|
عزيزي المجاهد لك جنتك ....
سامي فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 20:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحقيقة تلك الكلمة التي تبدو بسيطة في نطقها وعدد حروفها ولكنها معقده وصعبه،تأملها يشبه من دخل تيه كل نهاية تصل به إلي بداية جديدة فالحقيقة الفلسفية والدينية تختلف عن الحقيقة العلمية ، بل أن مفهوم الحقيقة ذاته يختلف بإختلاف الثقافات ومجالات الفكر والمكان والزمان ، ويبقي أن الحقيقة التي ندركها ونصدقها ليست بالضرورة هي الحقيقة للآخرين والتي يجب عليهم تصديقها ، فبين أصحاب الديانات حقائق ومسلمات يؤمنوا بها وهو ايمان عاطفي لا يقاس بالعقل ولا يُفسر بالمنطق ولكن لا يحق لأصحاب الحقيقة بحسب المعطيات والنتائج والتفسير المنطقي أن يرفضوا أيمان هؤلاء ولا علي هؤلاء أن يجبروا أصحاب الحقائق العلمية والمنطقية أن يقبلوا الحقيقة كما يقبلوها هم ، فقد يصل الناقد لحقيقة ما بدراسته النقدية المحايدة لحقائق غائبة من قلب حقيقة يمتلكها اصحابها أو هكذا كانوا يظنوا ، الحياة نفسها كحقيقة وواقع نحياه اختلف تفسيرها فمن يفسر نشأتها بهذا " الإنشطار الكوني " ومن يفسرها " بقصة الخلق " المتعارف عليها بحسب أصحاب الديانات ، ودعنا نبدء من هنا من عند تجربة ابو البشرية ادم دون المساس بأصحاب النظرية العلمية في نشأة الكون لأنهم وإن كنا لا نتفق مع حقيقتهم لكن لم نري تكفيراً ولا ترهيباً لمن لا يقر أو يؤمن بها ، أي أن المعني بكلماتي هذه أصحاب الحقائق الدينية للحظات أروي فيها ما أراه حقيقة فقط لتلامسه مع عاطفتي وعقلي دون أن أطلب من أحد أن يقر معي أنها حقيقة ودون أن أشعر أني أمتلكت حقيقة فأمتنع عن التفكير والتأمل بحياد في حقائق يمتلكها الأخرين . في تجربة ادم كان المنع عن ثمار تلك الشجرة المحرمة في الجنة ، ورغم تحريمها علي أدم ظلت موجودة لم يحجبها عنه الله إذا ظل المثير وهو الشجرة " التجربة " والدافع عند ادم وزوجته سواء كان الشهوة أو الفضول أو حتي وسوسة الشيطان ، وإن كانت عقوبة ادم الطرد من الجنة فأري أن التجربة أو التجارب ما زالت قائمة لذريته من بعده علي مر الأجيال وإن كان لآدم شجرة واحدة فلذريته مئات الأشجار " التجارب " فهل علي الإنسان التخلص من تلك الأشجار " المثير " أما يجاهد مع نفسه " الدوافع " لينتصر . المدهش أن الكثيرين وخاصة تلك الجماعات التي تبنت أفكار الجهاد خارج النفس وهو جهاد ضد كل الأشجار المحرمة في حياتهم رغم ثقتنا أن بداخلهم براكين تغلي ولا يستطيعوا إطفائها لذا لا يخلوا جهادهم من دسم الثمار المحرمة ، فالنساء متوافرة في جهادهم بل وجعلوا لهن جهاد حتي يؤتوا بثمارهن ، وهن نصيب المجاهد الإنفجاري في الجنة ، وأتمني أن يخضع أحد هؤلاء للفحص النفسي لتحليل ما به من كبت ورغبات جنسية مشتعلة لا ينافسها بداخله سوي الخوف من العقاب الألهي ولعجزه في مقاومة شهواته ورغباته يتبع تلك الأفكار التي تُصيغ له هذا بسبل حلال ولا تقع به تحت طائلة العقاب الألهي وهي حقيقة يدركها ويؤمن بها لأنها تناسبت مع إمكانيات عقله و مريحة حتي وإن كلفته حياته ، والآخر له نصيب ايضاً في جهاد هذا الفاشل في جهاد نفسه ورغباته وإلا ماذا يضيره من آخر يعتنق ما لا يعتنقه هو حتي ولو كان هذا الآخر يعبد " صخراً " فهل يخشي عليه من النار أم يغار علي الله ونصب نفسه جندياً مدافعاً عن الله إن عبده آخر بطريقة تخالف طريقة عبادته هو ، هل يعني هذا أن يقطعه من الأرض وإن كان الله جل جلاله لم يفعل بل لم يحرمه عظيم نعمه كامله حتي تتم تجربته ويكون له تحديد المصير في النهاية ، يذكرني هذا بصديق كان شخص ما كلما التقاه يسأله عن صلاته ولما لا يذهب للصلاه وإن وجده يدفعه أمامه للصلاه وللأسف كان هذا الواعظ الناصح ليس بعيد عن دوائر سوء السلوك ولم تجعل منه صلاته " التي يدعيها " عظة صامته وقدوة يحتذا بها دون أن يكون في حاجة للكلام مما دفع صديقنا أن يقول له أنت تدفعني للصلاه وتسألني عن الصيام وأراك مرحباً أن أسبقك للجنة ولم أري منك هذا الأيثار أمام المخبز في طابور الحصول علي الخبز ، وهذه حقيقة أخر يمتلكها شخص بحسب المصلحة فالجنة مؤجلات مجانية لن تكلفه شيء لا ضرر من أن ينادي الأخرين لها ويدفعهم اليها أما الحياة اليومية وتكاليفها فبها ضرر لمصالحه ،وبعد كل هذا إن كان أبناء ادم جميعاً بحسب إدراكهم للحقيقة كلاً بحسب ما يري وأصحاب العقائد المختلفة بحسب عبادتهم وما يروه تقرباً من الله وعملاً لأجل الله هو في الأصل لأجل أنفسهم فالله ليس بحاجة لها بل البشر لتسمو نفوسهم ، والشجاعة في مواجهة الحياة بتجاربها والجهاد مع النفس رائع ولا عيب في الخوف من العقاب الألهي ولكن ما أروع أن يتطور الأمتناع عن الشجرة المحرمة خوفاً ، إلي الأمتناع " حباً " فالله محبة ندركها في المحبة مع سائر البشر ومخلوقات الله ، أما شجاعة مواجهة الموت بالتفخيخ والإنتحار فهي هروب وعدم قدرة علي الجهاد لذا عزيزي المجاهد تمتع بجنتك وأترك للأخرين " جهنمهم " بعد إنتهاء اختبارهم في الحياة .
#سامي_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البِشعة والجلسات العرفية
-
الواعظ
-
يناير في عيونهم
-
الشرق والغرب
-
نفسك معانا
-
الغنوة الأخيرة
-
يا وابور قولي رايح علي فين
-
هل الضمير هو العقل ؟
-
قبل القتال
-
همسات قصص قصيرة
-
علامات علي الطريق
-
شر البلية ما يضحك
-
الأشقاء والشقاء
-
النسيج الوطني الواحد : هل مزقه البلطجي حمام الكموني أم غيره
...
المزيد.....
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
-
سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق
...
-
قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|