|
داء التعصب الديني... بديل الصراع الطبقي!...
ميخائيل عون
الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 14:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أجل، هذا هو الشعار المقدس، في هياكل طواويس رجال الدين... ليكون البديل للصراع الطبقي... وأعني بهذا الشعار: وباء التعصب الديني... ومرض التعصب الطائفي... الأعور... والتعصب المذهبي الأعرج...!! هذا التعصب، هو البديل عندهم للصراع الطبقي عندنا...!! *** ولنقل صراحة أن أكثر الأعمال تحريفاً وتشويهاً للحقيقة... والوعي الطبقي، ما يقوم به رجال الدين في هياكل الأوثان وترويج الأفيون... وهدفهم الأكبر إحلال التعصب الديني محل الصراع الطبقي الذي أخذ في عصرنا ينمو ويزداد وعياً وإدراكاً...!! *** وسابقاً قال لينين في محاضرته: "موقف الأحزاب والطبقات من الدين والكنيسة": "أن هؤلاء الكهنة ليسوا موظفين في جبة كاهن... بل هم اقطاعيون في جبة كاهن للدفاع عن امتيازات الكنيسة... الاقطاعية والدعم الصريح للقرون الوسطى"...!! *** وقال لينين في هذه المحاضرة: "لكي يظل الشعب رازحاً تحت نير العبودية الروحية، تتحالف الكنيسة مع الوحوش الاقطاعيين..."، في أنظمة الإستبداد والاستعباد... وهو يتحالف عندنا أصحاب العمائم، التي يصفها "ولي الدين بالهوادج، مع تجار الأفيون... في سوق المخدرات لشل العقول وتشويه الوعي والروح معاً"...!! *** وإحلال كل أنواع الخرافات والتعصب الديني، محل الصراع الطبقي الذي أخذ ينجو، سياسياً متخطياً كل خرافات التوراة وأضاليل أنبياء تابوت العهد...!! *** يقول لينين في رسالة إلى مكسيم غوركي: "إن فكرة رجال الدين والاقطاعيين على إبقاء الشعب في تابوت العهد...!! إن فكرة الله خدّرت الملوك وأوهنت دائماً المشاعر الإجتماعية باستبدالها ما هو حي بما هو ميت"...!! إن تقديس الملوك في القرون الوسطى، في أوروبا... وتأليه الخلفاء عند المسلمين في القرون "الخوالي"..: "خليفة الله يُستسقى به المطر" لهو أفضل برهان على أن الدين كان ولا يزال الوسيلة الأفضل، عند الطبقات الحاكمة، لترويض العقول وفرض الطاعة على المستعبدين، للذين يستعبدونهم. *** هذا ما كان سائداً في روسيا القياصرة وهذا ما يحدث عندنا في زماننا وعندنا ألف راسبوتين... وهذا يجعلنا نعود إلى كتاب "هنري لوفابر" كارل ماركس لنرى جيداً، وكما هو في الواقع، موقف ماركس من الدين...!! في كتاب "كارل ماركس" كتب هنري يقول: كتب ماركس في أحد مؤلفاته الأوفى: المساهمة في نقد فلسفة الحقوق عند هيغل: "إن الدين أفيون الشعب" من الشائع أن هذه المقولة تعني أن "الشعب يثمل بالدين، كما يثمل الإنسان بالخمرة لكي ينسى متاعبه. وأن الشعب يُسقى هذا المهيج لكي ينسى مطالبه ودوره السياسي العظيم. لا شك في أن هذا التعبير يتلاءم مع فكرة ماركس، غير أن هذه الفكرة أرفع مدلولاً، وأكثر دقةً، ولنعد إلى قراءة الصفحة كلها... "الإنسان يصنع الدين... وليس الدين يصنع الإنسان. الدين وعي الإنسان ذاته. أما حين لم يكن قد وجد بعد بعد. وأما أثر فقده هذه الذات... والإنسان هو عالم الإنسان، الدولة والمجتمع، هذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين، وهو وعي مزور عن العالم، لأنه يصدر عن عالم مزور... والدين هو، النظرية العامة لذلك العالم... ودائرة تراثه الشعبي ومفخرته الفكرية والروحية، ومجال حماسته والبراءة التي ترضي حسه المعنوي الأخلاقي، وشيء جليل يكمل ما يحسه من نقص وموضوعه الدائم الذي يجد فيه العزاء والتبرير... إن البؤس الديني هو التعبير عن البؤس الواقعي والإحتجاج على هذا البؤس الواقعي... إن الدين زفرة الكائن المثقل بالألم، وروح عالم لم تبقَ فيه روح وفكر عالم، لم يتبقَ فيه فكر... أنه أفيون الشعب... إذن، فنقد الدين هو الخطوة لنقد هذا الوادي الغارق في الدموع حيث هالة الدين"... تتوهج وتزداد تضليلاً وغشاً وأفيوناً في توهج هالتها...!! *** والآن... لا بدّ من لزوم ما يلزم؛ فعندما ينتقد "نيتشه" الدين المسيحي يبادر كل من يحمل على رأسه تاجاً كذنب الطاووس إلى منحه لقب "المفكر الكبير"... أما عندما يقول ماركس في مقالته: "الدين أفيون الشعوب"... فينكرون عليه لقب مفكر...!! أما سبب ذلك فيعود إلى إعلانه أن الإشتراكية هي حتمية تاريخية في كونها البديل المحتوم لنظام رأس المال...!! *** وأخيراً... أقول تأكيداً وتكراراً هذا هو السبب الذي جعل ذوي التيجان، وحملة الصولجان يكافحون لجعل التعصب الديني والطائفي بديلاً سياسياً في الصراع الطبقي!...
#ميخائيل_عون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اجدد تردد لقناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل وعرب سات حدث
...
-
بقائي:الهجمات الاسرائيلية المتكررة على اليمن هي لتدمير الدول
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024.. القناة الأولى لأناشيد وبر
...
-
الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم
...
-
الجهاد الاسلامي والشعبية: ندين المجزرة الدموية بحق صحفيين في
...
-
الجهاد الاسلامي: ندين بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق الاعل
...
-
إدانات لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى
...
-
الإمارات تدين اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي المسجد الأقصى
-
“في خمس خطوات”.. حدّث الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد -
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|