شطب أحمدي نجاد بداية لشطب نظام الملالي

فلاح هادي الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما نعود بالاذهان الى عام 2009، حيث کان نظام الملالي في طهران يواجه إنتفاضة شعبية واسعة النطاق على أثر مارافق مسرحية الانتخابات وقتئذ والتي أراد مٶلفها الملا خامنئي بأن تنتهي بإختيار أحمدي نجاد، حيث إنقلبت الانتفاضة الى عملية رفض للنظام کله، ونقارن ذلك بالامر بشطب أحمدي نجاد من الترشح لمسرحية الانتخابات في أيار القادم، فإن الحقيقة التي يمکن أن نستشفها و نستخلصها من ذلك هي إن النظام قد وصل الى طريق مسدود و بات يختبط أکثر من أي وقت مضى.
أحمدي نجاد الذي کلف النظام کثيرا خصوصا عندما راهن عليه الملا خامنئي و وضع إمکانيات النظام کافة في خدمته، صار واضحا للنظام بأن تکرار ذلك الموقف سوف يکلف النظام ليس کثيرا وانما سيمحيه من الوجود، ولهذا فإنه ليس من الغريب أن يبادر مجلس صيانة الدستور و بأمر من الملا خامنئي الى حذف أحمدي نجاد و حسم الجدل بشأنه، ذلك إن النظام مستعد للتضحية بمئة مثل نجاد مقابل المحافظة على نفسه و درء الاخطار و التهديدات التي تحدق به، خصوصا وإن الظروف و الاوضاع المختلفة قد جعلت نظام الملالي يفقد الکثير من خياراته و يقبع في زاوية ضيقة جدا.
عملية الشطب هذه و التي تأتي في خضم أکبر أزمة سياسية ـ إقتصادية تعصف بالنظام و تهزه بعنف، بحيث إن النظام لم يعد يکترث للکثير من الامور و المسائل التي کان يقوم بها سابقا نظير الغاء المناظرات الحية بين المرشحين و تسجيلها ومن ثم بثها، تميط اللثام عن عمق الازمة التي بات يعاني منها هذا النظام ولم يعد يجد من حل لها، على الرغم من إنه يجب الاقرار بأن هذه الانتخابات الصورية تخيف و ترعب النظام نفسه أکثر من غيره خصوصا عندما بات يعلم بأن الشعب الايراني و العالم کله لم يعودوا يثقوا بها و يعلمون بأنها مجرد مسرحية تدار فصولها من خلف الکواليس.
نظام الملالي الذي مارس مسرحية الانتخابات خلال 37 عاما من عمره الموبوء بالمصائب و الکوارث، صار يعي بأن هذه المسرحية قد تنقلب وبالا عليه في أية لحظة ولذلك فإنه يعيش ظرفا عصيبا و يمر بأوقات مرعبة لايکاد يعلم کيف يتصرف و يواجه الامور و يمسك بزمامها خصوصا وإن الشعب الايراني و المقاومة الايرانية يتربصان بالنظام و ينتظران اللحظة المناسبة من أجل الانقضاض عليه و وضع حد نهائي له.

#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات