|
هل بدأ خريف الإسلام السياسي ؟؟
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 5502 - 2017 / 4 / 25 - 21:49
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
فيما تتواصل انتصارات الجيش و الحشد و البيشمركة بأسناد فعّال من التحالف الدولي، على داعش الإجرامية، تتزايد التدخلات الخارجية، و يتزايد ضعف الدولة التي لاتستطيع إجلاء العسكر التركي من اراضيها و التي يتزايد بزمانها التدخل و النشاط الايراني علناً في البلاد، اضافة الى تواصل و تزايد نشاط الميليشيات الطائفية المتنوعة . . في اوقات تزداد فيها الأزمة الإقتصادية و المعيشية عمقاً و سعة و تتزايد اعداد النازحين العراقيين في بلادهم بسبب الإرهاب و استمرار السياسات الطائفية المسندة بالمحاصصة و بالفساد و النهب، خالقة ازمات حياتية متواصلة . . ازمات خلقت مواجهتها، تفاعل و تزايد تقارب و تضامن الجماهير الشعبية من كل مكونات الطيف العراقي ، القومي و الديني و الطائفي، من اجل حقّها بالحياة و بالعيش بسلام و امان. حتى اندلعت تظاهرات الرفض و الإحتجاج السلمية المتنوعة، التي تتصاعد رغم مواجهة التظاهرات الاولى زمن حكومة المالكي عام 2011 بالرصاص الحي في رابعة النهار و سقوط قتلى و جرحى جرّائها، و التي تواصلت و تتواصل و تتزايد منذ ان لم تعد الحكومة قادرة على الإستمرار بسكوتها عن الفساد و المحاصصة، و اعلنت عن بدئها بالإصلاح . . حيث تصاعدت الاحتجاجات و الرفض منذ مايقارب السنتين بدءاً بالإحتجاج على ازمة الكهرباء و على صرف رواتب و مخصصات عمال مشاريع التمويل الذاتي، خاصة في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية، لتتصاعد ايضاً بسبب عدم تحقيق حلول لتلك الأزمات و تصل الى التظاهرات السلمية الهاتفة " باسم الدين باكونا الحرامية " التي شملت البلاد اواخر 2015 ، و التي ووجهت بأنواع القمع الذي لم يستطع ايقافها، بل و وصلت حد اجتياز اسوار المنطقة الخضراء الحصينة الحاكمة. لقد سجّلت الحراكات الجماهيرية في المدن و المحافظات المتنوعة و مطالباتها الفعلية بالحياة و الخبز و الأمن، سجّلت مشاركة كل المكونات العراقية بعيداً عن الطائفية و الإنتماء الديني و القومي، و اثبتت، تزايد وعي الجماهير باوليات و مفاهيم العمل السياسي و المطلبي، التي غيّبتها دكتاتورية صدّام بالحديد و النار و التعذيب و عقوبات الموت، و التي استمّر تغييبها بالمحاصصة و الحكم من خلال كتل متنفذة طائفية شيعيّة و سنيّة . . و اثبتت و تثبت ان الجميع يحترمون الأديان و لكن لايحترمون المتاجرين بها، الذين تستّروا بالطائفة و الدين لتحقيق و زيادة منافعهم الأنانية !! في اجواء شهدت فيها المنطقة فشل مشاريع الحكومات الإسلامية كبديل للدكتاتوريات العربية الحاكمة فيما جرى تسميته بـ ( الربيع العربي )، كما جرى في تونس و مصر . . او ضياع السلطة و تحوّل الهبّات الجماهيرية الى صراع ضد الإرهاب المتأسلم (المتستر بستار الدين)، كما في ليبيا و سوريا و العراق، و بظهور داعش الإرهابية و اخواتها . . حتى اخذت (دولة داعش) تذوق الموت تحت ضربات القوات العراقية الإتحادية كما مرّ . و حتى هيمنت شعارات المطالبة بـ " الدولة المدنية " و اعتماد " المواطنة بدل المحاصصة " ، على الحراكات الجماهيرية السلمية في بلادنا التي ينشط فيها التيار المدني الديمقراطي بفصائله التقدمية و اليسارية المتنوعة و التيار الإسلامي الصدري، اضافة الى انواع التجمعات المتزايدة للمستقلين و اللامنتمين . . الأمر الذي اخذ يستفزّ قادة الكتل الطائفية، خاصة و انهم يستعدون للاعمال التحضيرية للانتخابات التشريعية القادمة، فأخذوا يبحثون عن مبررات لرفض الجماهير الشعبية في المحافظات ذات الغالبية الشيعية لهم، المحافظات التي رفضت زياراتهم و فعالياتهم فيها كما حدث في البصرة و الناصرية (ذي قار ) و الكوت و الديوانية (القادسية)، و وصل الرفض الى رفض طلبة جامعة القادسية زيارة السيد الخزعلي آمر ميليشيا عصائب الحق مدججاً بمرافقيه الشاكي السلاح حتى الاسنان، الذين اعتدوا على الطلبة بالضرب و تسببوا بسقوط جرحى جروحاً بليغة، اثر هتافاتهم الرافضة للزيارة و للتدخلات الإيرانية . . و ادىّ الأمر الى فصل عدد من الطلبة اللامنتمين بسبب هتافاتهم . . و تطور الأمر الى القاء قنابل على مقر الحزب الشيوعي في الديوانية، الذي تشير مصادر محايدة متنوعة بانها القيت من محسوبين على العصائب اثر اتهامهم بأن الذين هتفوا ضد الخزعلي عند زيارته الجامعة كانوا بتحريك من طالب شيوعي، حسب ادّعائهم. و ترى اوساط واسعة، ان محاولات القاء الذنب على الحزب الشيوعي، هي من محاولتهم ايجاد مبررات لرفض الجماهير الشعبية في المحافظات، باعتباره المكوّن الأكثر نظافة في العملية السياسية، و لكونه من الناشطين البارزين في الحراكات الشعبية و المدنية السلمية، و تصورناشطين في العصائب المتطرفة المؤيدة للمالكي و المدعومة من ايران (و غيرهم من المتطرفين)، تصورهم استسهال اتهامه بالعداء للدين و للطوائف، بمحاولات العودة الى الاسطوانة المشروخة ذاتها التي استخدمها العهد السعيدي البائد و انقلابيي شباط الأسود عام 1963 . . ناسين نظرة المجتمع للحزب الشيوعي من جهة و ناسين ان الرفض لهم نابع من تزايد معاناة اوسع الجماهير الشعبية من حياتها المهددة في ظل حكومة المحاصصة الطائفية التي يقودوها من جهة اخرى، في وقت لم يعد ينفع فيه تغيير الماكياجات و الخطابات لتكون بصيغ و اسماء مدنية مفتعلة و ليست طائفية. و بضوء ذلك و غيره الكثير، و الخلافات المتواصلة بين اطراف التحالف الوطني الشيعي الحاكم التي لم تعد مستورة، يرى خبراء و سياسيون مقررون، ان الحكم الطائفي التحاصصي يمكن ان لايكون مقبولاً، في بلاد تخرّب الكثير من مرافقها الاساسية للحياة الطبيعية لعدم أهلية حكّامها، و هي على اعتاب الخروج من حرب مدمّرة ضد الإرهاب، بإسناد تحالف دولي عريض . . بلاد تحتاج بشكل عاجل تجفيف منابع الإرهاب و الإرهابيين، بتوفير حياة بشرية مقبولة مستقرة في سلام و أمان، و توفير السعي العاجل للبدء بالتثقيف المدني بالتعايش و قبول الآخر، و غيرها الكثير من الحاجات التي تحتاج معونات دول العالم للنهوض بها الآن، والاّ تتواصل داعش و تنشأ جديدة اخرى . . و دول العالم تتطلع الى سيادة حكم نزيه في البلاد يفي بوعوده و يسدد ديونه و يوفّر الأمان لفرق انقاذه القادمة، و يحمي مشاريعه . .
25 / 4 / 2017 ، مهند البراك
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجيش حامي العراق الفدرالي الموحد
-
اوروبا و سياسة أردوغان ! 3
-
اوروبا و سياسة أردوغان ! 2
-
اوروبا و سياسة أردوغان ! 1
-
لمن يخدم ضرب المتظاهرين بالرصاص ؟
-
شئ عن مغزى اجراءات ترامب !!
-
انكسار داعش و التسوية الوطنية 3
-
انكسار داعش و التسوية الوطنية 2
-
انكسار داعش و التسوية الوطنية 1
-
تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 2
-
تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 1
-
لماذا تتوجه الآمال الى الجيش ؟؟
-
وزير الدفاع و صراع الفساد 2
-
وزير الدفاع و صراع الفساد 1
-
شباب الاحتجاجات السلمية و مؤتمرهم العتيد !
-
لا للمحاصصة، لا لإنفراد حزب بالحكم
-
ماذا يريد المالكي ؟؟
-
من اجل استمرار الانتصار !
-
انتصار الفلوجة رمزٌ للتلاحم الوطني !
-
عراقنا الى اين الآن ؟؟
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|