أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شوكت خزندار - بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - ما أشبه اليوم بالبارحة .!















المزيد.....

بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - ما أشبه اليوم بالبارحة .!


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 02:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في هذا الظرف التأريخي الهام والحاسم ، بالنسبة لشعبنا العراقي عامة ولشعبنا الكردي خاصة . أقدم إلى القراء عرباً وأكراداً كتاب الدكتور مكرم الطالباني تحت عنوان ( حزب هيوا ) على شكل حلقات متسلسلة بصورة يومية قدر المستطاع . ان البحث القيم الذي قدمه مكرم الطالباني ودراسته التحليليه للحركة القومية الكردية ولتاريخها النضالي المرتبط بنضال شعبنا العراقي من اجل التحرر والانعتاق ومن أجل نيل شعبنا الكردي لحقوقه القومية ، يعطينا درساً بليغاً لتجارب حركتنا القومية الكردية المليئة بالمآسي والمعاناة والتراجعات والانكسارات ، والتي كان لليمين السياسي والعشائرية المتعصبة ، كان عاملاً حاسماً لضياع الحقوق القومية بمختلف منابعه داخل حركتنا القومية الكردية وامتداداته الاقطاعية المشروعة والتسبب بماسي شعبنا لعقود طويلة .

وبما ان هذا البحث يمتد بنظرته لعقود خلت ، فهو يستحضر ذهن ووعي القوميين والوطنيين من ابناء شعبنا بتجارب حركتنا القومية الكردية وعلاقتها التاريخية المغيبة حاليا بالحركة الوطنية العراقية عموما ، والدور الذي يقوم به ورثة القيادات العشائرية والاقطاعية في عراق ما بعد الاحتلال، باقامة كياناتهم الخاصة وقد نسوا بفعل نشوة ما يحققون انه لايمكن ان يستمر من يعضدهم الان ويستخدمهم لمصالحه ، بالاستمرار والوجود ، مع جملة المتغيرات الحاصلة والقادمة ، والتي سيدفع فيها شعبنا ثمنا باهظآ.
( شوكت )

الحلقة السابعة

تقييم الشخصيات الكردية واختيار رئيس للحزب

أجرى المؤتمر تقييم الشخصيات الكردية المذكورين وهم :

محمد أمين زكي ـ ينحدر محمد أمين زكي من عائلة كردية من اصحاب الحرف في مدينة السليمانية . تمكن من التدرج في الدراسة حتى أكمل الإعدادية العسكرية بتفوق فارسل لأكمال دراسته العسكرية في الكلية العسكرية باسطنبول ومن ثم في كلية أركان حرب ، ودخل عدة دورات عسكرية في العواصم الأوربية ، كما خدم كملحق عسكري في عدة عواصم . وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الدولة العراقية ، عاد إلى العراق وتسلم فيه بعض المناصب العسكرية ، ثم عين عضواً في مجلس الأعيان وأستؤزر عدة مرات كوزير للاشغال ووزير للاقتصاد . وله عدة مؤلفات في الأمور العسكرية ، كما وضع مؤلفه ( تأريخ الكرد وكوردستان وتأريخ السليمانية ومشاهير الاكراد ) وغيرها.

توفيق وهبي ـ ينتمي توفيق وهبي إلى أسرة متوسطة الحال في السليمانية . تدرج في الدراسة حتى اكمل الكلية العسكرية في اسطنبول ، ثم تسلم مناصب عديدة في الجيش العثماني . وعند عودته الى العراق ، عين آمراً للكلية العسكرية ثم متصرفاً للواء السليمانية ومديراً عاماً للمساحة ثم وزيراً للمعارف فيما بعد .

جمال بابان ـ ينتسب جمال بابان الى الأسرة البابانية المعروفة في كردستان . تخرج من كلية الحقوق وانتخب نائباً في البرلمان . وهو أحد النواب الستة الذين طالبوا بتوحيد الألوية والأقضية الكردية في وحدة ادارتها ومنحها حكماً ذاتياً . وكان عضواً في جمعية ( ئازادي كوردستان) السرية . وتسلم منصب وزير العدل عدة مرات .

معروف جياووك ـ ينتسب معروف جياووك الى عشيرة ( بالكيان)الكردية في منطقة راوندوز . تخرج من كلية الحقوق وتسلم عدة مناصب قضائية آخرها عضو في ديوان التدوين القانوني . وأنتخب نائباً في البرلمان ، ووزيراً عاماً لأعضاء التبغ فمتصرفاً للواء السليمانية . وهو من مؤسسي ( يانه ي سه ر كه وتني كوردان = نادي الارتقاء الكردي ) ومعتمداً عاماً له .

ماجد مصطفى ـ ينحدر ماجد مصطفى من أسرة كردية بلواء السليمانية . تخرج ضابطاً من الكلية العسكرية في اسطنبول . عاد الى السليمانية بعد الحرب العالمية الأولى ليلتحق بالثورة الكردية التي قادها الشيخ محمود . وبعد فشل الثورة عين مديراً للناحية ثم قائمقاماً فمتصرفاً ، ثم وزيراً فيما بعد .

رفيق حلمي ـ كان رفيق حلمي أحد المثقفين الكرد الذي أيد وساهم في ثورات الشيخ محمود . وقد حال نشوب الحرب العالمية الأولى دون اكمال دراسته العسكرية في اسطنبول . وقد عين رفيق حلمي مديراً للمدرسة المحمودية التي تأسست في السليمانية اثناء حكمدارية الشيخ محمود . وبعد اعلان الشيخ محمود الثورة ضد الانكليز واحتلال القوات البريطانية للسليمانية واسر الشيخ محمود ونفيه الى الهند ، ترك رفيق حلمي السليمانية متوجهاً الى كركوك ، ولكنه عاد بعد اعادة الشيخ محمود الى السليمانية ، ليتعاون مع الفريق مصطفى باشا ياملكي في إصدار صحيفة ( بانكي كوردستان = نداء كردستان ) عام 1922 ، وبعد ان الحقت كردستان بالدولة العراقية عام 1925 عين رفيق حلمي مدرساً للرياضيات في المدارس المتوسطة واستمر في التدريس الى ان عين مديراً للثانوية المركزية بكركوك في عامي 1936و 1937 . وعلى أثر خلاف مع مدير المعارف بكركوك ، نقل رفيق حلمي الى المجر الكبير بلواء العمارة ، ثم أعيد مفتشاً اخصائياً بوزارة المعارف , بسبب مواقفه الصلبة في المسائل القومية ودفاعه عن شعبه الكردي ، ولكونه أقرب من الآخرين من الطلبة ، تم اختيار رفيق حلمي لمفاتحته بقبول اسناد رئاسة الجمعية ( بعد تحويله الى حزب سياسي ) اليه ، وخول كل من يونس رؤوف وكاكه خانقاه للاتصال به في بغداد وابلاغه قرار المؤتمر ، فقبل الدعوة بفرح .

تحويل الجمعية الى حزب سياسي

عقد أول أجتماع بين الأستاذ رفيق حلمي ومؤسسي جمعية داركه ر في صيف عام 1938 بكركوك في دار أبن عمه ( يونس توفيق آمان ) بمحلة بولاق بكركوك للتباحث حول تحويل الجمعية الى حزب سياسي يضم سائر فئات الشعب الكردي ليحقق نفس أهداف جمعية داركه ر حول تقرير المصير للشعب الكردي وتوحيد أقاليم كردستان في دولة واحدة مستقلة .

وقد كان من الأستاذ رفيق حلمي ومؤسسي جمعية داركه ر يعتبرون الوضع الجديد ، كسب رفيق حلمي لقيادة الحزب الجديد المزمع تأسيسه من جانب الطلاب من جانب رفيق حلمي ، مكسباً كبيراً لهما على السواء. فقد أصبحت الجمعية واسعة يتعذر على طلاب المدارس المتوسطة والثانوية قيادتها ، كما ان الأستاذ رفيق حلمي يطمح أن يعود الى الميدان السياسي لا بجهوده الفردية ، بل ضمن منظمة واسعة يكون فيها للمثقفين الكرد الدور الرئيسي في قيادتها وتوجيهها . وهكذا تحققت أمنية الطرفين بهذا التلاحم ، حماس الشباب وخبرة الشيوخ .

لماذا سمي الحزب بـ ( حزب هيوا ) ؟

كانت الدولة العثمانية قد صادرت الحريات السياسية وأغلقت الجمعيات الكردية في اسطنبول ، وهي جمعية التعالي والترقي الكردية وجمعية نشر المعارف الكردية ، فقام الطلبة الأكراد في مدرسة الزراعة عام 1910 بتأسيس جمعية سرية بأسم ( جمعية هيفي = جمعية الأمل ( 18 ) وكان الأستاذ رفيق حلمي أحد أعضاء تلك الجمعية ولأحياء أسم تلك الجمعية والطرف المشابه لتأسيسها لتأسيس جمعية " داركه ر " من قبل الطلاب ، اقترح رفيق حلمي تسمية الحزب بـ ( حزب هيوا ) .

تأسيس حزب هيوا

وردت تواريخ متباينة حول تأسيس حزب هيوا . فمنهم من أعتبر عام 1938 تأريخاً لتأسيس هذا الحزب وآخرون أعتبروا تأريخ تأسيسه عام 1939 ( 19 ) إلآ انه من الواضح ان مؤتمر جمعية داركه ر الذي عقد في حزيران 1938 في كركوك هو الذي وضع اللبنة الأولى لتأسيس هذا الحزب . وبعد مفاتحة الأستاذ رفيق حلمي بقرار المؤتمر وقبوله لذلك القرار ، عقد أول اجتماع تأسيسي للحزب في صيف عام 1938 لأكمال األأجراءات الشكلية اللازمة لتأسيسه ، لم تعتبر تغيير أسم الجمعية واستلام رئيس الحزب مهام عمله لولادة الحزب الجديد . إذن ، تعتبر الأشهر الأخيرة من عام 1938 هي التأريخ الصحيح لولادة حزب هيوا . ونظراً لتعيين رئيس الحزب مفتشاً أخصائياً بوزارة المعرف في بغداد في العام الدراسي الجديد 1938ـ 1939، ووصول عدد من مؤسسي الجمعية والحزب الى مرحلة الدراسة الجامعية في بغداد ، تم تشكيل أول لجنة مركزية للحزب من عدد من الأعضاء المؤسسين وعناصر أخرى من منتسبي الجمعية في تلك الكليات واضافة عدد آخر من المعلمين والمدرسين ومن ثم الضباط الذين انتسبوا الى الحزب السري الجديد .

أيديولوجية حزب هيوا

اقتصرت جمعية داركه ر على الطلاب وبعض المعلمين والمثقفين والدينيين . والمثقفون فئة اجتماعية من الناس يمارسون نشاطاً فكرياً بحكم مهنهم . وعندما تحولت الجمعية الى حزب سياسي ، ضم في صفوفه مختلف فئات المجتمع الكردستاني ، إلآ ان فئة المثقفين كانت هي السائدة في السنوات الأولى لتأسيسه وقد ضم الآن عدداً من المعلمين والمدرسين ورجال العلم والفن والمهندسين والمحامين والموظفين والضباط . ان المثقفين لا يشكلون طبقة منفصلة عن المجتمع ، وذلك لأنهم لا يشغلون مكاناً مستقلاً في النظام الانتاجي الاجتماعي كالبرجوازية والعمال . وفي المجتمع الكردستاني كان معظم المثقفين من أبناء الميسورين من ملاك الأراضي والتجار والموظفين والمهنيين ، وكل منهم يحمل آيديولوجية الوسط الذي نشأ فيه ، خلال جانب من يحمل الى هذا الوسط الآيديولوجي الاقطاعية الرجعية . هناك فئة تحمل أفكاراً تقدمية ثورية ، وبين هؤلاء من يحمل الأفكار الماركسية ويشكلون نواة الحزب الماركسي ، ومنهم من يحمل الفكر القومي البرجوازي .

فكما ان المثقفين لا يشكلون فئة متجانسة ، فمن المحتم ان يحملوا آراء متباينة حول جملة من المسائل السياسية والاجتماعية . وقد انبثقت الآراء الفلسفية والاقتصادية تأريخياً من أفكار المثقفين .

عندما نبحث عن آيديولوجية حزب قومي كحزب هيوا ، يقتضي أن نفترض مسبقاً عدم وجود لآيديولوجية متجانسة واحدة ، وان لا نتطير من وجود تباين فكري وسياسي في صفوف مثل هذه الاحزاب ، ناهيك عن حزب سياسي عام كحزب هيوا الذي له سعة استثنائية ، يقبل في صفوفه ، لا فئة المثقفين فحسب ، بل رؤوساء العشائر وكبار ملاك الأراضي والتجار وكبار الموظفين والضباط .

وقد تأسس حزب هيوا في ظروف الصراعات الفكرية الحادة على الصعيد الداخلي والعالمي ، تمثلت في الصراع الحاد بين الأفكار الاشتراكية والديمقراطية من جهة والأفكار الفاشية والنازية من جهة أخرى . ترك هذا الصراع آثاره على كل حزب وعلى المجتمع في العراق وفي كردستان . فمنذ عام 1930 وجدت حلقات ماركسية في بغداد ، تأثر بها عدد من المثقفين الكرد أيضاً . وحدث نهوض للفكر الديمقراطي عام 1936 أبان الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق بكر صدقي الذي كان له صلة بجماعة الأهالي ، وبعد اغتيال بكر صدقي وإسقاط حكومة الانقلاب، انتشرت الآراء النازية في أوساط بعض المثقفين كرد فعل ضد الاستعمار البريطاني وخاصة بعد عودة الإنكليز الى العراق على أثر إخفاق حركة رشيد عالي الكيلاني في مايس 1941 . ان هذه الصراعات الفكرية والسياسية وجدت لها التربة المناسبة داخل حزب هيوا أيضاً ، ففي الوقت الذي كانت شرائح غير قليلة من الأعضاء والقياديين ، بما فيهم رئيس الحزب رفيق حلمي ، يتمسكون ببنود معاهدة سيفر المتعلقة بمصير الشعب الكردي ، ويعتقدون أن بإمكان بريطانيا مساعدتهم في تحقيق طموحاتهم ، كان هناك رد فعل واسع ضد بريطانيا في أوساط واسعة من المثقفين ، وخاصة بين الطلاب والمعلمين وصغار الضباط ، ويعتبرونها هي المسؤولة عن مآسي شعبهم وتنصلها عن الوعود التي اعطتها للأكراد بعد الحرب العالمية الأولى ، وتعاملها مع قائد الثورة الكردية الشيخ محمود الذي كان تحت الإقامة الجبرية في بغداد . وتأثر عدد غير قليل من هؤلاء بالأفكار الماركسية ، في حين يدين معظم رؤساء العشائر وكبار ملاك الأراضي وكبار التجار والموظفين الكبار بالولاء لبريطانيا . وقد انعكست ذلك في السلوك السياسي لرئيس الحزب أيضاً . فقد كان رئيس الحزب رفيق حلمي من المثقفين القوميين الذين ناضلوا في صفوف الجمعيات والأحزاب الكردية ، وله قابليات تنظيمية جيدة ويتحمل كل أشكال الأذى في سبيل عقيدته القومية ، وكان بدوره يعتقد ان بإمكان بريطانيا مساعدة الأكراد في نيل حقوقهم القومية . ومع هذا وخلافاً للأنسجام مع الأفكار المناهضة للفاشية ، كان يمسك بالسلطة المطلقة في توجيه وقيادة الحزب ويتشبه بالقادة الذين يخلقون هالة من التقديس والطاعة لزعامته . فكان الشعار الذي يتصدر نشريات الحزب وسلوك الأعضاء ، الى جانب " عاش الكرد وكردستان " هو ، " عاش الرئيس المقدس العظيم " وتحية الأعضاء بـ " بزي سه روك = عاش الزعيم " الشبيهة بـ " هاي هتلر " النازية . ان الحماس القومي المسيطر على مشاعر الأعضاء آنذاك ، جعل تلك الأمور وكأنها شيئ طبيعي تماماً ، بل وضروري وواجب مقدس .

إذن ... ان الأيديولوجيات المتباينة كانت تتصارع داخل حزب هيوا ، وخاصة عندما توسعت قاعدته الحزبية لتشمل فئات متباينة من المجتمع الكردي ، ومع كل تلك التناقضات ، كانت هناك مسائل تجمع هذه الفئات المتباينة ، هي حرمان الشعب الكردي من أبسط حقوقه القومية ، بما فيها الحقوق الثقافية والادارية وتخلف الاقتصاد الكردستاني . فالهوية السياسية الواضحة لحزب هيوا كانت حزب قومي برجوازي يميني ، رغم وجود أعداد كبيرة من رؤساء العشائر وكبار ملاك الأراضي الرجعيين من جهة ، وأعداد كبيرة من المثقفين الذين تأثروا بالافكار الاشتراكية وخاصة الماركسية . وكانت طبقة الاقطاعيين قد حافظوا على رصيدهم القومي نتيجة بقائهم في صفوف الشعب الكردي ، بل وقيادتهم للعديد من الانتفاضات والثورات الكردية بعد الحرب العالمية الأولى ، قادت المقاومة ضد البرجوازية التركية والإيرانية منذ القرن التاسع عشر للتصدي ضد الاجراءات القاسية ضد الجماهير الكردية أبان امعانها وتصفية الامارات الكردية شبه المستقلة .

الهيكل التنظيمي لحزب هيوا

انخرطت أعداد كبيرة من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية الكردية في صفوف حزب هيوا من مختلف مناطق كردستان العراق وفي العاصمة بغداد ، وهم من الطلاب والمعلمين والمدرسين والمحامين والمهندسين والموظفين والضباط وضباط الصف ورؤوساء العشائر وكبار ملاكي الأراضي والتجار والكسبة ورجال الدين ... الخ فأصبح لزاماً اتباع هيكل تنظيمي يستوعب كل تلك الفئات .

وقد أستمر الطلاب على تنظيماتهم الخاصة بهم في المدارس والمعاهد والكليات ، كما أصبح للضباط تنظيماتهم الخاصة ، يترأسها أعلاهم رتبة. فقد ترأس منظمة الضباط في الفرقة الثانية بكركوك آمر الفوج المقدم أمين الراوندوزي . وعندما نقل العقيد عزيز قزاز آمراً لفوج آخر في كركوك ، أصبح هو المسئول عن المنظمة العسكرية وأصبح المقدم أمين الراوندوزي مساعداً له . كما كان لضباط الصف وأئمة الأفواج من رجال الدين خلاياهم الخاصة بهم . وللمعلمين والموظفين تنظيماتهم . وعندما أنظم رؤساء العشائر الى صفوف الحزب ، أصبحت لهم منظمتهم الخاصة ، يترأسها أكثرهم نفوذاً أو أكبرهم سناً . وكان وجودهم يحول دون الوصول الى الفلاحين . وكان الحزب أيضاً يعتبر كسب رئيس العشيرة بمثابة كسب العشيرة جميعها . إلا ان ذلك لم يمنع من دخول أعداد من رؤساء الفرق أو الفلاحين الميسورين والمتنورين في القرى والمناطق التي لا نفوذ لكبار الاقطاعيين فيها الى صفوف الحزب .

واحتفظ الحزب بالتركيب الهرمي والقيادي ، اللذين كانا سائدين في جمعية داركه ر ، في السنة الأولى من تأسيسها . فقد تألفت اللجنة المركزية من عدد من مؤسسي الحزب الذين وصلوا الى مرحلة الدراسة الجامعية في كليات بغداد ، واضافة عناصر أخرى غير طلابية ، وخاصة من الضباط والموظفين اليهم . إلا ان رئيس الحزب كان يجمع في يده معظم الصلاحيات . وعندما نقل رئيس الحزب الى مفتشية المعارف للمنطقة الشمالية ومقرها في السليمانية ، لم تبق للجنة المركزية تلك الأهمية أو الصلاحيات السابقة ، فكان الرئيس يدير أمور الحزب من هناك دون الرجوع الى اللحنة المركزية ، فدب الخلاف بينه وبين اللجنة المركزية ، آل الى فصل عدد من أعضاء اللجنة ، بينهم الأعضاء المؤسسون من الحزب وهم يونس رؤوف ( دلدار ) وكاكه حه مه خانقاه وبرهان حامد جاف وآخرون الذين عارضوا القيادة الفردية لرئيس الحزب رفيق حلمي .

وقد أصبح الرئيس يعتمد الآن بالدرجة الأساسية على المنظمات العسكرية ورؤساء العشائر ، واهمل الى حد كبير دور الطلبة والمثقفين الآخرين .

إذن .. في كل منطقة ( اللواء ) توجد منظمة للطلبة وأخرى للموظفين والمعلمين ، ومنظمة للعسكريين يترأسها أعلاهم رتبة ، ومنظمة للعشائر يترأسها أكثرهم نفوذاً وأكبرهم سناً . وتتألف اللجنة المحلية للواء ، من ممثلي تلك المنظمات ، يترأسها المسؤول العسكري ، ان لم يكن هناك عضو من اللجنة المركزية . لأن الحزب كان يستند الى قوتين مسلحتين ، العسكرية والعشائرية لتكون نواة للثورة المسلحة الكردية . أما دور الطلاب والفئات الآخرى من المثقفين والتجار فلا يتعدى القيام بالدعاية والتحريض والاعانة المالية .
ولم يكن في الحزب انتخابات لأختيار الهيئات القيادية فيه ، فانحصرت الصلاحيات في اتخاذ القرارات برئيس الحزب ..
ـــــــــــــــــــــــــ
هامش صفحة 56

( 18 ) أسس الجمعية كل من عمر جميل باشا وقدري جميل باشا ( ديار بكر ) وفؤاد تموبك ( وان ) وزكي بك ، وأصدرت مجلة ( روزي كورد ) ثم ( هتافي كورد ) ثم ( زين ) . وقد ضعف نشاط الجمعية بسبب اندلاع الحرب ثم منع نشاطها من قبل الكماليين ، فأنتقل نشاطها الى كردستان العراق وسوريا . وكان رفيق حلمي أحد النشطاء فيها .

( 19 ) هذا ما أورده الدكتور عبدالعزيز شمزيني في رسالته للدكتوراه ( الحركة التحررية الكردية ) .

المؤلف
الدكتور مكرم الطالباني
يقع البحث في كتاب صغير الحجم ، عدد الصفحات 184 صفحة .
صادر عن ( مركز خاك للنشر والأعلام ) في السليمانية عام 2002
************



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-4
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-3
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- جلال الطالباني يفكر بالرئاسة مجدداً
- ! هل للعصفور لبن شجب وإستنكار لقرار حكومة ( المشيخة الاقطاعي ...
- لتترتفع الأصوات الحرة من أجل انقاذ كمال سيد قادر !


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شوكت خزندار - بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - ما أشبه اليوم بالبارحة .!