أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبرام رأفت - عزيزي المتدين جداً.. تحية طيبة وبعد














المزيد.....

عزيزي المتدين جداً.. تحية طيبة وبعد


إبرام رأفت

الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 02:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عزيزي المتدين جداً..
تحية طيبة وبعد..

قد لاحظت في الآونة الأخيرة ظاهرة عصرية قد تهدد سلامك النفسي وتجعلك مضطرباً داخلياً وخارجياً. لهذا، حرصاً مني على سلامك النفسي، دعني أوضّح لك الظاهرة وأقدم بعض الحلول للتخلص من تأثيرها عليك.

أما عن الظاهرة فهي كالآتي:

قديماً احتكر رجال الدين المعرفة، وكان "كهنة المعبد" هم المصدر الوحيد لتعليم الناس الدين، فكان ما يفرجون عنه من تعاليم يتعلمه الناس، وما يحجبونه يصير بعيداً عن التداول. كان الطب والدين مكانهما المعبد. ومن هنا نشأت "أسرار المعبد"، واطمئن رجال المعبد للسلطة التي يتسيَّدون بها على رقاب الشعب، واطمئن الشعب لإلقاء مسئولية الفهم والتفكير على عاتق رجال الدين.

بعد أن تم اختراع الطباعة، أصبح من السهل نشر المعرفة على نطاق واسع، وأصبح بكل سهولة من الممكن إغراق مجتمع بمعلومات تناقض ما يُعلّمه رجال الدين وتصبح تلك المعلومات في متناول العامة. أمام تهديد المعرفة كان لابد لرجال الدين أن يحافظوا على سلطتهم، فأصَّلوا وجذَّروا في عقول العامة عبارات من نوعية «ابن الطاعة تحل عليه البركة» أو «لحوم العلماء مسمومة» ليُحَصِّنوا أنفسهم ضد أي أسئلة قد تحرر العامة من قبضة سيطرتهم. ومع تلك العبارات صادروا بعض المطبوعات ومنعوا المؤلفات وكفَّروا من لم يستطيعوا ترويضه. واستمر ترويض الشعوب التي لا تقرأ.

خلال السنوات الأخيرة، انهارت خطوط الدفاع التقليدية أمام ثورة الإتصالات والإنترنت، وأصبحت السموات مفتوحة بصورة لا يجدي معها منع أو حجب. تلاشت الحدود التقليدية وأصبحت المعرفة متاحة للجميع أكثر من أي وقت مضى في كل التاريخ البشري. وأصبح السؤال يقفز لك على شاشة هاتفك بداخل غرفة نومك.

بعض تلك الأسئة والمعلومات هي غير تقليدية، ربما لم تسمعها –عزيزي المتدين– من قبل بسبب حجب "رجال المعبد" لها أو حجب كل رأي مخالف لتعاليمهم. ولأنك وقعت ضحية ترويضهم ولم يتعرَّض عقلك للشك والمراجعة من قبل، فربما سؤال واحد أو معلومة غير تقليدية تهدد سلامك النفسي وتهدد الأساس الذي بنيت عليه سلامك الهش. لذلك اقبل مني –عزيزي المتدين– بعض الحلول التي قد تساعدك في تجاوز الأزمة والاضطراب إذا تعرضت لسؤال أو معلومة تتعارض مع ما تعلمته من معتقدات:

- إذا كنت مسيحياً، وتعرضت لاضطراب من هذا النوع، عليك ترديد أن «إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين». وبهذا تتخلص من اضطرابك لأن وجهة النظر غير التقليدية خرجت من شخص أعمى مسكين، ومثل هذا نشفق عليه بدلاً من أن نفكر في كلامه.

- أما إذا كنت مسلماً، وتعرضت لمعلومة تتعارض مع ما تعلمته منذ الصغر، فعليك ترديد أن أمثال هؤلاء «ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة». وحبذا لو كان صاحب المعلومة غير مسلم، عليك إضافة «لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم». وبهذا –عزيزي المتدين– تصبح وجهة النظر ليست سوى مؤامرة من إنسان حاقد أو كاره ولا تستدعي عناء التفكير فيها.

- يمكنك تعزيز سلامك عن طريق التفكير بأن ما يحدث من مجاهرة بآراء تخالف ما تربيت عليه وتنتقد ما تم تعليمك إياه لهو من علامات نهاية الزمان!

- أخيراً حاول بكل طريقة أن تظل مقتنعاً أنك ومن حولك رهائن لقوى غير مرئية تتحكم في كل كبيرة وصغيرة سواء قوى الخير أو قوى الشر، وبهذا تستطيع بسهولة التخلص من عناء مسئولية التفكير والمراجعة وتغيير الأساسات!



#إبرام_رأفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفسير الماورائي للأحداث
- ما بين الجريمة والمعصية
- المدينة الفاضلة والقبح المقدس
- حينما يصبح الموت صديق الأمل
- آفة قلب المفاهيم
- الإله الخالق والإله المخلوق
- نوستالجيا
- ليست أميرة وليست جوهرة
- كلنا روزا باركس
- على طريقة «صندوق باندورا» يتحدثون
- ناقوس الخطر يكاد يتحطم


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبرام رأفت - عزيزي المتدين جداً.. تحية طيبة وبعد