فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5502 - 2017 / 4 / 25 - 17:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي تقوم فيه الدول التي لها نظام ديمقراطي حقيقي بإحتياطات أمنية ضد هجمات إرهابية محتملة کما في الانتخابات الرئاسية الفرنسية و غيرها، فإن نظام الملالي في إيران و الذي هو عش و بٶرة تصدير التطرف و الارهاب قد قام بإتخاذ إحتياطات أمنية ضد تحرکات محتملة للشعب الايراني ضد هذه الانتخابات المزيفة.
قائد قوى الامن الداخلي، حسين أشتري، أعلن عن تخصيص 300 ألف من عناصر الأمن جراء مهزلة الإنتخابات لمواجهة الإنتفاضات الإجتماعية التي يسميها تجمعات غيرقانونية وأكد قائلا: قوى الأمن الداخلي لها استعداد للتعامل بصرامة مع تجمعات غير قانونية. والذي يبدو جليا أن الشعب الايراني الذي سأم مسرحية الانتخابات التي لاتقدم و لاتٶخر في الامر شيئا لأن السلطات کلها في يد المرشد الاعلى للنظام أما غيره فليس بمقدوره أن يفعل شيئا دون موافقة الملا خامنئي، ولأن النظام يعيش هاجس و کابوس إنتفاضة 2009، التي کادت أن تطيح به لولا التجاهل الدولي لها وعدم تقديم الدعم و التإييد للشعب الايراني في إنتفاضته.
الانتخابات الصورية القادمة لرئاسة نظام الملالي في اواسط أيار/مايو القادم، والتي يستعد لها النظام و يده على قلبه وهو يعيش حالة من الرعب من جراء تصوره بأن الشعب الايراني بمثابة برکان يغلي وقد يثور و ينفجر بوجه النظام في أية لحظة، ولذلك فإن النظام يأخذ إحتياطاته کأي نظام دکتاتوري من أجل قمع الشعب حال تحرکه من أجل نيل حريته و حقوقه المشروعة التي سلبها هذا النظام، خصوصا وإن کل ذلك يتزامن مع تحرکات و نشاطات سياسية و إعلامية غير مسبوقة للمقاومة الايرانية و التي تجري بإتجاه فضح النظام الايراني و کشف ألاعيبه و تعريته ليس أمام الشعب الايراني فحسب وانما أمام العالم کله.
هذه الانتخابات التي هي إحدى ألاعيب النظام من أجل التمويه و الخداع من أجل المحافظة على النظام و صيانته من الاخطار و التهديدات التي تحدق به، صارت اليوم تشکل ثقلا على کاهل النظام حيث إنه يعلم جيدا بأن الشعب الايراني يتحين الفرصة المناسبة من أجل الانقضاض عليه و رميه في مزبلة التأريخ ولاسيما وان اجواء هذه الانتخابات الصورية تتيح الفرصة لتجمعات شعبية محدودة من الممکن جدا فيما لو طرأ طارئ فإن الشعب الايراني سينتفض بسرعة قد تقلب حسابات النظام رأسا على عقب خصوصا وإنه يدرك جيدا ماقد فعله هذا الشعب في العهد الملکي و ماقام به في إنتفاضة 2009، ولذلك فإن النظام وجريا على عادته القمعية يعتقد بأنه بإمکان 300 ألف جلواز بإمکانهم أن يوقفوا عجلة التأريخ فيما لو تحرکت بالاتجاه المراد لها، وهيهات ومن ثم هيهات ذلك!
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟