أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الأسعد بنرحومة - العولمة وعولمة العلمانية















المزيد.....


العولمة وعولمة العلمانية


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 09:47
المحور: المجتمع المدني
    


العولمة هي فكر غربي ظهر مع الاعلان الامريكي عن النظام العالمي الجديد اثر سقوط الاتحاد السفياتي , هذا الفكر يروج له العديد من المضبوعين بالغرب وبثقافته من بين افراد الامة على اساس انه مجرد شعار اقتصادي ليبرالي في حين انه في حقيقته ليس كذلك , بل هو مصطلح غربي وهو فكر شامل لجميع نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية , وقد ظهر خاصة بعد هيمنة امريكا على السياسة الدولية وتفردها بالموقف الدولي بل وتفردها في ادارة وتسوية مشاكل العالم . وذلك ان امريكا ادركت ادراكا تاما انها لو سارت على نفس الطريقة التي سارت عليها الدول الاستعمارية كفرنسا وبريطانيا فانها ستفشل فشلا ذريعا فعملت على وضع الخطط والاساليب والوسائل التي تضمن لها السيطرة على العالم والانفراد به كقوة واحدة في العالم وذلك بالتزامن مع العمل على نشر مفاهيم المبدا الراسمالي وقيمه .
وكانت الخطوة الاولى للسيطرة هو انشاء منظمة دولية جديدة عوض " عصبة الامم " المنهارة وذلك بعد المشاورات التي اجراها الرئيس الامريكي " ترومان " مع حلفائه وتم التصويت على انشائها في سان فرنسيسكو في امريكا في شهر نيسان 1945م بحضور 50 دولة فكانت " منظمة الامم المتحدة " .
ثم تفرع عن هيئة الامم المتحدة : الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي .
وكذلك صندوق النقد الدولي وكان طريقة انشائه مصاغة بشكل يؤدي الى هيمنة امريكا على قراراته اذ جعلوا الاصوات التي تتمتع بها الدول تتوقف على حجم حصتها في الصندوق , ولما كانت حصة امريكا هي الاكبر " 27,2في المية " من راس المال فان قراراته كانت قرارات امريكية .
كما تفرع عنها ايضا " البنك الدولي للانشاء والتعمير " وابرز اغراضه اعادة اعمار ما دمرته الحرب ومساعدة الدول المتخلفة .وفي 1947 اسست امريكا مع 23 دولة صناعية " اتفاقية الغات " وهي الاتفاقية العامة على الرسوم الجمركية والتجارة .والهدف منها تحرير التجارة والتبادلات التجارية والتدفقات المالية ما يمكن امريكا من غزو اسواق هذه الدول والتاثير على اقتصادياتها .ولما فشلت هذه الاتفاقية وقع تعويضها بمنظمة التجارة العالمية في 1994م بمراكش .
وهكذا اصبح كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية هو الثالوث الرهيب بيد امريكا وهو السلاح الفتاك مكنها من التفرد بالعالم الى جانب القوة العسكرية والتقدم التقني الذي لا يقارن بما عليه حال اوروبا .
كيف لا يمكنها هذا السلاح من التفرد بالعالم وثلثي رصيد العالم من الذهب موجود بامريكا " 25 مليار دولار من اصل 38 مليار دولار "
ابتدات مراحل امريكا للسيطرة على العالم منذ 1961 عمليا عندما اتفق في فيانا كل من كيندي الرئيس الامريكي وخروتشوف الزعيم السفياتي على انهاء الحرب الباردة واقتسام العالم وانزال بريطانيا وفرنسا عن مكانتهما الدولية .ولكن امريكا اعلنت بعد الاتفاق عن حرب النجوم وسباق التسلح واستجابت روسيا سريعا وادى هذا الى سقوطها .
بعد حرب الخليج الثانية اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش على العالم ولادة النظام الدولي الجديد واعلن المبدا الراسمالي مبدا العالم .فكان اعلان بوش هذا هو اعلان لعولمة الراسمالية .
فالعولمة اذن مصطلح سياسي عرفه البعض بانه نظام عالمي جديد يقوم على العمل الالكتروني والثورة المعلوماتية غير المحدودة دون اعتبار للانظمة والحضارات والثقافات والاديان والحدود والجغرافيا .
فالعولمة آتية من العالمية , والعالمية المقصودة هنا هي عالمية الراسمالية , اي جعل الراسمالية مبدا العالم وحضارته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا , وهذه الراسمالية تقودها امريكا للسيطرة على العالم من خلال الثالوث الفتاك " صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية "
الى جانب ذلك عمدت امريكا الى تسويق الديمقراطية وجعلها الاطار السياسي للراسمالية وخاصة في البلاد الاسلامية لانها تهدد امريكا وحضارتها عمليا اذ الامة الاسلامية صاحبة مبدا تستهدف به العالم اذا تحققت لها دولة .لذلك ولمنع ذلك عملت امريكا على ايجاد دول كرتونية في البلاد الاسلامية ترفع شعار الاسلام وهي في الحقيقة علمانية تطبق الراسمالية.
كما دعمت الاتجاهات العلمانية من خلال الانظمة ومن بعض الذين يظهرون وكانهم اصلاحيين , وهم في الحقيقة علمانيون يحاربون الاسلام ويعمقون المفاهيم الغربية .
كما عملت امريكا وخاصة مع انطلاق " الثورات المزعومة " في ظل خديعة الربيع العربي على تغيير هيكلة الدولة لتصبح دولة مؤسسات , وتصبح الحكومة مؤسسة صغيرة من بين هذه المؤسسات يقتصر عملها على الاعمال الدبلوماسية , وتملك جيشا صغيرا ودوائر امنية تعمل جميعها لخدمة القطاع الخاص .هذا سياسيا .
اما اقتصاديا , فقد استطاعت امريكا ان تقبض على العالم وتتصرف في اموره بما يتناسب مع خططها الاقتصادية وهي حرية التجارة وحرية السوق , اي جعل العالم سوقا حرة للمنتوجات الامريكية .بل عملت للسيطرة على شركائها الاوروبيين " السوق الاوروبية المشتركة " على بناء تكتلات تجارية جديدة او هي احيت اتفاقيات قديمة , فاوجدت " اتفاقية الايباك " 1989
وفيها 17 دولة على ثلاث قارات " امريكا وكندا والمكسيك واستراليا ونيوزلندا والصين واليابان وهونك كونغ وغينيا الجديدة وتايوان وبروناي وماليزيا واندونيسيا وسنغفورة والفلبين وكوريا الجنوبية وتايلندا " . كما اوجدت اتفاقية " النافتا " بين كندا وامريكا والمكسيك .
واتفاقية " الاسيان " لدول جنوب شرق آسيا فيها ستة دول وهي ماليزيا وبروناي واندونيسيا والفلبين وتايلاند وسنغفورة .
مع العلم ان " الايباك "تمثل 40 في المية من التجارة العالمية .
والخطر الجسيم الذي اغفله المضبعون بالثقافة الغربية والعلمانيون من دعاة الحرية المزيفة والديمقراطية الخادعة وحقوق الانسان الوهمية هو انه اي بلد تفتح اسواقه وتسير اموره حسب سياسات السوق وحرية التجارة من وجهة النظر الراسمالية فالغالبية حتما هي للمستثمر الاجنبي وللشركات الاجنبية , فيقع اقتصاد البلد برمته تحت سيطرة هذه الشركات وهذا المستعمر القادم بلباس المستثمر .وبما ان نظرة الديمقراطية فردية فما سيعم البلاد بل المعمورة هو الفقر المدقع والجهل والامراض والياس والاحباط وستكون الشعوب هي الضحية .
وهكذا فما هذه الدمى المتحركة اليوم بعد خديعة الربيع العربي من سياسيين ومفكرين وادباء وناشطي مجتمع مدني والتي تردد شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ومدنية الدولة وفصل الدين عن الدولة , ما هؤلاء الا ناعقين كما تنعق الضفادع في الغدير , اذ هي تردد شعارات ارادتها الولايات المتحدة الامريكية لتكون ذريعة لاستعمارنا بعد ان تكون قد نجحت في استعمار عقولنا وطريقة تفكيرنا .
ولا يمكن مواجهة العلمانية والعولمة اليوم الا اذا ادركت الامة خطورتها عليها وعلى دينها , وادركت خطورة هؤلاء الرويبضات من قادة ومفكرين وادباء على مستقبل اجيالها , كيف لا يمثلون خطرا وهم صنعوا وتدربوا وصقلوا بين جدران السفارات وكهوف الماسونيات وادغال المجرمين وهوابط الاقوام ثم نراهم فجاة بين قصور ومجالس نيابية وحكومات .
مواجهة هذا يكون اذا ادركت الامة كيفية المواجهة ووثقت بنفسها وباسلامها ثقة لا حد لها , ليس لتخليص نفسها فقط بل وانقاذ العالم من هذا المبدا الخطر على الانسان بل والمهدد لبقائه ووجوده .



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيّ علاقة بين منظمات المجتمع المدني والاستعمار الأميركي : مر ...
- - صدّام حسين - ودوره في ما آلت اليه أوضاع العراق اليوم :اخلا ...
- - العلمانيّة - جاهليّة العصر الحديث
- السير وراء أميركا تحت شعارها - الحرب على الارهاب - هو الارها ...
- من تونس : نادي رؤية الثقافي يصنع الحدث
- لماذا فشلت ثورة أكتوبر1917 الاشتراكية
- التعليم في تونس عنوان للفشل وطريق لليأس والانتكاس
- النّقابة تحمي فساد السّلطة وعمالة الحكّام تحت شعار -الدفاع ع ...
- يحدث في بلاد المسلمين في زمن حكم أشباه الرّجال
- الولايات المتّحدة الأمريكية لا تنجح في استعمارنا بقوّتها , و ...
- الاتحاد العام التّونسي للشغل ودوره في صياغة الرأي العام لقبو ...
- ليبيا : أحداث طرابلس وحكومة السراج خطوة نحو التقسيم تنفيذ لو ...
- المناطق الآمنة وخطّة تقسيم سوريا التي حذّرنا منها منذ 2011
- الجسد السّوري تُمزّقه عمالات سائبة : هل تتدخّل الأردن في جنو ...
- أوهام محاربة الفساد في تونس
- فشل الدّيمقراطية , أكثرمن ثلاثة قرون من الفشل المتواصل ...
- - فصل الدّين عن الحياة - دعوة استئصالية بامتياز
- مجزرة أمريكيّة جديدة بحجة الانتصار لخان شيخون في سوريا
- - الهولوكوست - ... بين التضليل والأوهام
- - الديمقراطية - من رجل الدّين الى رجل المال , ومن الكنيسة ال ...


المزيد.....




- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الأسعد بنرحومة - العولمة وعولمة العلمانية