|
فى رحاب الفراعنة
ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 20:54
المحور:
سيرة ذاتية
زيارة تأخرت ربع قرن بدأتها بأسوان وأنهيتها بالاقصر ، سافرت الثامنة ليلا بالقطار الى أسوان فى رحلة مدتها 12 ساعة الى اسوان ، طول الطريق حول القطار من الجانبين مظلم ، المحطات المضيئة ترى قبلها او بعدها مباني عشوائية منفرة وصلت الى اسوان فى الصباح ، ما راعنى ان مدينة اسوان ككل مدن مصر عشوائية المباني والشوارع ، توقعت ان تكون على الطراز الفرعونى حتى ينتقل السائح والمصري ايضا الى عالم اخر مفعم بالتاريخ ، الوضع الاقتصادي ألقى بظلاله على المارة بالشوارع ، فى التاكسى الى مكان الاقامة ، شكا لى السائق الحال فى اسوان ودعا على السيسي والحكومة ربنا ياخدهم بلهجته النوبية البسيطة ، ولم ينس مدح المخلوع مبارك وان عهده كان افضل والسياحة كانت ممتازة والحالة ماشية
وصلت صباحا الى مكان على النيل ، بدلت ملابسى وبدأت اليوم العاشرة صباحا بسيارة خاصة مكيفة وزرت متاحف النيل ، النوبة ، فيلة ، السد العالى ، رمز الصداقة .. الخ من الاثار التى تحتاج الى عمر كامل حتى يشبع منها الانسان ، اختتمت اليوم بعرض الصوت والضوء فى فيلة والذى لم يعكر صفوه سوى سخافة المراهقين وضحكاتهم العالية اثناء العرض دون اى اكتراث لما يعرض امامهم من حضارة اجدادهم استمتعت بمشاهدة الاجداد ، كيف بنوا ونحتوا هذه الصخور للابقاء على تراثهم شاهدا على عظمتهم فى علوم الطب والتحنيط والحساب والفلك ، بينما نحن غير قادرين على استيعاب ما صنعوا فضلا عن احترامه
فى اليوم الثاني كانت رحلة بمركب خاص ، زرت جزر النباتات ، سهيل ، الفانتين ، الشلالات ، السوق السياحي ، الدير ..... الخ اثناء زيارتي للدير سالنى شرطى مراهق عن هويتي وما ان عرف انى صحفى حتى ابلغ قياداته ، وتوالت الاتصالات بينهم حتى حضر نقيب وسألنى عن الاماكن التى زرتها والصور التى التقطتها ، بالطبع كانت اجابتى انى زرت كل الاماكن وصورتها جميعا ، طلب رؤيتها ورفضت ، وبالنهاية تركته ورحلت الى حال سبيلى ، قضيت ليلتى وغادرت صباحا الى الاقصر
اليوم الثالث وصلت الى الاقصر مبكرا جدا، اقمت فى فندق ايتاب على النيل ، مستوى راقى جدا من حيث الاقامة والخدمة زرت معبد الكرنك ومتحف الاقصر ، فى معبد الكرنك شعرت بجلال الموقف لدرجة الخوف ، ما كل هذا ؟ كيف بنوا هذه الحضارة الجبارة ؟ كيف كانوا بهذه العظمة واصبحنا بهذا الهزال والضعف ؟ هل هؤلاء اجدادنا .. وهل نحن احفادهم ؟
متحف الاقصر لا يقل عظمة عن معبد الكرنك ، رافقت ثلاثة من اليونانيين ، فتاتين وشاب ، كانوا مبهورين اكثر منى بحجم وصمود هذه التماثيل بألوانها الطبيعية الاف السنين
اليوم الرابع أقلتنا سيارة الى البر الغربي حيث وادى الملوك والملكات ومقابرهم ، وحتشبسوت ، ارتفعت درجة انبهارى فى وادي الملوك حيث المقابر العجيبة التى بنوها للملوك والغرف التى خصصوها لطعامهم وحاجاتهم بعد قيامهم من الموت .. شىء غريب الرحلة كانت بحاحة الى وقت اكثر و مرشد اكثر فهما وتخصصا وقدرة على الاجابة عن الاسئلة من المرشدة المبتدئة التى رافقتنا .
لم يعكر صفو زيارتى لوادى الملوك سوى مدير جاهل يدعى ايمن منعنى من دخول مقبرة توت عنخ امون الا بتذكرة ، بدعوى انه لا استئناءات للصحفيين فى توت عنخ امون ومقبرة سيتى ، وبطبيعة الحال انا أول من خضع للنظام والتعليمات والقانون ، الا انه لا يوجد منشور واحد بأى مكان يدعم كلامه ، صمم على رأيه واشتريت تذكرة اعطيتها له ورفضت الدخول وغادرت .. شكله يؤكد انه حفيد العرب الغزاة ولا يمت للفراعنة بصلة ( فى جبهته ما يشير الى ذلك) ، مكانه الطبيعى مجلس المدينة وليس قطاع الاثار .
انهيت الرحلة بمشاهدة الصوت والضوء فى معبد الكرنك ، ما حدث فى اسوان تكرر فى الاقصر ، كلب يعوى ، طفل يصرخ ، مراهقين يصورورن بالموبايل رغم انه ممنوع ، يدخنون ويحدثون جلبة كبيرة اثناء العرض ، افسدوا المتعة لأنهم لم يتعلموا شيئا ، لا يعرفون ان معبد الكرنك اكثر قداسة من كل مساجد وكنائس مصر بل والعالم ، عدت الى القاهرة بذكريات طيبة ، ستظل كامنة بالقلب ، ساكنة فى العقل
شكرا للاساتذة .. على القماش الذى أمدنى بكل ما احتاج من معلومات واتصل من القاهرة لاجل تسهيل رحلتى ، محمود المطعنى مدير العلاقات العامة بالاقصر الذى ساعدتى دون ان يعرفنى ، هانى مصطفى الذى سهّل كثيرا زيارتي للمتاحف والمعابد . سوف اعود ولكن بخطة مختلفة تماما لكى استمتع بمصر التى لم ولن اشبع منها ابدا رغم أوجه القصور .
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحفيظ القرآن للاطفال .. جريمة !
-
من المجرم سوريا ؟
-
الحكم العسكرى .. احتلال
-
هديتي للمسلمين فى العالم
-
الشعب ..الدولة ..الارهاب
-
الاعلام بمواجهة الارهاب
-
المجاري .. كالطائرات
-
التنمية المستحيلة
-
سقوط نظرية الامن القومي
-
كيف نقضى على الفساد ؟
-
الدعوة والتبشير !!
-
نهر النيل .. مقبرة المصريين
-
وسائل الاعلام..الازمة والحل
-
في ذكرى فرج فودة
-
تطوير العشوائيات .. وهم !
-
المصالحة مع الاخوان
-
تناقضات خطاب الاسلام السياسي
-
الفضائيات .. تخون مصر!!
-
العلمانية فى افغانستان!!
-
هل القضاء نزيه وشامخ؟
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|