أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نادية خلوف - قد لا يمنح الدستور الحقوق














المزيد.....

قد لا يمنح الدستور الحقوق


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 00:23
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ربما يكون دستور حمورابي قبل ألفي عام على ميلاد المسيح هو أوّل دستور في العالم.
وأوّل دستور في العالم الذي كان يشبه الدساتير الحالية وضعه الفرس، لذا نعتقد أن كلمة دستور ليست عربية، لكنّ اللغات متداخلة، وقد أصبح المعنى واضحاً رغم عدم وجود الكلمة في قاموس العرب، والجميع يعرف أنّ الدّستور هو القانون الأعلى في الدّولة، والذي يحدّد القواعد العامة التي تقوم عليها تلك الدّولة.
بعض دساتير العالم مستمدة من أعرافها كدستور المملكة المتحدة، وقد يكون عقداً اجتماعيّاً، أو يكون منحة من صاحب سلطة متحكم، وقد يتمّ إعداده بطرق ديموقراطيّة.
مهما كان الدّستور مكتوباً بلغة جميلة، ويتحدّث عن الديموقراطية، والحريّة الشّخصيّة، والاقتراع، وفصل السّلطات، فإنّ الموضوع برمّته لا يتعدى الحبر على ورق لأنّ الاستبداد يلبس ثوب الحرّية، ويشكل الهيئات المنتخبة بشكل جميل وفق صناديق اقتراع نراها على الفضائيات، وتسير هذه الهيئات في ركب الاستبداد لقهر الشّعب.
الدستور السوري يكفل المساواة لكلّ " المواطنين" وربما أغلب الدساتير العربيّة تشبهه، وسوف أستشهد هنا بتعليق إحدى المحاميات حيث شكت لي سوء المعاملة، وقالت لي :" لا يكفي أنّ زملائي ليسوا على مستوى كاف من التّهذيب، وأنّ القضاة مرتشون، لكنّني أستلم بعض قضايا الطّلاق، والحضانة، والنّفقة والتّطليق، وأشعر أنّ الله قد وضع كل قوته ضد المرأة وفق هذا القانون، أشعر أنّ الشرع يلفّ على رقبتي حبل المشنقة، وأنّه وجد من أجل إذلالي"
لازالت صديقتي تعمل داخل سورية، قالت:" كم أتمنى أن يناقش أمثالك فقط قضيّة حقوق المرأة وفق قانون الأحوال الشخصيّة السوري لتبديله كي ينسجم مع المساواة الواردة بين المواطنين في الدّستور"
أجبتها: أنت تحلمين يا صديقتي!
من يكتب الدّساتير في الدّول المستبدة هو الحاكم، وفي الدّول التي خرّبها الاستبداد هو رجل الدين وزعيم العشيرة.
قالت صديقتي: " لكن في كانتون الجزيرة هناك قانون مدني، والنساء يساهمن في القضاء على الإرهاب"
لم أجب على السّؤال. إذا كانت صديقتي تعمل منذ عشرين عاماً في المحاماة، ولم تعرف وضع المرأة في الجزيرة السّورية، وقد يكون معها الحق، فأغلب أهل دمشق والمنطقة الوسطى لا يعرفون شيئاً عن تلك المنطقة إلا إذا كانوا ضبّاط أمن. في جميع الأحوال فإنّ انضمام المرأة إلى الميلشيات المسلّحة في أيّ مكان، وفي الجزيرة السورية أيضاً ، وبخاصة عندما تكون قاصراً، أو تلزم بالقوة يكون مثالاً للاستعباد وليس للحرّية، وموضوع الزواج المدني هو اجتماعي قبل أن يكون قانونياً، ففي الغرب يمكنك الزّواج بأيّ طريقة ما دمت لا تخالف النّظام العام، ونحن في حالة حرب، وفي الجزيرة السورية التعليم معطل في بعض المناطق، والجامعات المستحدثة يقوم عليها أشخاص غير كفء. ولا زالت القوانين كما كانت، والنّظام قائم بكلّ أدواته، ولا أحد يخالفه.، وكل هذا الكلام يشبه الشّتائم التي يوجهها السّوريون لبعضهم البعض. نحن جميعاً نعيش الواقع المتخلّف نفسه.
نحن محامو قانون الاستبداد بامتياز. من كثرة ما رأينا من انتهاك للقانون . تدرّب ذهننا على القضايا. نعرف أسعارها في أقبية الأمن، ونتعود بالتّدريج على مفهوم أنّ لقمة العيش صعبة، وقد نتشارك مع مساعد في السّجن يجلب لنا القضايا على أن يأخذ نصف الأتعاب، وما خفي أعظم، ويمكن القول أن القضاء غير نزيه بالمطلق، فجميع القضاة تديرهم الأجهزة، وهم أنفسهم وصلوا إلى منصبهم إما بالواسطة الكبرى، أو بدفع الرّشوة، ولا يمكن في هذه الحال أن يكون القضاء نزيهاً.
من بين هؤلاء القضاة، وهؤلاء المحامين، وبدورة من دولاب الحظ سوف تتشكل لجان إعداد الدستور، وسوف يكون وضع المرأة نفسه، وسيبقى القضاء يسمح للزوج بقتل زوجته من أجل الشّرف. لن يكون في سوريّة قانوناً يحيّد الدّين ، ويكون وضع المرأة فيه مدنيّاً، وتلك الأصوات القليلة التي تطالب بالعلمانيّة سوف تدور في فلك طوائفها، أو تقمع، لكن حركة التّاريخ لا تتوقف، وستغربل الأجيال ما هو فاسد فترميه، وما هو صالح تأخذ به، لكنّ دورة الزّمن لن تكون قصيرة.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت الأبيض قال، ولم يقل
- - كلّ مصائبي أتت من هذا الرّجل-
- قيود أمّي- الفصل الرّابع-5-
- قيود أمّي-الفصل الرابع-4-
- تلك الأماكن المقتولة. تقتل ثانية !
- قيود أمّي -الفصل الرّابع-3-
- العودة إلى حضن النّظام السوري من البوابات الخلفيّة
- قيود أمّي-الفصل الرابع-2-
- الأطفال السّوريين في مخيّمات اللجوء
- قيود أمّي-الفصل الرّابع-1-
- سهرة حتى الصّباح
- قيود أمّي -الفصل الثالث-5-
- قيود أمّي-الفصل الثّالث-4-
- قيود أمّي-الفصل الثّالث-3-
- مناسبات ثورية، وغير ثوريّة
- قيود أمّي-الفصل الثّالث-2-
- قيود أمّي-الفصل الثّالث-1-
- قيود أمّي-الفصل الثّاني-5-
- قيود أمّي-الفصل الثّاني-4-
- قيود أمّي- الفصل الثّاني-3-


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نادية خلوف - قد لا يمنح الدستور الحقوق