سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 5495 - 2017 / 4 / 18 - 19:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرت على تركيا فترة طويلة تحت النظام البرلماني ولم تشاهد استقرارا , ولا قبولاً اقليمياً و دولياً فالعلاقات عموما في تدهور مستمر الى ان وصل الامر وجود تكهنات لحكومة اردوغان واغلبية الترك على ان حلف الناتو (منظمة حلف شمال الأطلسي) كان مشاركا في الانقلاب الاخير , بمعنى اخر ان اغلب الشعب التركي يرى انهم امام خطر وتحديات كبيرة ضمن المعطيات الحالية وتداعياتها الداخلية والاقليمية والدولية مما يحتم عليم الدفاع عن امنهم القومي وعدم ترك بلدهم امام مستقبل مظلم مجهول وذلك من خلال تغيير الدستور والمضي الى نظام رئاسي فيه صلاحيات كثيرة ليكون اكثر صلابة ومسؤولية .
كل انواع الانظمة السياسية لها ايجابيات وسلبيات وحسب الاطراف والقوى المسؤولة التي تقود النظام , وهنا عندما نتحدث عن النظام الرئاسي او البرلماني الامر يتعلق بشكل النظام المناسب للدولة في حفظ امنها القومي فضلا عن تحقيق العدالة , والاخيرة تتوقف على شخوص السلطة من السياسيين والاحزاب الحاكمة , بمعنى اخر لايشترط في النظام البرلماني حفظ الامن والاستقرار والعدالة للدولة اكثر من النظام الرئاسي وبالعكس , ولدينا امثلة كثيرة خاصة في دول الشرق الاوسط ومنها سوريا والعراق وايران وتركيا نفسها .
ويبقى تحديد نوع النظام وتغيير الدستور هو امر داخلي لاي دولة ولكن هذا لايلغي تداعياتها المختلفة على الدول الاخرى , وهنا نود الاشارة الى تداعيات تغيير الدستور لتغيير النظام في تركيا على الكورد : فـ بالنسبة الى الكورد في داخل تركيا وبعد انقسامهم بين المؤيد والرافض بالتغيير مع وجود نسبة الفرق بينهم الا ان ذلك يعتبر مؤشر واضح في اختلاف الرؤى بينهم , او اختلاف وجهات نظرهم في تحقيق استراتيجيتهم القومية , فكل طرف كوردي ينظر بمنظار خاص وحسب قناعاته للمعطيات الموجدودة في تحقيق مصالحه القومية او الحزبية او الشخصية .
اما بالنسبة الى الكورد خارج تركيا وبالتحديد "اقليم كوردستان العراق", ارى ان في مصلحة الكورد هو تحديد وتقليص صناع ومنفذي القرار السياسي للدول التي تتعامل معها ومنها تركيا. لقد عجز الكورد في كل مفاوضاتهم او تسوياتهم مع الاخرين بسبب عدم التزامهم بالعهود والاتفاقيات مبررين ذلك وجود اختلاف داخلي في الرؤى حول قضايا التفاهم والنزاع , ولدينا تجربة مريرة مع النظام " الاتحادي" في بغداد .
وفي الواقع ان للكورد تاريخ مرير في التعامل مع الحكومات التركية المتعاقبة ورغم تغيير شكل النظام وشخوصه السياسية في كل مرحلة تاريخية الا ان ذلك لم يؤثر في تعاملهم المجحف والمستبد , والى اليوم لم نشهد خطوات جادة حقيقة في تحقيق حقوق الكورد داخليا ولا في تعاملهم مع الاقليم,الا قليلا نادرا جدا وذلك في فترات معينة مراعاة لمصالحها وخاصة الاقتصادية .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟