ليست من عادته توجيه مقالته للناس فرادى, ولكن إذا وجه الكتاب لحضرته شخصيا فأنه يرد التحية بمثلها أو أحسن منها. ويعلق الشخص المذكور الذي قد يكون اسمه فعلا محيي هادي أو لا يكون, وهذا عائد للموضة المتبعة في مواقع الإنترنت وعند الذين يحبون إخفاء شخصيتهم الحقيقية , فيكون بهذا نقاشنا مع الأشباح أو الشخصيات المجهولة الاسم والعنوان. ولأننا بطبيعة الحال لا نخفي اسمنا أو شكلنا أو عنواننا ولم نقم بذلك من قبل, فأنه من حقنا معرفة نوع الشبح الذي يكمن خلف هذا الاسم أو ذاك من الذين يدعون الحرص والغيرة على شعب العراق. فأن كنت فعلا أنت أنت, تجرأ وعرف نفسك كما عرفنا نفسنا لكتابات وكافة القراء.
عندما رددت على هلوسات وتهيؤات محيي هادي حول الفلسطينيين واتهاماته لهم بكل ما هو شنيع , كنت أعرف أنني أتابع ردودي القديمة وأعرف أن الذين يقفون خلف حملة تشويه الفلسطينيين هم من صناعة المخابرات الأمريكية واللوبي الصهيوني. هؤلاء أناس بائسين ولم يتمكنوا من العيش مع الذي جعلهم ضحايا المصالح الأمريكية والحكومات المستبدة والمعارضات المستعبدة. فبدلا من أن يكافحوا من أجل إعلاء راية شعبهم المقموع يساهمون من حيث يدرون أو لا يدرون في القضاء على حلم شعبهم بالحرية وبفك الحصار وبالقيامة الجديدة بعدما أصبح العراق مزبلة للنفايات النووية والكيماوية والبيولوجية, ولم يقتصر الأمر على دفن وتدمير أسلحة النظام الحاكم بل أن أمريكا سيدة أبن هادي وأمثاله وولية نعمته ونعمة معارضته اللندنية, جعلت من العراق حقل تجارب لكل أنواع أسلحتها المحرمة والجديدة. هذا العهر الوطني الذي يمثله دعاة الحرب على العراق وطنهم لا يمكن تسميته بغير العهر لأنها مواقف عاهرة تساوي بين القاتل والضحية وتضحي بالشعب والأرض والمستقبل من أجل إزاحة صدام حسين ونظامه, ولكي تأتي من بعده معارضة على عارضة أمريكية أو بواسطة رافعة بريطانية ترفعها لتجلسها على خازوق منجر بشكل جيد ويليق بالذين يحلمون بخوزقة شعبهم عبر تحريره من عروبته وتسليمه للضباع الغربية القادمة لنهش لحمه وحرق زرعه ولعن تاريخه.
أبن هادي الذي يلقي الكلام بلا حساب وبلا أوزان , يقول إنني انسحبت من كوني كاتبا وهو بهذا يعتقد أنه إذا انسحبت أنا من كوني ما أكونه أو مفترض أنني كنته فهو ما يسمح له بأن يكون, مع أنني لم أقل في يوم من الأيام بأنني أنا غير ما كنته أنا منذ عرفت قدر نفسي , أما هو فأتركه للجنون ومرآته حيث يستطيع أن يرى وجهه جيدا وبوضوح , عله يستطيع تحديد ملامح وجهه أن كانت لازالت عراقية أم أصبحت أمريكية وشيطانية. وأنا لم أسحب أي كلام قلته سابقا وأتحمل مسئولية كل كلمة قلتها وسأقولها وأتمنى أن يكون الذين يكتبون قدر كلامهم ويتحملون مسئولية كتاباتهم, وكل ما قلته في الملف العراقي لا عودة عنه وبالنسبة لي مقدس وقانوني وشرعي وأخلاقي ومبدئي وسألتزم به حتى دحر العدوان عن الشعب العراقي وإقامة عراق الحرية والسعادة والمساواة لكل مواطنيه باستثناء عملاء أمريكا وإسرائيل.
بمناسبة هذه الحكاية فأنني أورد لكم مشاعر الناس وما يقولونه عن المعارضة العراقية المتأمركة وابن هادي عارض من عوارضها وعلَة من عللها وعلاَتها, الناس يقولون أنهم لا يفهمون لماذا العراقي يريد الحرب أكثر من الأمريكي, ولما هؤلاء الذين يدعون المعارضة أعداء لشعبهم أكثر مما هم أعداء لأعدائهم, والجواب دوما يأتي نعم , هؤلاء أعداء لأن الحقد يملأ قلوبهم وعقلية الانتقام والثأر تسيطر على تفكيرهم ومنطق الاستعانة بالغرباء والأعداء, وبعضهم يقول أنه لا يمكنه التعاطف مع من يطالب القوة العظمى في العالم بحرق العراق لأجل الإطاحة بالنظام بغض النظر عن النتائج. هل هذا المنطق يريد فعلا حرية العراقيين أم نقلهم من سجن إلى سجن آخر؟ انه منطق المهزوم والمأزوم الذي يستعين بالأعداء على الشعب والعباد والبلاد, وهذا المنطق مرفوض ومبغوض ومنبوذ ومردود على أصاحبه من المرضى والمستهترين بقيمة الحرية والحياة.
نعم أن الدهر دوار ومن لا يتعلم ويستفيد من تجارب الآخرين يظل حمار إلى أبد الآبدين, فماذا نقول لجهلة لا تغلبهم الحجة والبراهين ورغم كل هذا وذاك يتمسكون بدعوة الأنس والجان والشياطين من أمريكان وبريطانيين لاحتلال العراق وإقامة دولة النفاق. لا يتحرر العراق من مشاكله المستعصية بهكذا معارضة ميئوس منها ولا بالكلام الإنشائي والحكي ألفاضي إنما بالحس الوطني المسئول والفاعل الذي يتعامل مع الشعب على أساس انه شعب وليس قطيع أغنام, يتحرر العراق من كافة عقده ومشاكله عندما يتحرر المعارض العراقي من تبعيته لأمريكا وإسرائيل والاستعمار العالمي, يتحرر العراق من كل شيء غير طبيعي عندما يصبح طرح المعارضة عقلاني وطبيعي لا شيطاني و ذيلي, ولا يتحرر العراق بالمواقف الهزيلة والذليلة وبالتبعية العمياء والخرقاء لأعداء العراق .
أما نحن الذين لم نهن ولم نيأس ولم نستسلم بالرغم من كل ما حدث في عالمنا العربي السعيد, فقد حافظنا على كرامتنا وقيمنا وديمومة أفكارنا ومواقفنا ورغم وضعنا الصعب والحساس والملتهب وقفنا ولازلنا وسنبقى نقف مع العراق وضد أمريكا وكل من هو في تحالف أمريكا ضد الشعب العراقي. هذه مواقف من يحترمون كلماتهم مواقفهم لا ننكثها بعد ساعات ولا نتراجع عنها لأجل مصلحة أو منفعة أو مكرمة. نحن مع العراق شعبا حرا سيدا ومستقلا ولسنا مع عراق المارينز وأشباه الرجال من العملاء. ومثل هؤلاء يضر بالوطنيين العراقيين الأحرار والشرفاء الذين اتخذوا مواقف وطنية عقلانية تستجيب للشعور والحس الجماهيري والوطني والقومي العالي الذي يفرق بين العدوان والحرية وبين الحرب العدوانية والتغييرات والإصلاحات الجذرية والمصيرية.
ونحن لا نريد أن نرد على المنطق المأزوم بنفس الطريقة , لكن يكفيك يا أبن هادي أن تسمع وترى على الشوارع أينما كنت وحيثما حططت ماذا يقول الناس عن أمثالك من الذين اسمهم معارضة مع أنهم عوارض غير صحية في المجتمع العراقي. وأنت بكل أسف لا تعرف أي شيء عن فلسطين وأهلها, وبالتأكيد لم تشاركنا حلونا ومرَنا ولم تأكل خبزنا ولم تقاتل عدونا ببندقيتنا لأن مثلك ممن يقاتلوننا اليوم بكلماتهم وتجنيهم ليسوا من النوع الذي تليق به راياتنا أو تتسع له جبهاتنا. وبالتأكيد لم يكن بيننا مكان لأمثالكم يا ميستر ابن هادي. فمكانكم ليس معنا ولا بيننا لأن لأمثالكم أمكنتهم التي تليق بهم عند العم سام والست غولدا أو بجوار أبو الزعيم وغيره من زعماء المصادفة.
في كل شعب يوجد خليط من الناس من كافة الأصناف والأجناس ولا يجهل هذا إلا الغبي فعلا والجاهل أصلا, وأنت إذ تستغرب قولي أن بيننا تلك الأصناف فهذا دليل إضافي على جهلك ببديهيات الدنيا. لقد اختزل الكمال ليوجد في المعارضة العراقية المتأمركة والمتأسرلة, بشر بلا شوائب وبالكمال والتمام ويصلوا درجة الملائكة على الأرض, وبالطبع أنت واحد من هؤلاء الملائكة المتشيطنين والمتأمركين وفق سعر صرف الدولار..
أنت لست أفضل حالا من أبي الزعيم الذي اختطف ناصر السعيد وسلمه للسلطات السعودية وأنت ومعارضتك ظاهرة مثلها مثل ظاهرة أبو الزعيم وغيرها من ظواهر العملاء في مجتمعاتنا العربية وباستطاعتك أن تنظر في المرآة صباحا فتجد في المرآة وجهك لحدي الهيئة والمظهر والشكل ولسانك لحدي المنطق وقلمك كذلك. وأريد أن أخبرك بأنك لا أنت ولا غيرك من الذين يجرون أذيال خيبتهم وفشلهم يستطيع المزايدة على تضحيات الشعب الفلسطيني, لأن هذا الشعب الفلسطيني المعطاء هو الذي دفع فاتورة الدفاع عن الأمة العربية ولازال يدفعها بينما أنت وأمثالك من الثرثارين فوق التايمز أو الراين تنعرونه برماحكم وتطعنونه بسيوفكم الأمريكية الصنع والمصدر كما تفعلون مع شعبكم المحاصر بين عدوين... الشعب الفلسطيني حسيني أكثر من معارضتك الزائفة والركيكة, وله الفخر أنه لا يحترم الخونة ولا يقدمهم على أساس أنهم أبطال ورموز, بينما أنتمم جعلتم ممن سلم أسرار بلدكم الحربية والأمنية والاقتصادية والنفطية وغيرها أبطالا ورجالات. ويل لكم من الزمان القادم ومن جيل صلاح الدين الآتي مستقبلا, ويل لكم من أطفال العراق المخصبين باليورانيوم الأمريكي...
عندما طلبت منك أن تراجع مواقفنا وما كتبنا بخصوص بلدك, فعلت ذلك ظنا مني أنك قارئ ومحاور لكنك أثبت انك لست بقارئ ولا بمحاور بل بياع كلام ومفتي دجال تفتي بما لا تعرف وفقط من أجل الإفتاء. ونحن لم ننف وقوع إعدامات وتعذيب في العراق لكننا قمنا بالتساؤل حول الأعداد والنسب والدرجات التي وردت في مقال صديقك أبو مسلم الذي يتكلم بنفس لسانك ويكتب بنفس قلمك. ولو أنك فعلا حرصت على الحقيقة والحقيقة وحدها لكنت كلفت نفسك عناء مراجعة مقالاتنا حول بلدك وخرجت بخطاب أكثر توازنا وعقلانية وفهما لموقفنا بغض النظر عما فيه من تناقض مع موقفكم. أما أن تشبهنا بغولدا فهذا لا يليق بنا ونحن من ناضل دفاعا عنك وعن أمتك العربية والإسلامية بينما كنت أنت تنعم بخيرات النفط والنظام الذي تعارضه الآن. العجيب أن أكثر الناس فيكم صراخا وشتما للنظام هم الذين كانوا جزءا منه أما المعارضة الحقيقية فهي التي تتحلى بروح المسئولية وتناضل من اجل شعبكم وسعادته وحرية وطنكم, لا تجديد استعباده واستعماره كما قررت نيابة عنكم أمريكا في مؤتمر لندن العتيد. ولو كنت من القراء الحقيقيين والذين يتابعون الحدث وآراء الخصوم أو الآخرين لكنت قرأت مقالنا " العالم ضد الحرب والظلم " وفيه نقول بكل وضوح ما هي مهمة التظاهرات التي انطلقت في العالم ولماذا انطلقت ومن أجل ماذا ولنصرة من؟؟!!..
أنت بكل صراحة لديك مهمة تخريبية وتمارس دورك كبياع كلام ومخرب مهمته تخريب العلاقة بين الشعوب والأمم.
أتركك لضميرك علَه ينقذك من وقعتك ..
وإذا عجز عن ذلك ضميرك فسوف نساعده في التغلب على الآخر المهزوم فيك..