|
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟.....10
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 09:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
10 ) و إذا كان هذا هو دور البورجوازية المغربية في دعم ادلجة الدين الإسلامي، فما هو دورها في سيادة ادلجة الدين الإسلامي ؟
إن الذي نعرفه، انطلاقا من الواقع القائم، أن البورجوازية المغربية، بجميع شرائحها، تعتبر جزءا لا يتجزأ من الطبقة الحاكمة، حتى و إن تقمصت بعض أحزابها التي فبركتها الإدارة المخزنية لباس المعارضة، لأن ما يجري في الميدان يؤكد أنها ليست كذلك.
و هذه البورجوازية لا يمكن أن تسير إلا على نهج البورجوازية الحاكمة، التي توظف جيشا من مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يعملون على تحريف النصوص الدينية، حتى تصير في خدمة البورجوازية، عن طريق جعلها وسيلة لتضليل الكادحين، الذين ينفصلون فكريا، و وجدانيا، عن الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، الذي يصير حكرا على الطبقة الحاكمة، و باقي الشرائح البورجوازية العاملة على سيادة ادلجة الدين الإسلامي عن طريق :
أ- دعم إشاعة أدلجة الدين الإسلامي، عن طريق المساجد التي تتحول من أماكن لأداء شعيرة الصلاة، و تقديم الوعظ، و الإرشاد، إلى أماكن لإشاعة الفكر الظلامي، الإرهابي، الذي لم يعد قادرا على الاستمرار، و التمكن، إلا بتوظيف المساجد التي يرتادها الناس، في إطار تجمعات تعبوية، خمس مرات في اليوم، و في إطار المهرجان الأسبوعي، الذي يعقد كل جمعة، و في جميع المساجد. تلك المجموعات، و المهرجانات، التي تعقد لا لأداء شعيرة الصلوات الخمس، او صلاة الجمعة، كما هو منتظر، و معتبر، بل لتعبئة المسلمين، المومنين، المضللين، ضد التقدم، و ضد أي تطور، في وعيهم الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، و من أجل أن يصيروا، مجرد قطيع، تفعل بهم البورجوازية المغربية ما تشاء.
و في شهر رمضان الكريم، يصير الشهر كله مهرجانا مفتوحا، لا لأجل إخلاص العبادة لله، بل لأجل قيام حركة مناهضة لكل ما هو إنساني، عن طريق الإغراق في الغيبيات، التي لا يستفيد منها إلا من يمارس الاستغلال البشع على جميع الكادحين المغاربة، لتصير بذلك أدلجة الدين هي السائدة، و ليصير المؤدلجون هم المتحكمون في عقول الناس، و في وجدانهم، و في فكرهم، و في ممارستهم اليومية، في أفق، و بطريقة غير مباشرة، التحول إلى قادة للمجتمع، و بإرادة من البورجوازية المغربية، التي تمدهم بالإمكانيات المالية الضرورية.
ب- توجيه الإعلام للاهتمام بأدلجة الدين الإسلامي، على أنها هي الدين عينه، حتى تصير أدلجة الدين الإسلامي، في نظر المغاربة جميعا، متطابقة مع الدين الحقيقي، الذي جاء كما يقول المفكرون المسلمون الحقيقيون، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، لا أن يخرجهم من النور، و يدخلهم في الظلمات، كما يفعل المؤدلجون.
فالإعلام السمعي البصري، و السمعي، و المقروء، يكون رهن إرادة المؤدلجين، بل إن المؤدلجين يقدمون على إنشاء وسائل إعلام مدعومة، من قبل البورجوازية المغربية، حتى يزداد دورهم تأثيرا، مما أدى إلى ظهور تيارات في صفوف المؤدلجين، و تطور تلك التيارات، في اتجاه بلورة أحزاب سياسية مؤدلجة للدين الإسلامي.
ج- السماح بإنشاء أحزاب مؤدلجة للدين الإسلامي، و على أساس ديني، و ضدا على المواثيق الدولية، التي صادق عليها المغرب، و التي تمنع قيام أحزاب على أساس ديني.
و البورجوازية المغربية عندما تفعل ذلك، فلأنها تتوخى من تلك الأحزاب، أن تلعب دورها في جعل الناس يعتقدون أن الدين و السياسة متطابقان، و أنه لا مجال لفصل الدين عن الدولة، و أن يكون ما لله لله، و ما لقيصر لقيصر، حتى لا يفكر المناضلون الحقيقيون، في المطالبة بالتعامل مع الدولة، على أنها دولة علمانية، و مع الدين على أنه يخص علاقة المؤمن بربه.
و إذا كانت هناك بعض الأحزاب، أو التيارات القائمة على أساس ديني، التي تدعي معارضتها للبورجوازية المغربية، فلأن البورجوازية المغربية، تدفع في ذلك الاتجاه، على أنه هو المعارضة الحقيقية، من أجل التشويش على المعارضة اليسارية، و خاصة المعارضة اليسارية الاشتراكية العلمية.
د- تلغيم البرامج الدراسية بالنصوص، و الفقرات المؤدلجة للدين الإسلامي، لتنشئة الأجيال على تلك الأدلجة، و من أجل أن تصير الأدلجة ممارسة تعليمية، تستهدف تضليل التلاميذ، و الأطر التعليمية، التي يفرض عليها، بحكم مهنتها، الارتباط بأدلجة الدين، و تتحول إلى إطارات مؤدلجة للدين الإسلامي بالخصوص، و عاملة على إقناع الأجيال الصاعدة بتلك الأدلجة، بل إنها تفرض عليها ذلك، و بقوة العملية التربوية التعليمية، خدمة للتيارات، و الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي من جهة، و للبورجوازية المغربية من جهة أخرى، و لأجل أن تقوم بقطع الطريق أمام إمكانية تفاعل الأجيال الصاعدة مع الفكر التنويري، و الفكر العلمي، حتى لا نقول الفكر الاشتراكي العلمي.
ه- فسح المجال أمام الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، من أجل المشاركة في الانتخابات، و ببرامج مؤدلجة للدين الإسلامي، حتى تكون الحملات الانتخابية مناسبة لتحويل الشارع إلى وسيلة لتجييش الجماهير الشعبية الكادحة المؤدلجة للدين الإسلامي بالخصوص، و عاملة على إقناع الأجيال الصاعدة بتلك الأدلجة، بل إنها تفرض عليها ذلك ، و بقوة العملية التربوية التعليمية، خدمة للتيارات، و الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، وراء المؤدلجين بطريقة مباشرة، و وراء البورجوازية بطريقة غير مباشرة، و من أجل وصول أولئك المؤدلجين، إلى المؤسسات المحلية، و إلى البرلمان، من أجل توجيه البرامج المحلية، و الوطنية للدولة، حتى تصير مساعدة على إشاعة أدلجة الدين الإسلامي، كما تريدها البورجوازية، المستفيد الأول من إشاعة أدلجة الدين الإسلامي..
و بذلك يتبين: أن دور البورجوازية المغربية في سيادة ادلجة الدين الإسلامي، في صفوف الشعب المغربي، يبقى حاضرا في ممارسة، و في فكر البورجوازية المغربية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
باب الانتهازية.....9
-
باب الانتهازية.....8
-
باب الانتهازية.....7
-
باب الانتهازية.....6
-
باب الانتهازية.....5
-
باب الانتهازية.....4
-
باب الانتهازية.....3
-
باب الانتهازية.....2
-
باب الانتهازية.....1
-
من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول..
...
-
من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول..
...
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|