك الأكاذيب التي تقدمها الهيئة الحاكمة في أمريكا و بريطانيا والإعلام المأجور كتبريرات لارتكاب جريمة الحرب.
إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يهنئ الحركة التقدمية العالمية المناهضة للحرب وكل محبي الحرية في العالم بالنجاح الذي أحرزته تظاهرات يوم 15-2. نحن في الحزب، نشطاء الحركة العالمية التقدمية المناهضة للحرب، ناضلنا و لا نزال بقوة ضد تهديدات أمريكا بالحرب على الجماهير في العراق و نناضل منذ سنوات من اجل رفع الحصار الاقتصادي و إنهاء تدخل أمريكا وسياساتها المناهضة لجماهير في العراق. إن جميع منظمات الحزبين الشيوعيين العمالي العراقي والإيراني في أوروبا و كندا و استراليا شاركت بحزم في تظاهرات يوم السبت رافعة شعار لا للحر ب و لا لهيروشيما جديدة في العراق، لا للنظام العالمي الجديد، ولا للحصار الاقتصادي. كما و نؤكد مرة أخرى بان الجماهير في العراق تستحق مستقبلا أفضل لا العيش تحت ظل النظام البعثي الفاشي ولا تحت ظل حكومة عرقية- إسلامية وطائفية موالية لأمريكا، كما تريد المعارضة البرجوازية العراقية.
16-2-2002