|
الوثيقة الرابعة -إلى الأمام- المرحلة الثانية: 1980 1994 الخط التحريفي: الطور الأول 1980 1985
موقع 30 عشت
الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 20:55
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ضمن محور الاستراتيجية و التكتيك من "وثائق إلى الأمام: المرحلة الثانية 1980 ــ 1994: الخط التحريفي: الطور الأول 1980 ــ 1985”، الذي تم نشر ثلاث وثائق منه، و هي وثيقة "القضايا الاستراتيجية في الثورة المغربية"، و "التخبط السياسي نتيجة حتمية لمنهج الصراع بدون هوادة"، و "خلاصة ندوة الفرع بالداخل حول القضايا الاستراتيجية في خط المنظمة"، يقدم موقع 30 غشت الوثيقة الرابعة للخط التحريفي ضمن هذا المحور، و هي وثيقة بجزئين و تحمل عنوان: “ البرنامج العام والنظام الداخلي للمنظمة ــ مشروع جديد" الصادرة في شتنبر 1983. والتي ننشر منها اللحظة جزئها الأول: “البرنامج العام". للإشارة فقد تم تضمين هذه الوثيقة بالعديد من الهوامش قصد توضيح أولا السياق الذي صدرت فيه، وثانيا، للوقوف على مجمل التشويهات التي حملتها أطروحات الخط التحريفي في حق الخط الثوري الذي أسست له منظمة "إلى الأمام"، وكذا على التحديدات المدمرة استراتيجيا لهذا الخط.
في بعض ما جاء به "البرنامج العام" لخط "إعادة البناء" التحريفي
لقد استعادت هذه الوثيقة، وبشكل حرفي أحيانا، مجمل التشوهات المميتة التي طبعت وثيقة "القضايا الاستراتيجية في الثورة المغربية" بعد مرور أزيد من سنة على إصدار هذه الأخيرة التي فيها أشار صاحبها (عيسى الوجدي ــ "ع. أمين”) أنه “لم نتعرض لا للتطورات التاريخية لهذه الطبقات، ولا لتعبيراتها السياسية، وهذا ما يجب أن يقوم به تحليل طبقي أشمل”. فمن أبريل 1982، وهو تاريخ إصدار وثيقة "القضايا الاستراتيجية...”، إلى شتنبر 1983، تاريخ إصدار وثيقة "البرنامج العام"، بقي، وبكلام صاحبه، “العرض السابق الجد مركز….. يهدف إلى التعريف بالطبقات الاجتماعية...”. وهي بهذا، أي وثيقة "البرنامج العام"، تؤكد على انعدام "رائحة" أي حس نقدي لدى أصحابها، خصوصا بعد زرعهم قبل ذلك اللا استراتيجية (الغموض ــ الفراغ تحديدا) مشروعا جديدا ل "إلى الأمام"، وضربهم بقبضة أصدقائهم في خط الردة، للمحاور المركزية للاستراتيجية الثورية للمنظمة. بنفس نهج الفذلكة اللغوية التي لم تحمل من"الثورية" la phraséologie revolutionaire، غير بعض المصطلحات و المفاهيم التي تم انتقاؤها، بِحِرَفِيَّة، من هذه الوثيقة أو تلك من وثائق الخط الثوري للمنظمة،(هي هنا مرجع "لقاموس لغوي ثوري" بالنسبة لهم)، و عزلها عنه و توظيفها في "خط" فيه اختلط التناقض الأساسي (لا يحمل في الوثيقة إلا اسم الأساسي) بالتناقض الرئيسي (مضمونا من دون اسمه)، و لم يعد التمييز بين التناقضين، لا هو يحصن من الانتهازية اليسارية و لا هو يحصن من الانتهازية اليمينية. فهذا الذي تم التأسيس له في هذه الخلطة، والذي قد يشبه "خطا سياسيا ــ إيديولوجيا"، "توحدت" فيه الانتهازيتين معا. فإذا كانت الانتهازية اليسارية لا ترى إلا التناقض الأساسي، غافلة التناقض الرئيسي، والانتهازية اليمينية تغفل التناقض الأساسي ولا ترى إلا التناقض الرئيسي، فعلى الأقل ما يجمع بين هاتين الانتهازيتين هنا، هو التمييز، مع التركيز الكلي لكل واحدة منها على أحد التناقضين والإغفال الكلي للتناقض الاخر. أما في حالة هذا الذي سمي ب "خط إعادة البناء"، فقد أصبح مضمون أحد التناقضين يحمل اسم التناقض الاخر، من دون تحديد أو تمييز للتناقضين معا (وهي بصمة صاحب "نظرية الغموض الاستراتيجي" الذي لا يرى إلا الواحد الأحد اللا تناقض فيه).
لنقرأ هذه الفقرة كي يتضح ما نحن بصدده هنا:
"أن المصالح الموضوعية لمختلف الطبقات الاجتماعية ببلادنا وكذا الصراعات الطبقية الملموسة التي عرفها المغرب طيلة عهد الاستعمار الجديد تظهر بوضوح أن التناقض الأساسي في مجتمعنا هو التناقض القائم بين المعسكر الرجعي المشكل من الامبريالية والبرجوازية الكمبرادورية وملاكي الأراضي الكبار من جهة، ومن جهة أخرى الجماهير الشعبية التي تضم الطبقة العاملة والجماهير الفلاحية الجماهير شبه البروليتارية والبرجوازية الصغرى"
بعد هذا، تم تعميم هذه الخلطة "على مستوى الأمة العربية"، حيث تقول وثيقة "البرنامج العام" ل "خط إعادة البناء" (أو خط "انتصار الخط البروليتاري” الذي تم اكتشافه مؤخرا):
"إن التناقض الأساسي على مستوى الأمة العربية هو التناقض بين الجماهير الشعبية العربية وقواها الوطنية التقدمية والثورية من جهة والامبريالية والصهيونية والرجعية والقوى الساهرة على مصالحها من جهة أخرى."
قبل أن نبحث ونقدم الحل الذي طرحته الوثيقة لهذا الذي وضعته ك "تناقض أساسي"، لنحاول تصور على الأقل، في عملية تمديد، وبمنطق طرح الوثيقة، لهذا "التناقض الأساسي" خارج "مستوى الأمة العربية"، أي على المستوى العالمي الذي فيه تهيمن الرأسمالية الإمبريالية. إلا أن محاولة تصورنا هذه، فيما قد سيكون عليه هذا "التناقض الأساسي" خارج "مستوى الأمة العربية"، أي عالميا، اصطدمت بأصل العجز والغموض لدى أصحابه، تقول الوثيقة:
"نظرا لضعف النقاش داخل المنظمة حول مسألة التناقضات العالمية وحول طبيعة الأنظمة في البلدان التي دخلت في تجارب بناء الاشتراكية ..."(وردت كهامش في الوثيقة).
لقد استطاع الرفاق تحديد "التناقض الأساسي" في المغرب، والذي فيه ــ المغرب ــ سنة قبل ذلك، قالوا إن عليهم "أن ينتظروا حتى يتمكنوا من معرفة واقعه" عبر "تجدرهم وسط الطبقة العاملة والفلاحين" (أنظر وثيقة "التخبط السياسي نتيجة حتمية لمنهج الصراع بدون هوادة"، وتحمل تاريخ ماي 1982)، واستطاع الرفاق كذلك أن يحددوا "التناقض الأساسي" "على مستوى الأمة العربية" (خارج الواقع المغربي الذي من الممكن انهم استطاعوا معرفته في ظرف تلك السنة، طبعا من خلال عملية التجذر وسط الطبقة العاملة والفلاحين). إلا أنهم وللأسف هذه المرة، لم يتوفقوا في تحديد التناقضات العالمية. إذا كان نظام الرأسمالية هو المهيمن عالميا، والرأسمالية التبعية هي، كما تقول الوثيقة نفسها، المهيمنة محليا، أي مغربيا، فعلى أي أساس، وكيف تم تحديد هذا التناقض الأساسي الذي هكذا "انطلق من واقع بلادنا" وتوقف فجأة "على مستوى الأمة العربية"؟ ألم يسبق للمنظمة الثورية الماركسية ــ الللينينية المغربية "إلى الأمام"، أن حددت التناقض الرئيسي (الذي لمحنا مضمونه في الوثيقة إياها، من غير ذكره لدى أصحاب "المشروع الجديد") في "التناقض بين مجموع الطبقات الوطنية المكونة للشعب من جهة والبنية الإمبريالوـ كومبرادورية من جهة أخرى".، وحددت محرك هذا التناقض الرئيسي، أي التناقض في جوهر الأشياء، في "التناقض الأساسي؛ التناقض بين العمال ـــ الفلاحين المرتبطين جدليا، من جهة، والبنية الامبريالو ـ كومبرادورية من جهة ثانية." (للمزيد من التفصيل، أنظر "ملاحظات تكميلية" لوثيقة منظمة "إلى الأمام": الخط الثوري: "المرحلوية أو النيومنشفية" ــ إشارات حول أحد المظاهر الأساسية للفكر اليميني في الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية "، وهي، "ملاحظات تكميلية"، بعنوان "التناقض الأساسي والتناقض الرئيسي" التي صدرت بالسجن المدني "غبيلة"، بتاريخ 18 دجنبر 1976). إن طمس هذا التمييز بين التناقضين، و وضع التناقض الأساسي (اسما ــ شكلا فقط) بمضمون التناقض الرئيسي، أي طرح مضمون التناقض الرئيسي و إغفال التناقض الأساسي، هو الجوهر الحي للانتهازية اليمينية، و أن ذكر مفهوم (اسما فقط) التناقض الأساسي مع إغفال مضمونه، و طرحه بمضمون التناقض الرئيسي، هو تأكيد على هذه الانتهازية اليمينية و على التخبط و الغموض الذي ساد فكر أصحابنا، هو الذي أسقط "المشروع الجديد" لأصحاب "خط إعادة البناء" رأسا في اعتبار:
"الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية تشكل الحل التاريخي للتناقض الأساسي في مجتمعنا" (ضع سطرا عريضا على "الحل التاريخي للتناقض الأساسي”)
ولنتمعن الان قليلا في هذه الفقرات:
"إن الهدف الأقصى للبروليتاريا المغربية وللحركة الشيوعية المغربية يتجسد في الثورة الاشتراكية، وفي المجتمع الاشتراكي ثم المجتمع الشيوعي."
"... ونحن نكافح من أجل (ثودش) ومجتمع الديموقراطية الشعبية ندرك جيدا بأن الاشتراكية وحدها قادرة على إنجاز مجمل المطامح الأساسية للطبقة العاملة وكافة الكادحين"
" فلا اشتراكية فعلية بدون استيلاء الكادحين بقيادة الطبقة العاملة على السلطة وإقامة نظام دكتاتورية البروليتاريا الذي يضمن من جهة دكتاتورية الطبقة العاملة وحلفائها ضد الرأسماليين وعامة المستغلين وأعداء الاشتراكية"
وعلى الخصوص هذه الفقرة، فهي الأكثر وضوحا من سابقاتها:
"إن المجتمع الاشتراكي خلافا لبعض التصورات الميتافيزيقية والتحريفية لا يشهد نهاية الطبقات الاجتماعية والصراع الطبقي. فالصراع الطبقي بين كافة الطبقات وخصوصا بين الطبقة العاملة والبرجوازية سيستمر بأشكال جديدة"
من يقول صراع طبقي بين طرف وطرف اخر، يقول ضمنا وصراحة بالتناقض بين هذين الطرفين، فأي مفهوم (أو حتى اسم) إذن، بعد "الحل التاريخي للتناقض الأساسي عن طريق الث. الو. الد. الش"، سيتم إطلاقه على هذا التناقض الذي سيستمر بأشكال جديدة بين الطبقة العاملة والبرجوازية؟ وكي لا ننسى ونحن في طريقنا لفكرة محورية أخرى غير منفصلة عن طبيعة التناقضات الطبقية، مادام هذا التناقض بين الطبقة العاملة والبرجوازية سيستمر، فماذا كان يُطلق عليه، وحتى إن نسوه، فماذا يمكن أن يُطلقوا عليه، طبعا، قبل "الحل التاريخي للتناقض الأساسي عن طريق ث.و.د.ش"؟ وما موقع هذا التناقض الذي لا يحمل اسما، من "التناقض الأساسي" الذي حددته الوثيقة بمضمون التناقض الرئيسي، وكيف يمكن أن يكون عليه رابط هذا التناقض الذي لا يحمل اسما ويستمر بعد الث. الو. الد. الشعبية ب "التناقض الأساسي" لأصحابنا؟ (نترك الجواب لدعاة "المشروع الجديد") إن مسألة تحديد طبيعة التناقضات الطبقية وسيرورتها، هي مصيرية في تحديد طبيعة التحالفات التكتيكية والاستراتيجية، وكل ما يتمخض عنها من برامج وشعارات...، ومن دون التحديد السديد لهذه التناقضات، يسقط أصحابها في الحشو الإيديولوجي لطمس حقيقة الفراغ الاستراتيجي.
فماذا يقول أصحابنا في أمر التحالفات:
" في المرحلة الراهنة من الثورة، مرحلة الث ود ش، إن مجمل الطبقات والفئات الشعبية- الطبقة العاملة، الفلاحين، أشباه البروليتاريا، البرجوازية الصغرى، الجناح التقدمي من البرجوازية الوطنية - لها مصلحة موضوعية في الثورة، لهذا من الضروري إقامة وهيكلة تحالف وطني ديموقراطي وشعبي واسع فيما بينها. بدون هذا التحالف الطبقي والسياسي الواسع ستظل القوى الشعبية مبعثرة ويصعب عليها تحقيق الانتصار على العدو الطبقي."
الأمر يجري هنا عن الث. الو.الد.الش. ك "حل تاريخي للتناقض الأساسي"، كما قالت الوثيقة، بين "مجمل الطبقات و الفئات الشعبية..." و بين "العدو الطبقي" (حول هذا التناقض، تؤكد الوثيقة في فقرة أخرى على "الطبيعة التناحرية للتناقض بين الجماهير الشعبية والمعسكر الرجعي")، و هو ما يستدعي وفق الوثيقة " إقامة و هيكلة تحالف وطني ديمقراطي شعبي واسع.."، و هو "تحالف طبقي سياسي" وفق الوثيقة. لكن، لمن تعود مهمة بناء، أسس وحجر زاوية، هذا "التحالف"؟ ولمن الأولوية في سيرورة عملية "إقامة تحالف وطني..."، التي يجب أن تكون هي سيرورة الثورة الو. الد. الش. على طريق الثورة الاشتراكية. تقول الوثيقة بشكل صارم و حازم، أن "التحالف العمالي الفلاحي بقيادة الطبقة العاملة هو العمود الفقري للتحالف الوطني الديموقراطي الشعبي الواسع ذلك لأن الطبقة العاملة هي الطبقة الثورية حتى النهاية والطبقة المؤهلة لقيادة الثورة .." و أن "المهمة الأساسية لكافة الشيوعيين المغاربة هي بناء حزب البروليتاريا وتوفير شروط قيادة الطبقة العاملة لمسلسل الثورة الشعبية...". على ذكر استعمال مصطلح العمود الفقري هنا (والقصد به التحالف العمالي الفلاحي بقيادة حزب البروليتاريا)، فهو، في بنية تشكل الجنين البشري، لا يتشكل بعد نهاية تشكل هذا الاخير أو خارج تشكله (والجنين يمثل هنا التحالف الو. الد. الش.)، بل على العكس من ذلك، يتشكل صُلبَ تشكل بنية هذا الجنين وفي بداياته، وأكثر من ذلك، فقبل بدايات تشكل هذا العمود الفقري، هناك في الانبوب العصبي ما ينذر ويعلن عن تشكله المستقبلي، في حين أن الذي سيصبح مستقبلا جنينا لا زال في أسبوعه الثالث ــ الرابع. هذا فقط، كي نؤكد على أن مصير "إقامة" وتطور هذا "التحالف الوطني الد. الش."، هو رهين بتشكل هذا "العمود الفقري"، أي التحالف العمالي ــ الفلاحي بقيادة حزب البروليتاريا (هذا الاخير هو محرك لمحرك ــ كلمة محرك هنا ليست معادة ــ ذاك "التحالف الوطني"). إلا أن الوثيقة، وتهييئا منها لما سيأتي بعد من أفكار، سرعان من انتقلت بهذا التحالف العمالي الفلاحي بقيادة حزب البروليتاريا من وضع "العمود الفقري للتحالف الوطني الد. الش."، إلى وضع أقل منه، وهو وضع "تقوية التحالف وتصليبه" (الوثيقة)، وليس بنينة هذا "التحالف الوطني.." على أسس الاستراتيجية الثورية للبروليتاريا. كون الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية تتأسس على هذا التحالف العمالي الفلاحي (وهو الطرف الأساسي في التناقض الأساسي بينه وبين البنية الإمبريالو كومبرادورية)، وعلى قيادة البروليتاريا بواسطة حزبها. هذا لضمان انطلاق سيرورة الثورة اتجاه حل التناقض الأساسي (أي ضمان الثورة المتواصلة عبر مراحل)، ولأن حول هذا التحالف العمالي الفلاحي بقيادة الحزب البروليتاري، وفي خضم النضال، تنجذب موضوعيا باقي الطبقات الوطنية، وعلى الخصوص المتذبذبة منها، لتشكل الجبهة الوطنية الديمقراطية الثورية (ج و د ث). فهو القوة المحددة و المحركة لهذه الجبهة المشكلة من الطبقات الوطنية (ما تسميه الوثيقة ب "التحالف الوطني ...")،و التي بدورها، أي الجبهة بقيادة البروليتاريا، تحدد تطور الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. فمن دون هذا الأساس، أي التحالف العمالي ــ الفلاحي بقيادة حزب البروليتاريا، تكون الطبقة العاملة والفلاحين (الفقراء والصغار بالتحديد) تحت سياط سياسة وإيديولوجية البرجوازية الصغيرة. أي تحت وصاية الطبقات المتذبذبة، حيث يتم تغييب التناقض الأساسي (أي تغييب استراتيجية البروليتاريا) الذي يستبطنه التناقض الرئيسي بين الجبهة الوطنية الديمقراطية الثورية والبنية الامبريالو كمبرادورية.
فرغم كل تلك الصرامة والحزم الظاهريين لغويا، والحشو الإيديولوجي الذي صاحبهما، يأتينا أصحابنا أحيانا بوجه مكشوف وعار من المساحيق، وبلغة تبريرية:
" لكن الشروط الموضوعية للصراع الطبقي يمكن أن تفرض إقامة التحالف الوطني الديموقراطي الشعبي ومشاركة الحركة الشيوعية المغربية فيه، بينما لم تتوفر بعد شروط قيادته من طرف الطبقة العاملة."
إن الدخول في إقامة هذا التحالف (الحزبي السياسي هنا) ومن باب المشاركة فقط، وتحت اسم "الحركة الشيوعية المغربية"، في غياب حزب البروليتاريا قائد التحالف العمالي ــ الفلاحي، هو يعني وضع الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والصغار في موقع ذيلي وتابع، خاضع لأطروحات القوى السياسية للبرجوازية الصغيرة. وهو عمليا لا يعني سوى التخلي عن التحالف العمالي ــ الفلاحي ("العمود الفقري" للجبهة)، وإلغاء الاستراتيجية الثورية، والسقوط رأسا في التسويات الإصلاحية. مع العلم، وهو الأمر الذي لم تفتأ الوثيقة من القول به مرارا، أن المهمة المركزية هي بناء الحزب البروليتاري، قائد التحالف العمالي ــ الفلاحي وعلى الخصوص، قائد الجبهة الوطنية الديمقراطية الثورية التي أسمتها الوثيقة ب "التحالف الوطني الديمقراطي الشعبي". فمن أين سيستقي هذا "التحالف ..." مضمونه الوطني الديموقراطي الشعبي، في الغياب السياسي والإيديولوجي للطرف الأساسي في الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، أي غياب القيادة البروليتارية؟ وكيف سينبني هذا "التحالف" الطبقي في غياب، "العمود الفقري"، التحالف العمالي ــ الفلاحي بقيادة الحزب البروليتاري؟ ومن سيكون القطب النضالي الجاذب والمحوري في سيرورة بناء هذا "التحالف الوطني.." الذي فيه يغيب وجود الحزب البروليتاري (القطب المحوري الأساسي للجبهة)؟
سنقف بهذا التقديم المركز هنا، كي لا نخرج عن السياق التاريخي للصراع الإيديولوجي والسياسي الذي تبلورت فيه بعض الأطروحات المركزية لخط التحريفية باسم "إعادة بناء إلى الأمام". فقد حاولنا فقط تقريب المناضلين والقراء من بعض مضامين هذا الخط ضمن سياقه التاريخي.
لقراءة وثيقة "البرنامج العام" للخط التحريفي، انظر الصفحة الرئيسية لموقع 30 غشت
http://www.30aout.info
موقع 30 غشت
#موقع_30_عشت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحلقة السادسة - الجزء الثالث من دراسة -مسلسل تصفية منظمة إل
...
-
الوثيقة الثالثة -إلى الأمام- المرحلة الثانية: 1980 1994
...
-
الحلقة الخامسة - الجزء الثالث من دراسة -مسلسل تصفية منظمة إل
...
-
الوثيقة الثانية -إلى الأمام- – المرحلة الثانية 1980 1994: ال
...
-
الحلقة الرابعة – الجزء الثالث من دراسة -مسلسل تصفية منظمة إل
...
-
-إلى الأمام- – المرحلة الثانية 1980 1994: الخط التحريفي : ا
...
-
الحلقة الثالثة الجزء الثالث من دراسة -مسلسل تصفية منظمة - إ
...
-
الحلقة الثانية – الجزء الثالث من دراسة -مسلسل تصفية منظمة إل
...
-
الجزء الثالث – الحلقة الأولى – من دراسة -مسلسل تصفية منظمة ا
...
-
الجزء الثاني نشر كامل من دراسة -مسلسل تصفية المنظمة المارك
...
-
الحلقة الرابعة الجزء الثاني من دراسة -مسلسل تصفية منظمة - إ
...
-
الحلقة الثالثة الجزء الثاني من دراسة -مسلسل تصفية منظمة إلى
...
-
الحلقة الثانية: الجزء الثاني: دراسة -مسلسل تصفية منظمة -إلى
...
-
الجزء الثاني: الحلقة الأولى: مسلسل تصفية منظمة -إلى الأمام-
-
الجزء الأول - نشر كامل- من دراسة -مسلسل تصفية المنظمة المار
...
-
الحلقة الخامسة من دراسة -مسلسل تصفية المنظمة الماركسية اللين
...
-
الحلقة الرابعة من دراسة -مسلسل تصفية المنظمة الماركسية اللي
...
-
سعيدة، رمز النضال الثوري النسائي
-
بلاغ توضيحي من موقع 30 غشت
-
الحلقة الثالثة من دراسة -مسلسل تصفية منظمة إلى الأمام-
المزيد.....
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|