أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - هل الأزهر مرجعية للإرهاب؟














المزيد.....

هل الأزهر مرجعية للإرهاب؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5498 - 2017 / 4 / 21 - 23:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في بداية القرن العشرين حدثت صدمة فكرية عند المسلمين للفارق الحضاري والعلمي الكبير بينهم وبين الغرب، وهي الصدمة الشهيرة (بصدمة الحداثة) نتج عنها ردود أفعال إما بالتصديق والدعوة، أو بالرد والإنكار، أو بالتكفير والتحريض..

الفئة الأولى سار على خطها عديد من المثقفين وزعماء التنوير كمحمد عبده وقاسم أمين والكواكبي وطه حسين وغيرهم..الفئة الثانية كمحمد فريد وجدي ومصطفى صبري في تركيا، أما الفئة الثالثة فيجتمع فيها شيوخ الأزهر والإخوان والسلفية على حد سواء..

الصدام مع الحضارة لم يكن فقط على أيدي الإسلام السياسي، بل كان للأزهر دور فاعل في التحريض وتكفير كل جديد وافد من الغرب، وفتاوى شيوخ الأزهر في النصف الأول من القرن العشرين حتى السبعينات كانت كلها في اتجاه واحد..العلمانية والليبرالية والشيوعية كفر بالله، وإشاعة للفاحشة، تحكيم شريعة الله فرض عين..حتى السادات تأثر بهذا الاتجاه الأزهري بعد ذلك، وبحكم سيطرة فقهاء الأزهر على المنابر اعتقد أن الشعب متدين على مذاهبهم فأراد التقرب للشعب وأعلن دولة (العلم والإيمان) وفي وسط هذه البيئة انتشر الإسلام السياسي لإحياء فتاوى الأزهر باعتبار أن لها قاعدة شعبية ومرجعية من الدولة..

تريد أمثلة؟

مفتي الديار الشيخ حسنين مخلوف عام 1953 أفتى بأن الشيوعي كافر وملحد.
الشيخ محمد بخيت المطيعي أفتى عام 1919 أن البلشفية كفر ومعتنقيها في مصر ارتدوا عن الإسلام..

هذا رغم أن الشيوعية مذهب اقتصادي اجتماعي لا علاقة له بالدين، وكثير من شيوعيين مصر اعتنقوا الإسلام السياسي بعد ذلك ولم يكفروا بما كانوا عليه لأنهم فهموا أسس ومعتقدات هذا المذهب..بعكس شيوخ الأزهر الذين جهلوا طبيعة الأفكار والنماذج الوافدة الجديدة فكفّروها جُملة..

في بداية السبعينات دعم الملك فيصل آل سعود الأزهر بمبلغ 100 مليون دولار أعطاها للشيخ.."عبدالحليم محمود"..شيخ الأزهر آنذاك بشرط أن يُكفّر شيوعيين وعلمانيين مصر، وأن ينشر حملة لتحكيم الشريعة والعودة إلى صحيح الدين..وهي الحملة المشهورة التي تبناها الأزهر وقتها وتبين بعد ذلك أنها (الوهّابية المتطرفة) الداعمة للإسلام السياسي، حيث سار الأزهر بالتوازي وقتها مع الإخوان المسلمين في الشارع..

ولأن الأزهر ممثل للدولة نظر إليه الشعب كمسئول عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي عانى منها في حقبة السادات، فخطف الإخوان المبادرة واعتلوا المنابر وتفشت جماعات الإسلام السياسي، وارتفعت أسهم تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة والإخوان المسلمين، وحين أفاق بعض الأزهريون لحجم الكارثة كان التيار أقوى منهم ، فتم اغتيال الشيخ الذهبي أحد أبرز فقهاء الأزهر خصوم الجماعات .

لم يفطن الأزهريون وقتها أن المشترك الفكري بينهم وبين الإرهابيين هو الذي أعطى القوة والدافع لهم بالانتشار، فعكفوا عن مسألة تجديد الخطاب الديني، وأشاعوا التكفير والرؤية العنصرية في المجتمع، حتى من فرط تخبطهم ادعى بعضهم أن مؤسس الشيوعية زرادشت المجوسي ، رغم أن زرادشت اعتبره أبو حنيفة الدينوري (ت 282هـ) من الأنبياء، وساق قصته مع الفرس على أنه رسول من الله، نفس الشئ فعله الطبري في تاريخه والمسعودي في التنبيه والإشراف، كذلك عده بعض المعاصرين نبيا مصلحا..

كذلك ومن فرط جهل الأزهريين بالاقتصاد أفتوا بحُرمة أموال البنوك والقروض، من هؤلاء الشيخ جاد الحق علي جاد الحق عام 1981 حين أفتى بأن الودائع والقروض البنكية وشهادات الاستثمار هي من الربا المحرم، وكان وقتها الشيخ مفتيا للديار وبعدها بعام واحد تقلد مشيخة الأزهر، ولم يراع الشيخ وقتها أن هذه الفتوى كانت تخدم جماعات الإسلام السياسي في رؤيتهم التكفيرية للدولة ومؤسساتها الحديثة من البنوك والبورصات وربما شركات القطاع العام التي تستدين من هذه المؤسسات لتشغيل العمال..

كان الأزهر يسير بخطى متوازية مع جماعات الإسلام السياسي، ولم يخالفهم سوى في مسألة الخروج على الحاكم التي تمثل لدى الأزهريين (أصل ديني) يترتب عليه عدة مفاسد ، أي أنهم لم يهتموا بالرد على الجماعات إلا في مسألة الخروج، وقد أعطى ذلك انطباعا عند الشعب أن كل ما يدعيه فقهاء وشيوخ وزعماء الإسلاميين صحيح...فالخلافة صحيحة بل واجبة..والحدود واجبة..والمسلم أقرب إليهم ولو كان هنديا..والكافر أبعد منهم ولو كان مصريا، فذبحوا مفهوم المواطنة وشاعت في البلاد الرؤى الطائفية وتعددت حوادث قتل الأقباط..

ختاما: فالأزهر هو ممثل الفقه التقليدي الذي يعتبر المكون الرئيسي لجماعات الإرهاب، وهو الفقه الذي ورثناه منذ قرون وعجزنا عن تجديده أو النظر إليه بعين الفحص، وبخلاف ما يستدعيه زماننا في الثورة على القديم تم تقديس هذا القديم أكثر مما كان شائعا، وبمرور الوقت أصبح أئمة الإرهاب -كابن تيمية وابن عبدالوهاب- زعماء الأمة وشيوخها العظام، حتى ابن تيمية عقدوا له 3 مسلسلات تلفزيونية حكوا فيها قصته وعظّموا من سيرته وأحيوا فكره الإرهابي وفتاويه التي أجزم أن الأزهريين والفنانين الذين عظّموه لم يقرأوا له حرف واحد..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الإرهاب من التراث
- الإمارات تحتل جزيرة سوقطرى اليمنية
- الاستحسان في القرآن
- تحديات الإرهاب في الشرق الأوسط
- الغباء ودوره في أزمات العرب والمسلمين
- قراءة في الخلاف بين مصر والسعودية
- معضلة الجهاد في الفكر الإسلامي
- العرب وإيران..مرة أخرى
- متى ظهرت حضارة المسلمين..وكيف؟
- أسطورة شجرة الغرقد
- عشرون سببا وراء فشل الثورة السورية
- حول التصعيد الأخير بين أمريكا وإيران
- السعودية ومنطق ريا وسكينة
- تخلف مصر وتقدم أوروبا..الجذور والأسباب
- الطائفي والكلب
- يعني إيه نقد تراث؟
- ماذا يحدث في جامبيا؟
- الخلاصة في موضوع تيران وصنافير
- بين جاهلية قطب وجاهلية الحويني
- ماذا تعرف عن مسلمي بورما؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - هل الأزهر مرجعية للإرهاب؟