أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان توفيق - التثليث في الاديان















المزيد.....

التثليث في الاديان


مروان توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 07:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت الديانة المثراسية هي الديانة الغالبة في عهد الدولة الرومانية قبل ظهور المسيح, و مثراس هو الاله الذي كان يعبد في بلاد فارس. فمن هو هذا الاله؟ قبل مئات السنين من ظهور المسيح وعند ولادة مثراس زار ثلاثة من الحكماء الوليد مثراس وجلبوا معهم هدايا ومصوغات ذهبية وقدموها الى ام الوليد تبركاً بقدومه الى العالم. كان يوم ميلاده في الخامس والعشرين 25 من شهر ديسمبر وهو نفس اليوم الذي سمي فيما بعد بعيد ميلاد الاله الشمس. وفقاً لمؤرخي الديانة المثراسية, فأن مثراس مات على الصليب, وقبل موته بأيام حضر العشاء مع أثني عشر من أتباعه المقربيين وسمي ذلك العشاء بالعشاء الاخير, أما أتباعه الاثنا عشر فهم يمثلون دائرة الابراج ألاثني عشر في منظومة الشمس! بعد موت مثراس على الصليب وضع جسده في تابوت صخري.
في فصل الربيع وبعد صلبه صعد مثراس الى السماء في اليوم الذي تساوى فيه طول وقت الليل مع وقت النهار وهو تاريخ عيد الفصح المعاصر!
كما نرى مما أعلاه تبدو المسيحية وكأنها قد أخذت قوام مذهبها من الديانة المثراسية. وبالرغم من كون مصادر الديانة المثراسية شحيحة نوعا ما في عصرنا الراهن فأن شواهد كثيرة تبرهن على التشابه بين الديانتين وبالاخص في معابد مثراس التي لا تزال قائمة حاليا في مخلفات الدولة الرومانية, فهناك معابد في بريطانيا وفي وسط أوربا والى فلسطين جنوباُ. المعابد قد بُنيت تحت الارض في كهوف حجرية وقد زُخرفت بأتقان , وفي مدينة روما الحالية هذه المعابد لا تزال قائمة تحكي تلك الديانة القديمة.
ومن الملفت للنظر أنه مكتوب في مدينة الفاتيكان " الذي لا يأكل من جسدي ولا يشرب من دمي وذلك من أجل أن يكون معي ومن أجل أن أكون معه سوف لن يكتب له الخلاص!" هذه الكتابة تبدو مألوفة لدينا لانها من الاقوال المنسوبة للمسيح ولكننا سنستغرب أذا ما عرفنا أنها قد كُتبت قبل ظهور المسيح و حُفرت على جدار معبد مثراسي لايزال قائماُ في مدينة الفاتيكان!
لو نعود الى الانجيل لبدا للقارىء المتمعن أن ولادة المسيح لم تكن في 25 من شهر ديسمبر لأن الرعاة عادة ما يرعون أغنامهم في الصيف وليس في فصل الشتاء البارد كما أن الاغنام تلد في الموسم الحار أيضا وأولئك الرعاة في ذلك الموسم كانوا من حضر ولادة المسيح , يقول بذلك الباحث فرانسيس كومونت في بحثه حول ولادة المسيح ويضيف أنه من الغريب أن ديانة مثراس تحتفل بعيد ميلاد مثراس في يوم 25 ديسمبر منذ أكثر من 4000 سنة و أتبعهم بعد ذلك المسيحيون في العصر الحالي!
ثم يستأنف بقوله أن مثراس عاد الى الارض ليدرس الانسانية وسماه أتباعه ب"نور العالم" وهي نفس العبارة التي يستخدمها المسيحيون حين يشيروا الى المسيح!
مثراس الذي أبوه أله وأمه انسية أمسى (لاهوت وناسوت) وهذا ما أدرك تأثيره على المسيحية فيلو الاسكندري بعد أنتشار المسيحية في مصر عندما كان يحذر من ألافكار الدخيلة على المسيحية من الديانة المثراسية, حيث انتشرت فكرة الامتزاج بين اللاهوت والناسوت ثم سيطرت على المسيحية واصبحت جزء من عقيدتها.
تموز في الزمن الغابر كان اله وانسان أيضا وسمي ب "أدون" و تعني الكلمة ألاله, وأسطورة أدونيس اليوناني بنيت عليه!
الحقيقة أن أولئك "ألالهة" في العهد الغابرا تنهض بعد موتها لتبقى حية ومنها الاله( أوسريس) المصري. ويبدو جليا أن أسطورة أوسريس ما هي الا نسخة من قصة المسيح والأصح القول بالعكس . وفيما يلي أمثلة للألهة في العهود الوثنية واوجه تشابهها بقصة المسيح.

1-أتيس في فريجيا: ولد من العذراء نانا في شهر ديسمبر. وكان في ان واحد أب وولد الهي. وسمي بالمنقذ, صُلب على شجرة من أجل الجنس البشري كافة. دُفن ولكن في اليوم الثالث الرهبان وجدوا تابوته فارغاُ حيث كان قد قام من الموت في 25 من شهر مارس( أذار). أتباعه تعمدوا بالدم ليغسلوا ذنوبهم وأيضا أكلوا خبزأ وأعتبروا ذلك الخبز جزء من جسد (مخلصهم) أتيس!

2-بوذا في ألهند: ولد من العذراء مايا في 25 ديسمبر. أًعلنت ولادته النجوم وحضرها رجال حكماء وجلب الرجال هدايا ثمينة بمناسبة الميلاد. في ساعة الميلاد كانت الملائكة تنشد مبشرة بولادته. تعمََد بالماء بحضورالاله. أشفى المرضى ومشى على الماء ! في بعض مناطق الهند وليس كلها يقال انه مات على الصليب! ولكنه عاد للحياة ورجع الى السماء ( اصل النرفانا), وسيعود يوماً ليقاضي الناس. من ألقاب بوذا( ملك الملوك, النجار, ألفا و أوميغا,حامل الاثام, سيد, نور العالم).

3-ديونيسوس في اليونان: ولد من عذراء في 25 ديسمبر, من معجزاته أنه حول الماء الى نبيذ, قام من الاموات في 25 مارس(اذار) !
من القابه( المخلص, حامل الخطايا, الفادي, ألفا و أوميغا).

4-هركليس في اليونان: ولد في ديسمبر من عذراء, صلب في شهر اذار. من ألقابه( امير السلام, أبن الحق)

5-كريشنا في الهند: ولد من العذراء (ديفاكي), كانت ولادته في كهف وانار الكهف بنوره الساطع, رعاة البقر عشقوا يوم ولادته حيث النجوم كانت قد اعلنت ميعاد ولادته. الملك الهندي( كانسا) أمر بذبح مئات الاطفال الذين ولدوا في ليلة ميلاد كريشنا من أجل القضاء عليه لكنه لم يفلح, حيث نجا كريشنا.كان كريشنا كثير الاسفار و صنع معجزات كثيرة. كريشنا مات على الصليب , لكنه صعد الى الجحيم ثم نهض ثانية في اليوم الثالث و صعد الى الجنة!{ ملاحظة: نيكوديميس يقول أن المسيح صعد الى الجحيم أولاُ}
كريشنا سيعود مرة ثانية وسيقاضي الناس. كريشنا هو الاقنوم الثاني في التثليث الهندي.

5- أوزيريس في مصر: أنه( جاء ليكمل الناموس)! سمي ب (كرست) بما معنى المختار, ولد من رحم العذراء (اسيس-ميري) في25 ديسمبر . ولادته اعلنتها النجوم وحضر ولادته ثلاثة رجال حكماء. عُمد في نهر اروتانا من قبل( انوب المعمد). مات على الصليب بين أثنين من السُراق في شهر اذار, ثم قام من الاموات. معاناته , موته وولادته يُحتفل بها كل عام من قبل اتباعه.
من ألقابه( كلمة الحق, أبن الانسان, ابن الاله, الحقيقة, النور).

أوجه التشابه مابين المسيحية والديانات الوثنية القديمة:
1- التثليث: عُرف التثليث في ديانات وثنية كثيرة قبل المسيحية منها : في بلاد فارس" مثراس-فوهو-ماناروشنو" , في مصر "امون-موت-خونسو" وكذلك في مصر" اوسيريس-ايزيس-هورس".
2- الولادة من عذراء: ولدوا من عذراء وهم انصاف الهة مثل: زرادشت, بوذا, مثراس, كريشنا, اوسيريس, اتتس, تموز, بيرسوس, داونيسس, المسيح.
3- القيامة من الموت: في فصل الربيع عند تساوي الليل والنهار يقوم من الموت ابن العذراء وابن الاله وهو عيد القيامة
4-الميلاد: كما مر رأينا كيف ان الميلاد هو دائماً في 25 ديسمبر.

ماهو تأثير الشمس وعبادة الشمس في الاديان الوثنية وتأثيرها على المسيحية؟
في كتابه " أصل المسيحية والتساؤل عن المسيح تاريخياُ" يقول الكاتب ارجارا: أن اصل التشابه في الاديان الوثنية التي عبدت الشمس والاديان التي اتت بعدها وتأثرت بها وبالاخص المسيحية يعود الى حركة الشمس ومسارها في الابراج الاثنى عشر في السماء! ويفسر قوله هذا بأن جميع انصاف الالهة وانصاف البشر(لاهوت+ناسوت) قد ولدوا في 25 من شهر ديسمبر للسبب الاتي: القدماء في الماضي ادركوا أن الشمس تنزل جنوبا عن محورها تديجيا حتى يوم 21-22 ديسمبر ثم تتوقف عن ذلك لمدة ثلاثة ايام وبعدها تعود لتصعد شمالا في يوم 25 ديسمبر. في تلك الايام الثلاث من يوم 22 ألى يوم 25علل القدماء ذلك التوقف لحركة الشمس ثم العودة من جديد في يوم 25 ديسمبر بأنه ميلاد الشمس, لهذا السبب أحتفلت تلك الاقوام السالفة على اختلاف منشأها وتقاليدها , أحتفلت بعودة الشمس الى الحياة في يوم ميلاده في 25 ديسمبر. وفيما يلي وصف لاله الشمس في تلك الديانات :
*أنه يولد في 25 ديسمبر, ويستأنف رحلته شمالا.
* في بعض التقاويم تبدأ السنة في برج العذراء ويبدو وكأن الشمس قد ولد من العذراء.
*الشمس هو (نور العالم) و(يأتي فوق السحاب) و(يمشي على الماء) و(حوله هالة من النور).
*أتباع الشمس هم الاثني عشر برجاُ(عدد الحواريين).
*الشمس(يصلب)(يُشطر) في مسيرته عندما يمر في محيط الارض و ينتصف الوقت في فصل الربيع بتساوى وقت الليل والنهار وهو عيد القيامة.
*********************
عندما كانت قصة المسيح جديدة, مثراس والمثراسية كانت قد امست قديمة. وكانت المثراسية قد اثبتت موقعها في روما . في كل عام وفي منتصف الشتاء كان ابن الاله (مثراس) يولد واضعا بداية جديدة لعام جديد. في 25 من شهر ديسمبر كانت معابد الاله مثراس في اوربا توقد الشموع تبركاً بالميلاد, ورجال الدين بملابسهم البيضاء يحتفلون بذلك اليوم المقدس مطيبين المعابد بالبخور. فالمخلص مثراس (ابن الاله),(الفادي) ومعه الاثنا عشر سيأتي ثم يذهب لنشر النور في العالم.
لم يجد قسطنطين الذي كان مثراسيا مؤمنا بالاله الشمس سوى الابقاء على العادات القديمة من الدين القديم (دين مثراس) وقبول دين جديد اسمه المسيحية. و على سبيل المثال لا الحصر ابقى قسطنطين يوم الاحد عيدا مقدسا في كل اسبوع ,ذلك اليوم الذي سمي على اسم الاله مثراس
Sunday
نعم هو يوم الشمس وفيه يتم الذهاب الى المعابد لتمجيد الرب مثراس.
كثير من المحققين لم يجدوا محيصا سوى التسليم بصحة تأثير مثراس على المسيحية , منهم بورفري من القرن الثالث, ماكس ميللر, ايرنست دي بونسين, جوزيف ويليس, البرت جرج وود وكلهم من القرن التاسع عشر, وفي عصرنا الحالي ت.دوان. حيث ينتهي هؤلاء البحاث الى التسليم بأن المسيحية اليوم هي ليست بعلاقة الى مسيحية المسيح الحقيقي وانما تحمل الاسم وتتبع مثراس الى حد بعيد! الى حد أن البابا ليو قال( أن من المعروف أن الوجه الغائب للمسيحية قدم لنا منفعة) ذكر ذلك القس روبرت تيلر في كتابه
"The Diegesis"
وختاما هذا التشابه لا يمكن تجاهله , وقد يفتح الباب لمن كانت هذه الحقائق جديدة عليه ليغوص في عالم البحث والدراسة.



#مروان_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم يقظة
- رويدا يرحل الظلام


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان توفيق - التثليث في الاديان