أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - احمد الذوادي - العمل النقابي الطلابي :مدخل عام















المزيد.....

العمل النقابي الطلابي :مدخل عام


احمد الذوادي

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 09:16
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


العمل النقابي ضرورة يقتضيها الواقع يهدف في الأساس إلى تجميع قوى شريحة أو فئة أو طبقة للدفاع عن مصالحها المادية والمعنوية المباشرة والغير مباشرة وهو تعبير جنيني عن حالة وعي سياسي أي انه تحسس عفوي لعلاقة فئة معينة بمحيطها والنقابة هي الأداة الأولى للتعاطي معه
إن الطلبة يمثلون شريحة تشترك في الفضاء والحياة اليومية والطموحات المستقبلية ولهم مصالح مشتركة ينزعون للدفاع عنها او تحقيقها ولا يعوق هذا العمل انتماءاتهم الجهوية أو الطبقية وان كان لها بعض التأثير
إن انتماء بعض الطلبة لعائلات غنية وبعض أخر لعائلات فقيرة لا يمثل عائقا أمام وحدتهم وتضامنهم ولكن قد يؤثر في طبيعة بعض المطالب التي ترفع أي بشكل أوضح وعلى سبيل المثال قد لا تعني رداءة الأكلة أو السكن الطلبة المنتمين للطبقات المرفهة ولكنهم سيجدون أنفسهم جنبا إلى جنب مع زملائهم في الدفاع عن قضاياهم البيداغوجية والمعرفية واستحقاقاتها
إن العمل عل توحيد مختلف الطلبة منوط بعهدة المناضل النقابي الذي يجب أن يكون على دراية واسعة بمشاغلهم وهمومهم وصياغة الخطاب وخلق الآليات الموحدة للحركة الطلابية
الدليل الواضح على ضرورة العمل النقابي والحاجة إليه يكمن في خوض الطلبة لنضالات عدة حتى في غياب منظمة أو إطار نقابي ولكنه يكون عفويا قابلا للإخماد في أي لحظة وهنا تنشا ضرورة التنظيم أي إيجاد ذلك الهيكل الذي يعمل على تسليح الطلبة بالوعي وتحريضهم الدائم وصياغة البرنامج النضالي وتوحيد مجهودات الطلبة على المستوى الوطني والعالمي والخروج بهم من حالة عزلة الفضاء الجامعي ليطال المستويين الطلابي والشعبي
ويبقى نجاح العمل مرتبطا اشد الارتباط بمدى الانضباط الأخلاقي الصارم والعمق المعرفي للمناضلين وارتباطهم بجماهير الطلبة من خلال نضال وعمل يومي دءوب حتى تعزز ثقة المحيطين بهم
إن أسئلة كثيرة قد يطرحها الطلبة في علاقة بالعمل النقابي واغلبها يكون نتاجا للواقع المعاش أي حالة التهميش وضعف المنظومة التعليمية التي تربي أجيالا على التحليل والرؤية الميكانيكية للأشياء وتربي الفرد على الأنانية والفر دانية والبحث عن المصالح الخاصة وتغليبها على المصلحة العامة للمجموعة
إن سؤالا رائجا كثيرا ما يجابه به مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس حول مدى أهمية العمل النقابي وجدواه فالحياة الجامعية قصيرة وفترة يمكن تحملها وتجاوزها ولا حاجة للنضال من اجل تحسينها أو تغييرها وهو سؤال مهم نوعا ما إذا نظرنا إليه من زاوية الزمن في علاقته بالطالب وهو يعزل الجانب التراكمي للنضال النقابي ويغفل عمل أجيال متواصل ومكاسب تحققت وانتكاسات كانت لتحدث لولا تصدي الحركة الطلابية لها فلولا نضال أجيال متواصل ضد وجود البوليس الجامعي لما رأينا هذا الحلم
متحققا في الواقع اليوم
إن التوجه العام للنظام اليوم والذي يرى الطلبة مجرد مشروع استثماري يقاس بمدى مردوديته وأعدادا يتمكن باسمها من الحصول على المنح والقروض من صناديق النقد الدولية تدفعه مثلا اليوم إلى التخلي عن إسداء الخدمات الجامعية بل و خوصصتها وتسليمها لرجال الأعمال الذين لن يهتموا إلا بجني الأرباح ومص دماء الطلبة ونهب أموالهم ولولا احتجاج الحركة الطلابية المتواصل لحصل المحظور ولرأينا اعداد ضخمة متزايدة من الطلبة تنقطع عن الدراسة بسبب عدم قدرتها على مجابهة مصاريف الحياة الجامعية وبذلك تكون الحركة الطلابية عبر تراكم نضالي نجحت في الحفاظ على الخدمات الجامعية حتى بوضعها المتردي وهي مطالبة اليوم بمزيد النضال لتحسينها بما يلبي رغبات وطموحات عموم الطلبة
إن الوضع الجامعي مأزوم اليوم ولكن لولا النضال النقابي لكان أكثر كارثية والحاجة تقتضي النضال المستمر لا التساؤل حول جدوى العمل النقابي وذلك لتحقيق ظروف أفضل في الحاضر والمستقبل لأجيال تأتي
إن النتائج الدنيا الممكن تحقيقها من خلال العمل النقابي تتمثل في حماية الجامعة والطلبة بشكل عام من تراجعات ممكنة والحفاظ على كرامة الطلبة حقوقهم ويمكن أن يلاحظ ببساطة معاناة الطلبة في الأجزاء الجامعية حيث يتغيب العمل النقابي وتعرضهم الدائم للتجاوزات الإدارية والتعاطي معهم بعقلية القطيع بل ويصل الأمر حد ترهيبهم إلى جانب تفشي الجهل بأبسط حقوقهم
كما أن النضال النقابي يضع نصب عينيه لا مجرد الحفاظ على الجامعة وحمايتها بل والعمل على تأسيس البديل الأفضل
ولكن من الذي يستهدف الحياة الجامعية ومن يقف وراء تردي الأوضاع فيها . طبعا ليس الطلبة بل و النظام القائم المنقاد بساسة عدم تدخل الدولة وترك الأمور لقانون السوق مما يجعل التعليم العالي عبئا عليه فيسعى للتخلص منه عبر الدفع الغير مباشر بالطلبة لهجران مقاعد الدراسة
فالدولة اليوم لا تتحمل مسؤولية التشغيل والتعليم أصبح مجالا للاستثمار وجني الأرباح مما يقتضي تشجيع الجامعات الخاصة والتعليم عن بعد والتخلي عن الخدمات الجامعية
فلماذا إذن كل هذه الضوضاء النقابية أفلا يكون الحل بالمرور مباشرة لإسقاط النظام وحل المسالة بشكل جذري .ان هذه الأطروحة هي وراء تساءل الطلبة بشكل عفوي حول جدوى النضال النقابي أمام ما يلمسونه من غياب نتائج مباشرة وملموسة ولكن دون أن يصل بهم الأمر حدود إدراك طبيعة المشكلة وخباياها فيدفعهم الإحساس بصعوبة المهمة إلى الاستقالة بتعلة عدم جدوى النضال وانسداد الأفق
في الجانب الأخر طرحت عديد الأطراف تحويل الحركة الطلابية إلى هيئة ثورية لإسقاط النظام رافضة العمل النقابي معتبرة إياه مضيعة للوقت واستنزافا للطاقات
نعم إن الحل يكمن في إسقاط النظام وبناء أخر جديد ولكن هذا عمل سياسي بامتياز

لا يمكن تحقيق هذا العمل السياسي إلا عبر تشكيل الوعي السياسي المناسب له يتشكل عبر حلقاته الأدنى أي الوعي النقابي لذلك قلنا إن العمل النقابي هو عمل سياسي في مرحلته الجنينية وهكذا فان العمل النقابي عمل إصلاحي ولكن في إطار عمل ثوري يتشكل عبر عملية تراكمية
إن الاقتصار على الاصلاحوية يعني التو هان في حلقات مفرغة كما أن المرور المباشر للعمل الثوري سيعني القفز على معطيات الواقع ويؤدي إلى انتكاسة وهي ثورجية خطيرة تولد حالات الردة .إن دعاة الأطروحة الأخيرة أشبه بمن يريد تعليم تلاميذ الابتدائي نظرية النسبية
إن للطلبة حقوقا ودور المناضل النقابي هو نشر الوعي بتلك الحقوق واجتذاب أوسع الجماهير الطلابية للالتفاف حولها والتنظيم للدفاع عنها وعليه إن يكون على وعي تام بالحقيقة المذكورة سابقا ذلك أن العمل الثوري هو عمل الأقلية المحترفة على عكس عمل المنظمات النقابية كونها منظمات جماهيرية يجب أن تضم بين صفوفها مختلف الطلبة بمختلف توجهاتهم ومشاربهم والنقابي الناجح هو ذلك الذي يفلح في خلق الأطر لمختلف المحيطين به فيدفع بالعمل النضالي على مستويات عدة تشمل الثقافي والفني والبيداغوجي إلى أخر ذلك ويرسم خطة للتحريض الدائم فيقوم بتفكيك العمل إلى عناصر بهدف إعادة تركيبها ضمن كل غير قابل للتجزئة في إستراتيجية شاملة
إن العمل النقابي عمل مطلبي بالأساس ولكنه يفتح الأفق أمام عمل أخر وهو النضال السياسي لذلك يجمع العملين علاقة جدلية قوامها التأثير والتأثر فبقدر تطور العمل النقابي وتقدمه يجذب معه العمل السياسي وبقدر تراجعه يتراجع العمل السياسي كما أن الوعي السياسي يجعل المناضل الطلابي أكثر الماما بطبيعة المعضلات وأكثر قدرة في التعاطي معها وإيجاد الحلول
لذلك فان الاتحاد العام لطلبة تونس ليس منظمة سياسية ولكن هذا لا ينفي أن له لونه السياسي من خلال انحيازه إلى الفقراء والطلبة المهمشين والجموع التي ديست حقوقها تحت أحذية النظام وأعوانه
إن الرد والتصدي لمختلف الدعايات عمل يومي يقوم به مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس دفاعا عن منظمتهم وتاريخها النضالي العريق ودفاعا على الحركة الطلابية ووحدتها

عن كراس نصوص نقابية اصدره النقابيون الراديكاليون



#احمد_الذوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب ثوري واليسار ليبرالي
- صراع المعارضة في تونس


المزيد.....




- حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
- 4th World Working Youth Congress
- وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر ...
- بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
- النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - احمد الذوادي - العمل النقابي الطلابي :مدخل عام