أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسعد عبدالله عبدعلي - انتحار عاشق في زمن النهوة














المزيد.....


انتحار عاشق في زمن النهوة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 00:46
المحور: حقوق الانسان
    


وليد شاب بغدادي في العشرين من عمره, طالب في كلية التربية, ولديه دكان لبيع ملابس الأطفال, فهو شاب طموح, يحبه كل من يعرفه, لطيبة نفسه وسمو أخلاقه, ذات يوم جاءت لدكانه فتاة جميلة بزي محتشم, فسرقت قلبه من اللحظة التي كلمته فيها, وكلما أتت للدكان كبر تعلقه بها, وعندما سئل عنها وعن أهلها ازداد تعلقه لجميل ما سمع, فالكل يشيد بأخلاقها وبسمعة عائلتها, فقرر أن يخطبها, وفاتحها بعزمه:
- سأرسل أهلي لكم ليخطبوك لي, ونعيش معا أجمل أيام العمر.
قالت بحسرة وحزن شديد
- لا اعتقد أن أهلي سيقبلون؟
تعجب من ردها, وأصابه الذهول؟ فقالت له:
- أهلي لا يعطون البنت الا لابن العم, فان ابن عمي "ناهي" علي!
خرجت من عنده, وبقي متسمرا في مكانه, يشعر بإحباط كبير, لكن قرر أن ينفذ نيته عسى أن يكون تقدير حبيبته خاطئا, فأرسل إليها أهله, لكن هنالك كانت المفاجئة!
رفض أبوها بحجة أن ابن عمها "ناهي عليها" بسبب خلافات عائلية, وعاد أهله بخيبة الأمل, لكن أصر وليد على الارتباط بهذه الفتاة, حاول أهله الحصول على رضا ابن عم الفتاة, لكنه رفض وهدد بقتل كل من يقترب من باب بيتها.
عندها لم يجد أهل الشاب وليد الا إجباره على نسيان حبه, وخيروه بين عدد من الفتيات الجميلات, كي يختار أحداهن للزواج, لكنه كان لا يرى الا من سرقت قلبه, بقي أهله يحاولون ويجربون إرسال الوفود العشائرية, لكن من دون جدوى.
كان عشق وليد من النوع الشديد, الذي يقرب وصفه بعنوان مرض, فقد قلب كيانه واشغل فكره, وجعله يعيش كالمجنون, فإما الفوز بالحبيبة وأما الموت, مع مرور الأشهر وهو لا يتقدم خطوة, كان يعاني من قلق وخوف كبير, حتى انه أصبح لا يعرف بأي اليوم يعيش, كثرت مشاجراته مع أهله وجيرانه, ترك دراسته ودكانه, اغلب وقته يقضيه جالسا في غرفته, وجه شاحب ويديه ترتعشان بسبب الإجهاد.
الى ذلك اليوم المشئوم الذي تم فيه زفاف حبيبته على ابن عمها, فجن جنون وليد, صرخ وسب وشتم, خرج للشارع ليعترض موكب الزفاف, لكن أهله منعوه, في نهاية المطاف أطلق النار على رأسه, لينهي قصته التي ماتت بفعل النهوة.

القصة تشير الى موضوعين أساسيين وهما "النهوة" و " العشق المميت" وهما عارض مخيف على حياة المجتمع.

● النهوة
يمكن تعريف النهوة : عرف عشائري قديم جداً يقضي بمنع الفتاة من الزواج برجل غريب عن العشيرة، ويُمكّن هذا العرف ابن العم أو العم بالنهي على الفتاة بغية تزويجها بأحد أقاربها.
موضوع " النهوة" وهو موضوع أوجدته الأعراف العشائرية, والذي يعطي الحق لابن العم للتحكم في مصير ابن عمه, بخلاف أحكام الدين والقانون, والتي بقيت سارية المفعول بسبب عدم تحقق طفرة فكرية في حياة المجتمع, وحالة النكوص التي حصلت بعد كم الحروب والأحداث الجسمية, والتي أعادة تأهيل حكم العشيرة, بعد أن تحولت الدولة لكيان هش, فكان اللجوء للعشيرة في حل المشاكل أمر سائد.
وحل مشكلة النهوة يعتمد على الحكومة, فمتى ما كانت الحكومة قوية, وجعلت من القانون هو السائد وفوق الكل, عندها ينحسر دور العشيرة, وتتحول الحياة للتنظيم والعدل أكثر, وتختفي كل صور الظلم ومنها النهوة.

● العشق المميت
العشق المميت, هو هذا النوع من الحب الذي يمكن تشخيصه بان حالة مريضة, فالحب الطبيعي لا يلغي دور العقل, والحب الذي يدفع صاحبه للتفكير بالانتحار دليل الانهزامية والضعف وعدم القدرة للتكيف مع الواقع, فربط المستقبل بشخص واحد هو رؤية ضعيفة وناقصة, نعم يجب على العاشق أن يدافع عن حبه, لكن بعقلانية وليس بجنون, والانتحار مؤشر مخيف عن حالة اليأس الشديدة التي تسيطر على المنتحر,
والإنسان الطبيعي يجب دوما أن يبحث عن حلول وعن بدائل, وان يفهم طبيعة العوارض وان يسعى دوما لتحقيق نصر جديد, بدل الانهزامية التي يمثلها المنتحر.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن
- مصر هي مفتاح الحل للعراق
- حديث الحب: علاقات جامعية مريبة
- موسم صيد حيتان الفساد
- أريد بيتاً
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي
- هتلر في بغداد
- رحلة البحث عن بيت للإيجار
- الحل الصيني لمشكلة السكن
- كاتب وموت وشمعدان
- من المعابد الى القنوات الفضائية
- المعلم العراقي حزين في عيده
- فتح ملف اغتيال السيد محمد باقر الحكيم
- الانتخابات القادمة بين الأحزاب والمرجعية
- عندما تشيخ اللعنات
- الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم
- العنوسة بين المعوقات والحلول
- حديث الحب: الثقة في زمن الدولار
- بديل الشيطان بعد 2003
- يا حكومة السوء, أين ذهب النفط الأبيض؟


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسعد عبدالله عبدعلي - انتحار عاشق في زمن النهوة